SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

الذكاء الإصطناعي في الأمن والدفاع في لبنان… من الأوراق البحثية إلى الشراكات مع الناتو

صورة تعبيرية للذكاء الإصطناعيصورة تعبيرية للذكاء الإصطناعي

أغنس الحلو زعرور- بيروت


يشهد قطاع الذكاء الإصطناعي طفرة كبيرة يحاول الجيش اللبناني مواكبتها لتعزيز قدراته الأمنية والدفاعية. وتبحث وزارة الدفاع اللبنانية سبل التعاون مع حلف شمال الأطلسي NATO ، للشراكة بين الأدمغة والجامعات اللبنانية من جهة ومؤسسات الدولة والمؤسسات العالمية من جهة أخرى لوضع لبنان على خارطة الدول التي تتمتع بقدرات ذكاء إصطناعي كبيرة، وخاصة الدفاعية والأمنية منها.


وقال وزير الدفاع اللبناني الياس بو صعب: ” لبنان يزخر بالأدمغة والأبحاث والمتخصصين في كل المجالات، وهناك طلاب يبتكرون إختراعات ولكن ما ينقصنا هو الشراكة بين هذه الأدمغة وبين الطلاب والجامعات وبين مؤسسات الدولة بالدرجة الأولى والمؤسسات الدولية بالدرجة الثانية. كي نستطيع تأمين تمويل ومساعدات كي تستطيع أدمغة المساهمة في الحرب على الإرهاب وفي التكنولوجيا. ”


وكلام بو صعب أتى خلال مؤتمر الذكاء الإصطناعي في الأمن والدفاع AISD 2019 الذي نظّمه مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني، برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، وذلك بتواريخ 26 – 27 – 28 – 29 آذار / مارس 2019 في فندق لو رويال أوتيل ــ بيروت.


وكشف أبو صعب عن سعي الوزارة لبحث الشراكة مع الناتو في مجال الذكاء الإصطناعي والعمل للتواصل مع حلف شمال الأطلسي للشراكة الحقيقية بين الناتو ولبنان في قطاع Artificial Intelligence، وللإستفادة من الشراكة بين الناتو ودول الخليج التي بدأ منذ أكثر من عقد.


وشدد رئيس حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نيكولا دي سانتيس على أهمية الشراكات في مواجهة التحديات في مجال الذكاء الإصطناعي. وقال دي سانتيس: “لقد أطلقنا حواراً بين حلف شمال الأطلسي ودول حوض البحر الأبيض المتوسط من 15 سنة، كما أرسينا شراكات مع دول الخليج. واليوم أصبحت طبيعة التهديدات عابرة للدول، وهذا ما شهدناه لسنوات عدة. ومن بين التحديات اللاتماثلية، الإرهاب الذي تخطّى التحديات الأمنية التقليدية إلى الحديثة.”


ونوّه دي سانتيس بأهمية موضوع مؤتمر الجيش اللبناني حول الذكاء الإصطناعي، قائلاً “الذكاء الإصطناعي Artificial Intelligence يحتاج إلى فهم معمّق، من حيث التطوّر، التفصيل، التطبيق، والإبتكار. وهذا ما يحتاج إلى سياسات ملائمة لمواجهة هذه التحديات بالإضافة إلى التشريع المناسب.”


ويعتبر الذكاء الإصطناعي تقاطعاً لعناصر ثلاث: المعلومات التي أصبحت متوافرة بكثرة وأكثر من أي وقت مضى، والنموذج الذي يستطيع فك كميات كبيرة من الشيفرات وتحليل المعلومات بسرعة كبيرة.

ومن أبرز المخاطر التي تواجه الذكاء الإصطناعي هي قدرة تقنياته على تغيير مكوناتها وفي أي مكان وهي ليست موجودة فقط بيد الدول بل بيد أشخاص يمكن أن يستخدموا هذه التقنيات لأي هدف كان.


ورأى رئيس حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن الحلف يقدّم لشركائه في المنطقة عنصرين أساسيين. أولهما، الحوار السياسي الذي يسمح بإرساء ثقافة تعاون بين دول الناتو ودول المنطقة، خاصة مع تنوع الثقافات والقدرات الأمنية، ” خاصة وأن دولة وحدها لا تستطيع التعامل مع التحديات سريعة التغيّر في عصر الثورة الصناعية الرابعة. ولكن، وعبر تعاون الدول في المنطقة يمكن تحقيق الأمن لشعوب المنطقة.”


أما العنصر الثاني الذي يقدّمه حلف شمال الأطلسي بحسب دي سانتيس، فهو التعاون العملي. وقال دي سانتيس: “لدينا مشاريع مشتركة مع دول المنطقة حوالي 1500 نشاط بين الأمن الإلكتروني والأمن والعلوم والتنقيب عن الألغام، ومكافحة الطائرات بدون طيار.”

والجدير بالذكر أن الجيش اللبناني أطلق سابقاً عبر موقعه على الإنترنت دعوة لتقديم أوراق بحثية للمؤتمر التاسع للذكاء الإصطناعي في الأمن والدفاع، حيث تم تقديم أكثر من مئة ورقة متخصصة في هذا المجال.

وأكّد وزير الدفاع اللبناني الياس بوصعب أن خطورة تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي تكمن في وقوعها بالأيدي الخاطئة. وقال “يجب تسليط الضوء على إيجابيات الذكاء الإصطناعي وسلبياته، في مجال الأمن والدفاع لكي نستبق الحدث قبل وقوعه فنهيأ أنفسنا بوعي كامل لمواجهته. فالإنتصار لا يتحقق في ساحة المعركة فحسب بل من مسؤوليتنا أيضا أن ننتصر في الفضاء السيبراني لدرء الأخطار.”
وكانت كلمات حول أهمية موضوع الذكاء الإصطناعي لكل رئيس مركز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني العميد الركن سعيد القزح من المدير الإقليمي للقطاع العام في شركة Oracle بيتر فوزس و الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة Thales جان مارك شابرو وممثل شركة Huawei نديم عبد الرحيم.

وأعلن الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة Thales جان مارك شابرو أن الشركة ستستحوذ على شركة Gemalto الأمنية بنهاية آذار/ مارس 2019 وبالتالي ستعزز الشركة عملها في قطاع التطبيقات الرقمية.

شارك الخبر: