SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

M346: طائرة الهجوم الخفيف والتدريب الأحدث تلبي إحتياجات الشرق الأوسط المتصاعدة

M346طائرات M346 الإيطالية (سلاح الجو الإيطالي)

أغنس الحلو زعرور- ميلانو

تركّز شركة ليوناردو الإيطالية على تقديم حلقة متكاملة من خدمات التدريب في عالم الطيران الحربي تبدأ بمدرسة التدريب للطيارين المرفقة بالعديد من الخدمات منها الصيانة، ولا تنتهي بطائرات التدريب الأكثر تطوّرا في العالم M346 بل تتعدّاها إلى طائرات الهجوم الخفيف عالية التقنية M-346 Fighter Attack التي يمكنها أن تتحول إلى طائرة تدريب عادية “بكبسة زر”. 

وتوازياً مع تعزيز وجودها في الشرق الأوسط والدول الخليجية، تقوم ليوناردو بإختبار أحدث منتجاتها الدفاعية في هذه الدول للتأكّد من قدرة هذه المعدات على العمل في الظروف الواقعية وحتى الأصعب منها، من حرارة مرتفعة إلى مهام ليلية إلى مهام في البيئة الصحراوية.

ومع التطوّر الحاصل في مجال الطائرات المقاتلة وإلكترونيات الطيران، بحيث بدأت مشاريع لمقتلات الجيل السادس تبصر النور، تعتبر خدمات التدريب مدماكاً أساسياً في تدريب طياري المستقبل على إستخدام أحدث التقنيات. ولعلّ أبرز ما يميّز طائرات التدريب من ليوناردو هو التقنيات المدمجة المتقدّمة ما يجعلها طائرة التدريب المثالية لمقاتلات الجيل الخامس من Eurofighter Typhoon و F35 وغيرها، ومن يدري قد تصبح هذه الطائرة الحديثة طائرة التدريب لبرنامج Tempest وهو برنامج مقاتلة الجيل القادم البريطاني الذي إنضمت إليه إيطاليا في 11 أيلول/ سبتمبر 2019.

تعزيز شبكة المراكز اللوجستية وعمليات التدريب العالمية

وفي حديث خاص للأمن والدفاع العربي مع الرئيس التنفيذي لشركة ليوناردو الإيطالية أليساندرو بروفوم: “تروّج ليوناردو لنماذج أعمال جديدة تتعلق بدعم العملاء وخدمات التدريب من خلال مجموعة أوسع من الخدمات وتوسيع شبكتنا العالمية من مراكز لوجستية وعمليات تدريب. ونحن نعتقد أن الخدمات وإرضاء الزبائن هي دعائم لنمو شركتنا وهذه هي الأسباب التي تجعلنا نعزز وجودنا في جميع أنحاء العالم والتزامنا بهذا النوع من الأعمال.”

ونوّه الرئيس التنفيذي للشركة بالخطة التي تعتمدها ليوناردو لتعزيز قدرتها على تقديم الخدمات، قائلاً “عندما أطلقنا خطتنا الصناعية لمدة خمس سنوات، في بداية عام 2018، حددنا هدفًا لدعم العملاء في سبيل مضاعفة القيمة تقريباً، من خلال خطة تطوير طموحة تتمحور حول زبائننا. لقد حققنا الأهداف المرسومة للعام الماضي، والآن نركز على تعزيز موقعنا في تقديم الخدمات المتكاملة والتدريب، بناءً على هذه الخطة.”

جرى إختبار طائرة M346 في 3 دول خليجية للتأكّد من قدرتها على أداء مهامها في الظروف الواقعية للمنطقة وهي: الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت. وكانت الإمارات العربية المتحدة قد اختارت في السابق النسخة التدريبية من طائرة M346 الإيطالية.

واعتبر ماركو بوراتي، نائب الرئيس الأول للتسويق الدولي والحملات الاستراتيجية، أن هناك إرتفاع في حاجة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لطائرات التدريب، ورأى أن: “هناك حاجة متزايدة إلى طائرات التدريب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تعمل هذه الدول على توسيع أساطيلها المقاتلة. وهناك متطلبات لطائرات التدريب القادرة على القيام بمهام الدعم الجوي القريب في هذه المنطقة. ومن بين الأمثلة البارزة التي اختارت أسلوب ليوناردو التدريبي ، نذكر فريق الاستعراض الجوي الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة ، الفرسان – المعترف به على نطاق واسع باعتباره واحداً من أفضل الفرق في العالم ويعتبر فخرًا وطنيًا لدولة الإمارات العربية المتحدة – وهو يستخدم طائرة   Aermacchi MB‐339.”

ولفت بوراتي إلى أن تدريب الطيارين الإماراتيين في إيطاليا والإمارات جرى تحت إشراف طياري Frecce Tricolori باستخدام طائرات إيطالية وأنظمة تدريب.

وتجدر الإشارة إلى أن نظام التدريب المدمج تم تصميمه على أساس طائرة M346 وهي العمود الفقري لجناح 61 درجة، الذي يدرّب الطيارين والمدرّبين من إيطاليا ودول مثل الكويت والولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا وفرنسا والنمسا وهولندا وبولندا وسينغافورة والأجنتين واليونان.

وأشار بوراتي إلى أن العديد من القوات الجوية الخليجية أظهرت إهتمامها بمدرسة ليوناردو الدولية للتدريب على الطيران وهي اليوم تقيّم هذه المدرسة كخيار لاحتياجات تدريب الطيارين. وقال بوراتي: ” شركة ليوناردو، هي إحدى الشركاء في برنامج تحالف يوروفايتر تايفون، وتم إختيارها من قبل عمان، الكويت، والمملكة العربية السعودية وقطر في منطقة الخليج. والتجميع النهائي لأول 5 طائرات يجري اليوم في منشأة TurinCaselle حيث سيتم تجميع السرب وتسليمه للزبون.”

طائرة الهجوم الخفيف M346 FA: مواصفات وتفاصيل

إن أكثر من 50% من المهام المعتمدة في الحروب الجارية في العالم هي مهام صغيرة التي لا تحتاج إلى مقاتلات ذات كلفة تشغيلية مرتفعة وكلفة ساعات الطيران العالية للقيام بها، في حين يمكن القيان بنفس المهام بطائرات هجوم الخفيف حيث الكلفة التشغيلية أدنى بكثير وتؤدّي المهام الصغيرة بنفس الفعالية. وبالتالي تمثّل طائرة الهجوم الخفيف M346 FA الحل الأمثل لطائرة مزوّدة بإلكترونيات طيران متطوّرة وقادرة على ضرب الأهجاف بدقة وسرعة مثل الطائرات المقاتلة. فبماذا تتميّز هذه الطائرة؟

طائرة  Aermacchi M-346هي طائرة تدريب من الجلي الحديث متطوّرة وعالية التقنية. وتُظهر التجارب التشغيلية المكتسبة في الخدمة أن M-346 العبارة عن منصة تدريب مجربة وذات كفاءة عالية، مصممة لتكون مكمّلة لأحدث جيل من الطائرات المقاتلة.

 وتعتبر M-346 أكثر من مجرد طائرة ، إنها مجموعة من الأنظمة التي يمكن أن تمثل حلاً لبرنامج استبدال سلاح الجو النفاث وبرنامج الدفاع الجوي. خاصةً، وأن M346 هي منصة لتدريب الجيل القادم من مقاتلي الطيارين على نظام التدريب المتكامل الأكثر تطوّراً في العالم. M346 هي طائرة مزودة بمحرّكين، لزيادة مستوى الأمان، وتقديم أداء عالٍ، من خلال أحدث نظام تدريب تكتيكي رقمي، وأحدث نظام نقل الواقع الافتراضي الذي يدمج مجموعة طائرات بأنظمة تدريب أرضية، مما يضيف واقعية إلى التدريب وتوفير في الكلفة.

 هذا ويشتمل نظام التدريب المتكامل (ITS) المدمج على طائرة M346  على: نظام تدريب أرضي متقدم على الأرضGBTS ، مما يمكّن الطيار المتدرّب من تعلم منهج الطيران بالكامل والتمرّن عليه، وجميع أهداف التدريب على الأرض ، قبل تكرارها أثناء الطيران ، و”تحميل” لساعات الطيران التي تخفّض تكاليف تدريب طياري المقاتلات النفاثة.

والجدير بالذكر أن التدريب على الأنظمة الأرضية ل M346 يشمل: التدريب الأكاديمي النظري، وأجهزة التدريب الصناعي بدرجات مختلفة من التعقيد (التدريب القائم على المحاكاة ، جهاز التدريب على الطيران ومحاكاة المهمة الكاملة)، نظام دعم المهمة، العنصر المركزي لتكوين وتوزيع البيانات بين الطائرة و المحطة الأرضية، ونظام التدريب على إدارة المعلومات ما يسمح بإدارة نظام التدريب المدمج.

طائرة M346 متعددة المهام،يمكنها أن تتحوّل من طائرة تدريب إلى مقاتلة دفاع جوي M346FA يمكنها أن تلبي   مختلف إحتياجات القوات الجوية. وهذه الطائرة التي يمكنها أن تحلّق بسرعة أكبر من سرعة الصوت، والتي تتميّز بمعدل صعود مرتفع ليست فقط طائرة تدريب متقدّمة بل طائرة دعم جوي قريب وهجوم خفيف، تؤدي مهام جو-جو وجو-أرض بفعالية قصوى وكلفة متدنية.

وتجدر الإشارة إلى أن طائرة M346 هي طائرة التدريب الحديثة من ليوناردو، التي تمّ إطلاقها بعد نجاح طائرة التدريب M345 السابق إصدارها.  وطائرة M346 مزوّدة بمنظومة عرض متعدّدة المهام بينها عرض البيانات عبر الخوذة وحتى أخذ التعليمات بعبر صوت الطيار. كما أنها مزوّدة بمسبار للتزوّد بالوقود، جرى اختباره واظهر سهولة فعالية في التزوّد بالوقود جواً قلّ نظيره.

والجدير بالذكر أن أكاديمية التدريب الدولية التابعة لليوناردو تقوم بتدريب 20 طيارا كويتياً، على برنامج M346. ورداً على سؤال الأمن والدفاع العربي حول إمكانية إختيار طائرة M346 كطائرة تدريب لبرنامج مقاتلة الجيل السادس Tempest، أجاب المسؤولون في شركة ليوناردو: “أظهرت طائرة M346 قدرتها، كطائرة تدريب لمقاتلات الإف-35 واليوروفايتر تايفون، ولكن من المبكر الكلام عن برنامج Tempest لأننا لا نعرف بعد كيف ستكون بيئة القتال لهذه المقاتلة المستقبلية.”

شارك الخبر: