SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

من أين لداعش هذا؟ إقتصاد الإرهاب

ByAgnes Helou

نوفمبر 17, 2015

أغنس الحلو

على الرغم من الجهود الدولية الحثيثة للقضاء على المنظمات الإرهابية وخاصة داعش في الآونة الأخيرة، تشهد هذه المنظمات ازدهارا وإمكانيات وصول عميقة. فإذا كانت كل دول العالم من أميركا وروسيا وفرنسا وأستراليا إلى السعودية وتركيا كلها تشن ضربات على داعش لتنهيها فمن أين لهكذا منظمة كل هذا التمويل الذي يساعدها على الصمود والإستمرار؟ حتى أن مجلس الأمن صوت على قرار لمكافحة تمويل الإرهاب تحت فصل البند السابع الذي يسمح باستخدام القوة والتدخل العسكري ضد أي جماعة أو دولة تتبنى الإرهاب.

وبعد إحكام الحلقة الدولية حولها لم يبق أمام هذا النوع من المنظمات سوى تمويل نفسها ذاتيا سواء أكان هذا التمويل بطريقة مشروعة أو غير مشروعة. فهي تنشئ المشاريع الإستثمارية الواقعية والوهمية، وتسعى للقيام باستثمارات من المصارف أو المؤسسات الإستثمارية.

 وتجدر الإشارة أن التحويلات المالية لا تمت بصلة للدول التي تنمو هذه المنظمات ضمنها، وبأسماء لا تكشف طبيعة عملها او عناصرها. وتستخدم هذه المشاريع كغطاء لعمليات تبييض الأموال والتحويلات المالية الأخرى. هذا وتسعى المنظمات الإرهابية إلى إنشاء مؤسسات خيرية لتعمل تحت ستارها بغية الحصول على التمويل من الشركات والمؤسسات وتبرعات الناس.

كما تموّل هذه المؤسسات نفسها عبر وسائل التواصل الحديثة لتبادل المعلومات ولتنسيق نقل الأموال وخاصة حملات التبرعات للأعمال الخيرية. وليس مستغربا أن تحصل تلك المنظمات على أموالها بالطرق غير الشرعية مثل تجارة المخدرات وتهريب الآثار وتجارة البشر والخطف وعلى الفدية.

وتجدر الإشارة أن وزارة الخزانة الأميركية كانت قد طالبت شركة تويوتا اليابانية بتزويدها بمعلومات تتعلق بكيفية حصول تنظيم الدولة الإسلامية داعش، على كم هائل من سيارات الدفع الرباعي من إنتاج الشركة اليابانية. وفي المقابل، أكدت الشركة في بيان أنها تسلمت طلبا من الخزانة الأميركية لتوضيح كيفية وصول عدد من سيارات تويوتا لمناطق الصراع في الشرق الأوسط، وخصوصا سيارات الدفع الرباعي. وقد ظهرت تلك السيارات في الأشرطة التي نشرها تنظيم داعش عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وأكد الناطق الرسمي باسم الشركة أد لويس أن “تويوتا ملتزمة بقوانين وتشريعات كل الدول، وتدعم الخزانة الأميركية في تساؤلاتها المشروعة عن السبب في حصول تنظيم داعش على هذا الكم الهائل من العربات“. كما أشار لويس إلى أن من المستحيل على أي شركة مصنعة للسيارات في العالم أن تسيطر على مبيعاتها بعد إتمام عملية البيع.

وأفادت تويوتا أن سيارات النقل الرباعي “الجيب” والنقل المتوسط “هايلكس” قد تمَّ شراؤها من قِبل نوري المالكي شخصياً (رئيس الوزراء العراقي الأسبق) وأنه اشترى عشرة آلاف شاحنة صغيرة وهايلكس، واشترط أن يتم الأمر دون الإعلان عنه، وفعلاً تم إرسال السيارات إلى العراق، حيث يزعم نوري المالكي وجماعته أنه استورد تلك السيارات لدعم الجيش العراقي والمليشيات الداعمة له، وطبعاً كل ذلك قبل أن يظهر تنظيم داعش إلى العلن، وأن هذه السيارات استولى عليها هذا التنظيم ضمن استيلائه على المعدات والآليات العسكرية أثناء احتلاله لمحافظة نينوى، وقبل ذلك لمحافظة الأنبار.

وبين التمويل المعلوم والتوكيل المجهول تبقى الأسئلة كثيرة حول مصادر أموال التنظيمات الإرهابية التي تعادي العالم كله. حتى أن طرق التواصل فيما بينها تبقى محطّ جدل وخاصة أن أجهزة الإستخبارات العالمية لم تستطع أن تعرف مسبقا في معظم المرات، أين ستفجّر وإلا لكانت تفادت الكثير من الخسائر البشرية والمادية وآخرها انفجاري لبنان وفرنسا.

وكان من المشوّق ما نشرته العديد من وسائل الإعلام حول التواصل بين عناصر داعش في تفجير باريس. فقد جاء في تقرير لمجلة “فوربس” الأميركية إن تنظيم “داعش” الذي أعلن مسؤوليته عن الأحداث المروعة في باريس استخدم بلاي ستيشن 4 كقناة اتصال، معتمداً على صعوبة تعقب هذا النظام الجديد.  وأضافت المجلة أن هناك طرقا عدة استطاع تنظيم داعش استخدامها للتواصل عبر “بلاي ستيشن 4” حيث يستطيع مستخدمو الجهاز إرسال رسائل عن طريق خدمة الألعاب عبر الإنترنت، كما يستطيعون “الدردشة” من خلال لعبة معينة.  وبحسب الوثائق التي سربها إدوارد سنودان من الوكالة الأمريكية للأمن القومي عام 2013 فقد استخدمت الوكالة ومكتب التحقيق الفيدرالي “إف بي آي” كماً هائلا من ألعاب موجهة مثل World of Warcraft و Second Life خوفا من أن يستخدم الإرهابيون أو شبكات الإجرام العالم الافتراضي للتواصل بسرية.  

شارك الخبر: