SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

التحالف العسكري العربي – الإسلامي ..الواقع الجديد الذي يجب عدم تجاهله من قبل الخصوم

رياض قهوجي

أنجزت قوات التحالف العربي والإسلامي أول مناورات مشتركة لها في منطقة حفر الباطن في المملكة العربية السعودية بمشاركة عشرين دولة ساهمت كل منها بقوات برية وجوية قامت بمحاكاة سيناريوهات مختلفة وخاصة في الحرب ضد الإرهاب. ولقد استمرت المناورات لمدة 18 يوماً انتهت في 10 مارس/آذار 2016 بعرض عسكري حضره حشد من قادة الدول المشاركة يتقدمهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وبالرغم من أن الجهات المنظمة لم تعطِ تفاصيل عن المناورات إلا أن تمكّن جمع هذا العدد الكبير من القوات والذي تعدّى المئة وخمسين ألف جندي يعتبر إنجازاً لوجستياً مهماً اكتسبت القوى المشاركة خبرة في عملية نقل القوات عند الحاجة إلى أرض المعركة وكيفية التنسيق مع قوات من دول أخرى في مجال القيادة والسيطرة والتعاون الاستخباراتي والإسناد الناري من أجل تنفيذ عمليات مشتركة ناجحة.

وتجدر الاشارة إلى أن التحالف العربي يخوض منذ عام عمليات يومية في اليمن لمساعدة الحكومة الشرعية هناك على استعادة السلطة من حركة التمرد الذي قام بها الحوثيون وحلفاؤهم من القوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وتشن قوات التحالف العربي منذ شهر آذار/مارس 2015 عمليات جوية يومية تدار من غرفة عمليات مشتركة أقيمت في مدينة الطائف السعودية والتي تشرف على عملية التخطيط والإعداد والتوجيه لكافة الطلعات الجوية للتحالف من دون أي مساعدة من جهة غربية. وحسب مصدر عسكري خليجي، فإن المساعدة الوحيدة الذي توفرها واشنطن هي تقديم صور لأقمارها الإصطناعية لأهداف ومواقع داخل اليمن تساعد المخططين من ضباط قوات التحالف العربي في اختيار الأهداف لكل مهمة وتحديد نوعية الذخيرة التي ستستخدم لتدميرها. وتوزع الأدوار بين طياري التحالف حيث يقوم بعضهم بتوفير الحماية الجوية والبعض الأخر بعمليات التشويش الإلكتروني في حين تقوم الطائرات المغيرة بضرب أهدافها بشكل دقيق مستخدمة ترسانة كبيرة من الأسلحة الذكية المشابهة لتلك التي يستخدمها الأميركيون وحلف الناتو في غاراتهم اليوم ضد قوات داعش في العراق وسوريا.

وكانت قوات التحالف العربي بدأت بعد ثلاثة أشهر من انطلاق العمليات الجوية بشن حملة برية لطرد الحوثييين وحلفائهم من مناطق عدة في اليمن خاصة في الجنوب والشمال والخط الساحلي الغربي في اطار عملية “إعادة الأمل.” وتنفذ قوات التحالف العربي عمليات برية – جوية مشتركة لمساعدة القوات المسلحة والمقاومة اليمنية على التقدم باتجاه مدن ومحافظات عدة في البلاد تمكنت خلالها من تحرير أكثر من نصف اليمن والوصول الى مشارف العاصمة صنعاء. وترافقت العمليات الجوية – البرية مع عمليات بحرية لقوات التحالف العربي التي فرضت حصاراً بحرياً على موانئ اليمن لمنع وصول أي مساعدات عسكرية للحوثيين من إيران. كما تمكنت القوات البحرية من توفير الإسناد للقوات البرية في المناطق الساحلية وخلال استعادتها لبعض الجزر اليمنية في البحر الأحمر خاصة تلك المشرفة على مضيق باب المندب الاستراتيجي.

اكتسبت هذه قوات التحالف العربي خبرة قيمة جداً من عملياتها السابقة مع التحالف الدولي ضد داعش في سوريا وقبل ذلك في عمليات حلف الناتو ضد نظام معمر القذافي في ليبيا.

لقد تمت هذه الإنجازات العسكرية وسط تشكيك كبير من قبل مسؤولين وخبراء في الغرب حول قدرة التحالف العربي وكفاءة قواته البشرية. فلقد اكتسبت هذه القوات خبرة قيمة جداً من عملياتها السابقة مع التحالف الدولي ضد داعش في سوريا وقبل ذلك في عمليات حلف الناتو ضد نظام معمر القذافي في ليبيا. وهذه الخبرة رفعت من منسوب الثقة بالنفس لدى قياداتها العسكرية والسياسية على حد سواء مما دفعها لأخذ القرار بشن عمليات عسكرية دون الاتكال على دعم مباشر من حلفائها التقليديين في الغرب. والتحالف العربي اليوم يتسع عبر ضم قوات من دول إسلامية مهمة مثل باكستان وتركيا وماليزيا واندونيسيا مما سيجعلها مع الوقت قوة دولية يحسب لها ألف حساب من القوى العظمى. وهذه القوات اليوم مستعدة لنقل المعركة ضد الإرهاب إلى معاقل داعش في سوريا والعراق فور توفر القرار الدولي بذلك. كما أنها تشكل رسالة لأي قوى أجنبية (وتحديداً إيران) تخفي نيات عدائية ضد أعضاء هذا التحالف. فإيران تخوض اليوم حرباً باردة في المنطقة ضد السعودية وحلفائها في دول مجلس التعاون الخليجي.

وستبقى الأنظار مسلطة في الأسابيع والأشهر المقبلة حول ما ستؤول إليه الأمور في محادثات السلام السورية وما إذا كانت ستنتج حلاً سياسياً للأزمة هناك. ففشل الحوار سيؤدي إلى تصعيد الموقف وتدخل قوى التحالف العربي- الإسلامي برياً ضد داعش لطرده من أماكن تواجده ودعم المعاررضة السورية المعتدلة. وقد يؤدي ذلك لمواجهة مع القوات السورية وحلفائها من ميليشيات شيعية مدعومة من إيران ومنها حزب الله مما قد يعقد الأمور على الساحتين السورية والإقليمية. وعليه فإن التحالف العربي – الإسلامي بات اليوم واقعاً يجب على القوى الإقليمية والدولية أن تأخذه على محمل الجد وأن لا تستخف فيه وبعزمه على حماية مصالحه وتحقيق أهدافه. فمن لم ينتظر اذناً للدخول في حرب اليمن لن ينتظر اذناً للدخول في حرب سوريا إذا ما أضطرته الظروف إلى ذلك.

شارك الخبر:
2 thoughts on “التحالف العسكري العربي – الإسلامي ..الواقع الجديد الذي يجب عدم تجاهله من قبل الخصوم”

Comments are closed.