رياض قهوجي*
أجمعت مصادر عسكرية غربية ومصادر اسرائيلية بأن الغارة التي شنتها طائرات اسرائيلية على أهداف داخل سوريا قبل اسبوع كانت ضد قافلة تحمل أجزاء[*] لمنظومة صواريخ أرض-جو طراز سام-17 المعروفة بالغرب باسم “باك” (Buk). وأكدت هذه المصادر تدمير القافلة بأسرها والمبنى الذي انطلقت منه وهو منشأة عسكرية تابعة للجيش السوري.
وكانت الحكومة الاسرائيلية قد أرسلت انذارات متعددة عبر عدة أقنية خلال الأعوام الأخيرة بأنها لن تسمح بامتلاك حزب الله لأي منظومات دفاع جوي تؤثر على موازين القوى. وقد اعترف وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في تصريح أخير له بشكل غير مباشر عن مسؤولية اسرائيل عن الغارة اذ قال أن تل أبيب قد اثبتت مؤخرا بأنها جادة بمنع حصول حزب الله على أسلحة متطورة.
وقد أظهرت الغارة الأخيرة استعداد اسرائيل لاستخدام القوة لمنع ايصال أي أسلحة متطورة من سوريا الى لبنان وقد تكون بداية تطبيق قرار اسرائيلي باغلاق خطوط الامداد لحزب الله عبر سوريا نتيجة ضعف النظام السوري وكثرة الحديث عن احتمال سقوطه في المستقبل القريب مما سيجعل ترسانته من الصواريخ عرضة للانتقال الى قوى عدة ومن ضمنها حزب الله. كما تظهر الغارة استعداد اسرائيل للمغامرة بفتح جبهة جديدة مع حزب الله اذا ما حاول الأخير تحسين قدراته العسكرية.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري شاحنات مخصصة لنقل أجهزة رادار لتوجيه النيران ولحمل الصواريخ وهي مدمرة بشكل كامل قرب المنشاة العسكرية. وبينت الغارة للمراقبين تراجع قدرات سوريا الدفاعية نتيجة الثورة، اذ أن عمليات الجيش السوري الحر الناجحة ضد قواعد الدفاع الجوي التابعة للنظام في مناطق ريف دمشق ودرعا وشمال سوريا قد أضعفت بشكل كبير منظومة الانذار المبكر السورية خصوصاً في وسط وجنوب وشمال البلاد، مما أثر بشكل كبير على قدرات الدفاع الجوي السوري التي لا يبدو أنها حركت ساكنا لمواجهة الغارة الاسرائيلية.
أما بالنسبة لمنظومة صواريخ “باك” فهي تعرف أيضا باسم سام-11، وتصنع ايران نماذج منها تحت اسم صواريخ رعد والتي أعلنت طهران في سبتمبر الماضي عن اختبارها بنجاح في احدى المناورات التي أجرتها قواتها في الخليج العربي. ويعتقد أن سوريا قد حصلت على هذه الصواريخ عام 2007- 2008 بتمويل من ايران.
صواريخ “باك” هي متوسطة المدى وتوجه عبر منظومة رادار متطورة وتطلق من على منصات متحركة. هذه الصواريخ قادرة على اعتراض أهداف على ارتفاع 25 الف قدم ضمن مدى لا يتجاوز 45-كلم. وقد سحب النظام السوري ما يملكه من منظومات دفاع جوي متطورة مثل صواريخ “باك” و “بانتسير” بالاضافة الى ترسانته من الصواريخ الباليستية الى قواعد بين دمشق ومحافظة اللاذقية لمنع وقوعها بيد الثوار. ومن غير المعروف ما اذا كانت الحمولة المستهدفة تضم صواريخ ايرانية الصنع أم روسية الصنع، الا أنه كان من المؤكد أنها ستمنح حزب الله قدرات نوعية جديدة.
* المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (إينجما)