SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

تحليل: طبول الحرب تقرع في الخليج… فهل تتحوّل التهديدات إلى حرب ساخنة؟

مدمرة إيرانيةمدمرة إيرانية تختبر صاروخاً بالخليج (أرشيف وكالة رويترز)‏

أعلنت إيران التخلي عن بعض فصول الاتفاقية النووية مع الغرب وهددت بإغلاق الممرات من وإلى حقول النفط في الخليج. والأميركيون أرسلوا حاملة طائرات إلى المنطقة، يحرسها أسطول مصغر ضم قافات القنابل B-52، فهل ستنشب قريبا حرب؟

وبحسب ما نقل موقع  DW، شددت الولايات المتحدة الأميركية في الشهر الماضي العقوبات ضد إيران، وباتت صادرات النفط صعبة بالنسبة إلى طهران أكثر من ذي قبل. كما أن واشنطن صنفت في أيار/ مايو المنصرم الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. وشعرت إيران بأنها مهددة، لأنها تخشى بسبب العقوبات انهيارا اقتصاديا إضافيا، وعليه تم تشديد الخطاب من قبل نظام الملالي. فقائد البحرية للحرس الثوري والرئيس روحاني هددا مؤخرا بإغلاق ممر هرمز في الخليج.

ماذا سيعني إغلاق طريق هرمز؟

عمل مثل هذا سيشعر به العالم بأسره، لأنه يتم ،عبر هذا الممر البحري، نقل 30 في المائة من النفط الخام العالمي. إغلاق المضيق سهل التنفيذ. فهذا الممر البحري يبلغ عرضه فقط نحو 40 كلم، وحاملات النفط الكبيرة لا تمر إلا من بعض المواقع المحددة في الممر الذي يمكن وضع بعض الألغام لشل حركة النقل فيه. وفي حال لجأت إيران لهذا الأسلوب، فإنه لا يمكن تفادي الحرب. ومن المشكوك فيه أن تلجأ طهران إلى مثل هذا العمل، لأنّ هذا لن يستعديالولايات المتحدة الأميركية فحسب، بل جميع الدول المصدرة للنفط المتساحلة على للخليج.

ما هي الأوراق الإضافية التي تملكها طهران؟

الاتفاقية النووية هي ورقة تلعبها إيران. فالولايات المتحدة الأميركية قد انسحبت من الميثاق في 8 أيار/ مايو 2018، لكن الشركاء الأوروبيين في الاتفاقية وإيران يتمسكون به ويتفادون بحنكة عقوبات الولايات المتحدة المعلنة من جانب واحد ضد إيران. والآن يريد الملالي التخلي عن فصول في الاتفاقية، ساعين إلى الحصول على كميات أكبر من اليورانيوم المخصب ومكونات نووية أخرى أكثر مما هو منصوص عليه في الاتفاقية. وأمام الشركاء الأوروبيين 60 يوما لقبول هذا الشيء والتخفيف في الوقت نفسه من قيود قطاعي البنوك والنفط.

هل الاتفاقية النووية محكوم عليها بالفشل؟

هذا رهين برد فعل الأوروبيين، وكيف سيردون على  الإنذار النهائي من طهران؟ ومن الممكن أن يرفضوا ذلك كمحاولة ابتزاز. وعلى إثرها تصبح الاتفاقية ميتة. ويشكك خبراء في جدوى دفع الأوروبيين إلى هذا الحد. فخبير الشؤون الخارجية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، رولف موتسنيش قال في حوار مع DW  إن “الخطوة الأخيرة لطهران ستسبب في مزيد من زعزعة استقرار المنطقة وتدمر النظام الدولي”.

ماذا تخطط الولايات المتحدة الآن عسكريا؟

أولا سترفع الولايات المتحدة من وجودها العسكري في الخليج. فأسطول بحري يضم حاملة الطائرات أبرهام لينكولن في طريقه وسيصل إلى المنطقة في الأيام المقبلة. كما سيتم نقل طائرات من نوع B52 إلى المنطقة ليكون رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية على كل هجوم من الجانب الإيراني مضمونا. ووزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو لم يستبعد في الأسبوع الماضي ردا عسكريا بقوله “إذا كان ذلك ضروريا فسنفعله”.

هل توجد مؤشرات حول مخططات إيرانية؟

نعم هي موجودة. لكن يجب توخي الحذر، لأن مصدرها أجهزة استخبارات أمريكية ولم تكن في السابق دوما صحيحة، كما نعلم. وهذه المعلومات “الملموسة والموثوقة” تفيد بأن الإيرانيين يخططون لهجمات على وحدات أمريكية في العراق وسوريا. ويُذكر أن الإيرانيين حملوا صواريخ قصيرة المدى على قوارب في اتجاه العراق، كما ذكرت قناة سي إن إن التي استشهدت بتصريحات موظف حكومي.

ماذا يتوقع الأمريكيون من حلفائهم في المنطقة؟

كان من الممكن مراقبة هذا خلال الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية بومبيو (الثلاثاء 7 أيار/ مايو 2019) إلى العراق، إذ أن الولايات المتحدة تطلب الوفاء والحماية. فالحكومة العراقيةالشيعية في غالبيتها في بغداد يعود الفضل للأمريكيين في وجودها على الاطلاق في السلطة في هذا البلد، وبالتالي طالبها بومبيو في حال المواجهة بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، رغم وجود تعاطف كبير بين السكان مع الشيعة في إيران. والدول الخليجية الأخرى هي تقليديا في جانب الولايات المتحدة باستثناء قطر التي تربطها علاقات جيدة مع طهران.

هل ستحصل الحرب أم لا؟

حاليا لا، إذا لم تقم إيران بخطوة حمقاء. فالأمريكيون يهاجمون في العادة عندما يعدون الوحدات والعتاد. وفي حال قيام طهران بإغلاق مضيق هرمز أو مهاجمة وحدات أمريكية في المنطقة، فإن رد فعل سريع سيحدث، وهذا مؤكد. والولايات المتحدة الأمريكية ليس لها اهتمام كبير بحرب ضروس. فالرئيس الأمريكي ترامب وعد في الحملة الانتخابية بعدم خوض الحروب بسرعة مثل أسلافه، وبالتالي فإن قرع طبول الحرب يبقى قائما على الجانبين دون حدوث حرب خليج ثالثة.

شارك الخبر: