SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

قوات خاصة فرنسية قرب مواقع الإرهابيين في العراق

ترافق قوات فرنسية خاصة في شمال العراق المقاتلين الاكراد الذين يضعون استعادة الموصل نصب اعينهم، الى اماكن قريبة من الجبهة بمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية. وما نقلت بحسب وكالة فرانس برس في 13 نيسان/ أبريل، قوات البشمركة المتمركزة على التلال المشرفة على وادي دجلة تحتل الخطوط الامامية في الحملة الهادفة الى استعادة الموصل، معقل الجهاديين.
ويتولى حوالى 200 من القوات الفرنسية الخاصة تدريبهم على اكتشاف العبوات الناسفة، السلاح المفضل للجهاديين، وعلى مواجهة تهديد جديد خطير هو الاسلحة الكيميائية الفتاكة. وقال الفرد الذي اكتسب تجربة في افغانستان خلال لقاء قرب الجبهة، ان “كمية العبوات الناسفة غير معقولة، ولم نشهد مثيلا لها على مسرح العمليات، فهي موجودة بأعداد كبيرة في مناطق الالتحام مع العدو). وبات انتاجها صناعيا”.
أما القاعدة الاساسية للقوات الخاصة، هي ألا يكشف عناصرها عن هوياتهم او عن رتبهم، ويعرفون عن انفسهم بأسمائهم الحركية او اسماء مستعارة. وتحل العبوات الناسفة محل الالغام التي يفتقر اليها الجهاديون، رغم مخزونات الاسلحة التي استولوا عليها، خلال هجومهم الواسع النطاق في 2014، واسفر عن السيطرة على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية.
وهذه المتفجرات، سواء كانت مخبأة في اغراض، او مطمورة في الارض، او موضوعة في سيارات نقل المواشي لاقتحام نقاط التفتيش، تشكل رعبا للمقاتلين في الجهة المقابلة. وقد زرعت ضواحي الموصل بهذه المتفجرات. ويقول عسكري فرنسي “يمكننا ان نتخيل عددا من خطوط العبوات الناسفة حول المدينة” على غرار المباني والمنازل التي يهجرها الجهاديون خلال انسحابهم.
واوجز الفرد الوضع بالقول “اننا نرى الى حد ما، ما حصل في كبوديا مع حقول الالغام. الامر خطير للبشمركة، وللناس الذين يريدون العودة الى منازلهم، بعد استعادتها”. ويدرب برونو “الخبير في الاسلحة النووية والمشعة والجرثومية والكيميائية” المقاتلين الاكراد على كيفية حماية انفسهم من الهجمات الكيميائية، التي تشكل خطرا محتملا رغم امكانية احتوائها.
وقد احصي عدد كبير من الهجمات من هذا النوع في الاشهر الاخيرة. وقال برونو ان “البشمركة ما زالوا يتذكرون الغازات السامة لصدام حسين (ضد الاكراد في مدينة حلبجة في 1988). ويركز تنظيم الدولة الاسلامية على هذه النقطة ويسعى الى ترسيخ الخوف في نفوسهم”.
واضاف ان على الاكراد ان يتعلموا “كيفية التقليل من حجم المخاطر” و”تقييم التهديد”. وقال عسكري فرنسي آخر ان كل الغيوم الصفراء ليست غاز الخردل، مشيرا الى “مخاطر فرار جماعي” في حال الانذار.
وقال الفرد ان “تنظيم الدولة الاسلامية على ما يبدو لا يملك خبرات واسعة +بالسموم+، وغالبا ما يبقى خطر القذيفة التي (تطلق) اقوى من الخطر الكيميائي نفسه”.
ومن اجل كل هذه المهمات الاستشارية، بما فيها صيانة مدافع 20 ملم التي سلمتها باريس، ترافق القوات الفرنسية البشمركة حتى خط الجبهة الذي يبعد بضعة كيلومترات عن الموصل فقط. وذكر عسكري فرنسي آخر “لا نهدف الى الحلول مكانهم، لانهم يعرفون بالضبط ماذا يريدون، بل نريد مساعدتهم على ان يطبقوا تطبيقا سليما التقيات التي تعلموها، وتقديم النصح لهم عن قرب”.
ولكن هل تقوم القوات الفرنسية الخاصة بأكثر من ذلك؟ هل تتولى مهاما استخباراتية خلف خط الجبهة؟ هل “تلتحم” بالجهاديين، مثل الكنديين الذين شاركوا في هجوم كردي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في كانون الاول/ديسمبر؟
وعلى الارض، لا يمكن ملاحظة عناصر القوات الخاصة كونهم يندمجون في المحيط مرتدين ثيابا مهملة ويسستقلون سيارات عادية.
ولا تكشف وزارة الدفاع الفرنسية معلومات حول القوات الخاصة. واكتفى وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لو دريان بالقول عندما تفقدها الثلاثاء “انتم الدرع الواقي الاول (بمواجهة التهديد الجهادي). انكم تتعرضون للمخاطر قرب خط الجبهة… ومهمتكم لم تنته بعد”.

شارك الخبر: