SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

ترامب يعلن إسقاط طائرة إيرانية مسيرة فوق مضيق هرمز

طائرة بدون طيار مقاتلةطائرة بدون طيار مقاتلة

أعلنت الولايات المتحدة في 18 تموز/ يوليو أنها أسقطت طائرة إيرانية مسيّرة اقتربت من سفينة أميركية في مضيق هرمز، في تطوّر هو الأحدث من نوعه في منطقة تزداد فيها التوتّرات منذ أكثر من شهرين، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس للأنباء.

وجاء الإعلان عن إسقاط الطائرة الإيرانية المسيّرة على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إنّ الطائرة اقتربت من سفينة الإنزال الأميركية “يو إس إس بوكسر” أقلّ من ألف متر، ما دفع السفينة الحربية إلى القيام “بعمل دفاعي” أسفر عن “تدمير الطائرة المسيّرة في الحال”.

في المقابل، أكّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الخميس أنّه لا يملك “أيّ معلومات عن فقدان طائرة مسيّرة” إيرانية.

وقال ظريف لدى وصوله إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، للاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “ليست لدينا أي معلومات عن فقدان طائرة مسيّرة اليوم”.

وشدّد ترامب على أنّ الطائرة الإيرانية “عرّضت للخطر سلامة السفينة وطاقمها”. وقال “هذه أحدث حلقة من مسلسل طويل من الأعمال الاستفزازية والعدائية التي تقوم بها إيران ضدّ السفن العاملة في المياه الدولية”.

وأضاف ترامب “الولايات المتحدة تحتفظ بالحقّ في الدفاع عن منشآتها وموظفيها ومصالحها، وتدعو كل الدول إلى إدانة محاولات إيران عرقلة حرية الملاحة والتجارة العالمية”.

وتابع “أدعو بقية الدول إلى حماية سفنها أثناء مرورها عبر المضيق والتنسيق معنا في المستقبل”.

من جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان إن الحادثة وقعت الساعة 10,00 بالتوقيت المحلي (05,30 بتوقيت غرينتش) بينما كانت سفينة “يو إس إس بوكسر” تستعد لدخول مضيق هرمز.

في 20 حزيران/يونيو، أعلنت ايران اسقاط طائرة أميركية مسيرة، مؤكدة انها انتهكت مجالها الجوي، الامر الذي نفته واشنطن بشدة. وبعد يومين، أعلن ترامب أنه الغى في اللحظة الاخيرة ضربات على ايران لتفادي سقوط خسائر بشرية فادحة، لكنه واصل تهديده بالرد على طهران إثر اسقاطها الطائرة الاميركية المسيرة.

وبينما تسعى واشنطن إلى إنشاء تحالف دولي لمواكبة السفن التجارية في الخليج، أكّد قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي خلال زيارة للسعودية الخميس، أنّ الولايات المتحدة ستعمل “بقوة” مع شركائها لتعزيز أمن الملاحة في مياه المنطقة.

-احتجاز “ناقلة نفط أجنبية”-

وقبل ساعات من اعلان الولايات المتحدة اسقاط الطائرة الايرانية المسيرة، أكد الحرس الثوري الإيراني الخميس أنه احتجز “ناقلة نفط أجنبية” وطاقمها فيما كانت تقوم حسب تعبيره، بنقل حمولة “مهربة” من المحروقات.

والثلاثاء أعلن مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي أنّ بلاده لن تدع احتجاز سفينة إيرانية من قبل السلطات البريطانية قبالة جبل طارق في 4 تموز/يوليو، “يمرّ من دون ردّ”، قائلاً إن طهران “ستردّ على ذلك في الفرصة والمكان المناسبين”.

وتشتبه حكومة جبل طارق بأنّ حمولة السفينة كانت موجّهة إلى سوريا، في ما يعدّ “خرقاً” لعقوبات الاتحاد الأوروبي على دمشق. وأكّدت طهران أنّ السفينة لم تكن متوجهة إلى سوريا.

وتشهد منطقة الخليج ومضيق هرمز الذي يشكل معبراً لثلث النفط الخام العالمي المنقول بحرا، تصاعداً في التوتر على خلفية مواجهة أميركية إيرانية.

وعززت إدارة ترامب وجودها العسكري في المنطقة، وبررت ذلك ب”تهديدات” إيران ضدّ مصالحها، دون تقديم توضيحات.

ويجد هذا التوتر أسبابه المباشرة في انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، ووصل إلى ذروته في 20 حزيران/يونيو إثر إسقاط طهران الطائرة الأميركية المسيرة.

وتتهم الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف هجمات وعمليات تخريب تعرّضت لها أربع سفن في مضيق هرمز في شهر أيار/مايو، وبالوقوف خلف هجومين آخرين تعرضت لهما سفينتان في بحر عمان. وتنفي إيران هذه الاتهامات.

واتخذ ترامب منذ وصوله إلى السلطة موقفاً عدائياً تجاه إيران، واتهمها بسعيها إلى حيازة سلاح نووي، ما تنفيه إيران.

وبعد انسحاب واشنطن من اتفاق 2015، أعادت فرض عقوبات اقتصادية ضدّ طهران كانت لها اثار سلبية على اقتصادها وأدت إلى خسارتها غالبية مشتري نفطها.

ومنذ أيار/مايو بدأت طهران بالتخلي عن بعض التزاماتها المنصوص عليها بالاتفاق الموقع في فيينا بهدف إجبار شركائها على اتخاذ إجراءات تضمن مصالحها والبقاء في الاتفاق.

وبحسب صحيفة الغارديان، فإن ظريف الذي كان موجودا الخميس في نيويورك لحضور اجتماعات في الأمم المتحدة، اقترح عمليات تفتيش فورية وأكثر شمولا للبرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع واشنطن للعقوبات.

في السياق، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال محادثة هاتفية الخميس إلى “تكثيف الجهود” التي يبذلها الأوروبيون بهدف إنقاذ الاتفاق النووي.

كما اتفق ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثة هاتفية الخميس على “تعزيز الجهود” لإنقاذ الاتفاق.

شارك الخبر: