SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

القرار السعودي-الخليجي جاء نتيجة تراكمات ولن يحدث تراجع قبل حصول تغير ملموس

 رياض قهوجي* 

المملكة العربية السعودية وحلفائها العرب قرروا قلب الطاولة على الجميع في لبنان وسيستمرون في حملتهم التصاعدية إلى أن تستلم الدولة[*] اللبنانية زمام الأمور وتحجم دور حزب الله ومن خلفه ايران في لبنان، وذلك حسب مسؤولين ومحللين خليجيين.

وحسب مصدر أمني خليجي، فإن القرار السعودي يهدف لإحداث صدمة بين الحلفاء والخصوم على حد سواء لإجبارهم على ممارسة ضغوط وجهود توقف تمدد حزب الله في مراكز القرار والسيطرة على الدولة اللبنانية وتجييرها لصالح طهران.

وتشير المصادر إلى أن تطورات الأسابيع الماضية كشفت مدى الضعف الذي وصلته القوى السياسية اللبنانية المناهضة لحزب الله والتي بالرغم من امتلاكها لقاعدة شعبية كبيرة وتبؤ بعض مسؤوليها لحقائب سيادية في الحكومة مثل رئاسة الوزراء ووزارات الدفاع والداخلية والعدل فقد عجزت عن أخذ أي قرارات أو خطوات مهمة، حتى البسيطة والبديهية منها.

وترى هذه المصادر إلى أنه بالاضافة لفشل الدولة اللبنانية بدعم الإجماع العربي في الجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية، فهي أخفقت بأمور عديدة أهمها:

·        فشلت الدولة نتيجة قرار جهاز محسوب على المؤسسة العسكرية (المحكمة العسكرية) بمحاسبة شخص مثل ميشال سماحة ضبط بالجرم المشهود وهو ينقل متفجرات من سوريا لتنفيذ عمليات إرهابية في لبنان. ولم تفلح جهود وزير العدل بمواجهة هذا القرار عبر احالة الملف الى المجلس العدلي في مجلس الوزراء حيث لم يحظ بدعم فعلي حتى من كتلته السياسية.

·        فشلت الدولة في وضع حد لتدخل حزب الله في سوريا ودول عربية أخرى رغم أن وزارتي الدفاع والداخلية هما في عهدة قوى سياسية معارضة للحزب، مما يظهر مدى عجز هذه المؤسسات الأمنية عن تنفيذ مهام بسيطة مثل اغلاق المنافذ الحدودية (برية وبحرية وجوية) وخضوعها بشكل كبير لقرارات حزب الله.

·        فشلت الدولة بإنتاج رئيس للجمهورية بعد مضي ما يقارب العامين على الشغور الرئاسي واتجاه خصوم حزب الله إلى الموافقة على مرشحي الحزب فقط مما يعكس مدى ضعفهم وعجزهم عن احداث أي تغيير على الساحة اللبنانية.

وحسب المسؤول الأمني الخليجي فإن واشنطن وعواصم أوروبية أخرى باتت تتعايش مع سيطرة حزب الله على القرار اللبناني على أنه أمر واقع لا مفر منه ويجب القبول به نظراً للظروف المحيطة به وخاصة الوضع السوري، وهذا لم يعد مقبولاً من قبل الرياض ودول عربية أخرى.

ورفضت المصادر الخليجية تحمل عواقب أي تصعيد للوضع السياسي أو الأمني أو الاقتصادي في لبنان نتيجة قراراتها الأخيرة مصرة على أن الوضع الحالي في لبنان هو نتيجة سياسات ايران في المنطقة وعملها على السيطرة على لبنان وسوريا عبر حزب الله وتجاهل القوى الغربية والدولية لهذا الواقع. وعليه، تضيف المصادر، “فإن على المجتمع الدولي أن يتحرك بقوة وحزم للضغط على الجهات المهيمنة على القرار اللبناني لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية والسماح للدولة اللبنانية بالعودة الى الكنف العربي كما يجب.”

فالهبة السعودية، يتابع المسؤول الأمني، هي لجيش في دولة لبنانية يجب أن تكون لها حرية القرار والقدرة على تحمل المسؤولية عن أمن حدودها وتمنع قوى داخلية من تهديد أمن ومصالح الدول العربية الشقيقة، وهو أمر أثبتت التطورات الأخيرة عدم توفره في لبنان اليوم،”وعلى الشعب اللبناني أن يطالب دولته والمجتمع الدولي بتصحيح الوضع الشاذ الذي بلغه بلدهم نتيجة انتشار السلاح وتدخلات ايران في مصالحه وقراراته.”

*الرئيس التنفيذي – إينغما

شارك الخبر: