SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

ترامب يؤكد سحب جزء من قوات بلاده من ألمانيا… “سبب مالي” فجر الأزمة

بعد أن كان الحديث عن تقارير، بات الآن أمرا مؤكدا حسب الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصيا. ترامب قال إن الولايات المتحدة ستقلص عدد قواتها المنتشرة في ألمانيا إلى 25 ألف جندي متهما برلين باستغلال بلاده، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس للأنباء.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 15 حزيران/ يونيو الجاري، إن الولايات المتحدة ستقلص عدد قواتها المنتشرة في ألمانيا إلى 25 ألف جندي، متهما برلين بأنها “متأخرة في سداد” مساهماتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأكد ترامب في تصريحات في البيت الأبيض ما كانت عدة وسائل إعلام قد سربته حول خفض عدد القوات الأميركية المتواجدة في ألمانيا قائلا: “سنخفض عدد الجنود إلى 25 ألف جندي”. وأضاف أن نشر القوات في ألمانيا يتم “بتكلفة باهظة على الولايات المتحدة”.

واتهم ترامب ألمانيا بأنها لا تعامل الولايات المتحدة بطريقة عادلة فيما يتعلق بالتجارة “لذلك نحن نخسر في التجارة ونخسر فيما يتعلق بالناتو”، متهما دولا أخرى أيضا باستغلال بلاده ولكن “ألمانيا هي أسوأ مستغل”، حسب قوله.

وكانت الحكومة الألمانية الأسبوع الماضي قد أكدت  بعد فترة من التكهنات، أن واشنطن أبلغتها بالانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية المتمركزة في ألمانيا.

ويتمركز في ألمانيا بشكل دائم ما بين 34 و35 ألف عسكري، وفقا للبنتاغون، لكن بسبب عمليات التناوب فإن عدد هؤلاء العسكريين يمكن أن يصل في بعض الأحيان إلى 50 ألفاً.

والقوات الأميركية متمركزة في ألمانيا، الدولة المحورية جيوسياسياً، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وكانت تشكّل عماد قوة الدفاع التقليدي لحلف شمال الأطلسي في مواجهة الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.

واستعاد الوجود العسكري الأميركي في ألمانيا أهميّته خلال العقدين الفائتين مع تجدّد الطموحات العسكرية الروسية في عهد الرئيس فلاديمير بوتن وتطلّع دول أوروبا الوسطى والشرقية إلى الولايات المتّحدة للوقوف في وجه النفوذ الروسي.

لكنّ الرئيس الأميركي أكّد أنّ قراره ردّ على تخلّف ألمانيا عن سداد مساهماتها في حلف شمال الأطلسي.

وقال: “ألمانيا متأخّرة عن السداد، هي متأخّرة عن السداد منذ سنوات وهي مدينة بمليارات الدولارات لحلف شمال الأطلسي وعليهم دفعها. نحن إذن نحمي ألمانيا وهم متأخّرون عن السداد، هذا غير منطقي”.

وسبق لترامب وأن اتّهم مراراً أعضاء حلف شمال الأطلسي الأوروبيين بالاتّكال على الولايات المتحدة من خلال عدم وفائهم بالتزامهم بإنفاق ما لا يقلّ عن 2 بالمئة من ناتجهم المحلّي الإجمالي على موازنات الدفاع.

والأسبوع الماضي أعرب سياسيون ألمان كبار عن قلقهم إزاء تقارير إعلامية أفادت بأنّ الولايات المتحدة تخطّط لخفض عديد قواتها في بلادهم إلى 25 ألف عسكري، في خطوة بدت مفاجئة لبرلين وطرحت علامات استفهام حيال مدى التزام ترامب باتفاقيات التعاون الطويلة الأمد مع حلفاء بلاده الأوروبيين، إذ يخشى بعض المراقبين من أن تقوّض هذه الخطوة أمن الحلف الأطلسي.

كما عزا ترامب قراره إلى طريقة تعامل ألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، مع بلاده في الميدان التجاري، وقال: “إنّهم يعاملوننا معاملة سيئة للغاية في التجارة”.

وأضاف “نحن نتفاوض معهم بشأن ذلك ولكنّي الآن لست راضياً عن الاتفاق الذي يريدون إبرامه. لقد كلّفوا الولايات المتحدة مئات مليارات الدولارات على مرّ السنين في المجال التجاري، لذلك نحن نتأذّى على الصعيد التجاري ونتأذّى أيضاً على صعيد حلف شمال الأطلسي”.

كما أعرب ترامب عن استيائه من واقع استفادة برلين مالياً من القوات الأميركية المتمركزة في ألمانيا.

وقال “إنهم جنود يتلقون رواتب مرتفعة. هم يعيشون في ألمانيا، وينفقون مبالغ هائلة في ألمانيا. كل الأمكنة المحيطة بهذه القواعد (العسكرية الأميركية) مزدهرة للغاية. لذلك فإنّ ألمانيا تأخذ”.

شارك الخبر: