أصدرت البحرية الأميركية في 21 آب/ أغسطس أمرا ب”تعليق العمليات” على مستوى العالم لإعادة تقييم أسطولها بعد تصادم مدمرة بناقلة نفط قرب سنغافورة ادى الى فقدان عشرة بحارة واصابة خمسة آخرين. وأمر الاميرال جون ريتشاردسون قائد العمليات البحرية
ب”تعليق العمليات” للسماح لإجراء “مراجعة شاملة” للممارسات بعد تصادم المدمرة القاذفة للصواريخ “جون اس ماكين” بناقلة تجارية قبالة سنغافورة. وقال ريتشادسون “كما تعلمون فهذا هو ثاني تصادم خلال ثلاثة أشهر، والأخير في سلسلة من الحوادث على مسرح المحيط الهادئ”.
وأضاف في بيان أن ما حدث “يتطلب عملا اكثر حزماً. ولذلك فقد امرت بتوقف عمل جميع اساطيلنا في جميع أنحاء العالم”. وأثناء زيارة الى الاردن قال وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس ان “التحقيق الاوسع الذي يجريه ريتشاردسون سيبحث في كل الحوادث المماثلة والحوادث في البحار … وسيبحث في كل العوامل”.
ولم تحدد مدة تعليق عمليات اقوى سلاح بحرية في العالم والذي يعمل في محيطات العالم جميعاً. غير ان بعض وسائل الاعلام الاميركية اشارت الى ان التعليق قد يستمر يوما واحداً.
ولا يزال البحارة العشرة مفقودون اثر اصطدام المدمرة بناقلة النفط “ألنيك ام سي” شرق سنغافورة في ساعة مبكرة الاثنين، ما ادى الى احداث فجوة كبيرة في بدن المدمرة في ثاني حادث من نوعه لسفينة اميركية في شهرين. ووصلت المدمرة الى ميناء في سنغافورة بعد ظهر الاثنين عقب الحادث الذي وقع قبيل الفجر وادى الى تدفق المياه الى داخلها.
وأطلقت عملية بحث كبيرة بمشاركة سفن وطائرات من ثلاث دول، بعد حادث التصادم بالقرب من مضيق ملقا.
وقال محللون ان الحادث الذي يأتي بعد حادث مشابه تعرضت له سفينة حربية أميركية في حزيران/ يونيو قبالة سواحل اليابان، يثير تساؤلات حول ما اذا كان سلاح البحرية الأميركي يعمل فوق طاقته في آسيا، حيث يسعى لصد النزعات التوسعية للصين في بحر الصين الجنوبي والطموحات النووية لكوريا الشمالية.
وقالت البحرية في بيان بعد وصول المدمرة الى قاعدة شانغي البحرية في سنغافورة ان “اضرارا كبيرة لحقت بالهيكل أدت الى تدفق المياه الى مقصورات مجاورة، منها حجر النوم ومقصورة الاليات وغرف الاتصالات”. وأضاف البيان “جهود الطاقم نجحت في وقف تدفق المزيد من المياه”.
وتم إجلاء اربعة من البحارة الجرحى بمروحية من المدمرة الى مستشفى في سنغافورة وجروحهم غير خطرة، فيما لم تتطلب إصابة الخامس المزيد من العلاج، بحسب البيان. وكانت المدمرة البالغ طولها 154 مترا، لا تزال قادرة على الابحار بعد اصطدامها عند الساعة 05:24 صباحا بالتوقيت المحلي (الاحد 21:24 ت غ) بالناقلة التي ترفع علم ليبيريا وحجمها اكبر بقليل (182 مترا). ورافقتها سفينتان حتى دخولها الميناء، بحسب صحافيي وكالة فرانس برس.
كانت المدمرة في طريقها الى ميناء سنغافورة للقيام بتوقف روتيني بعد مشاركتها في “عملية حرية الابحار” في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه في وقت سابق من الشهر، قرب جزيرة اصطناعية في ارخبيل سبراتليز، مما اثار ردا غاضبا من بكين. وتحمل المدمرة اسم والد وجد السناتور الاميركي جون ماكين، وكلاهما كانا في سلاح البحرية برتبة ادميرال.
وقال السناتور ماكين في تغريدة انه يصلي مع زوجته “من اجل البحارة الاميركيين على متن يو اس اس جون اس ماكين، ويثمنان عمل فرق البحث والانقاذ”.
في أول تعليق له قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ردا على أسئلة الصحافيين حول الحادث لدى وصوله البيت الابيض بعد عطلة “امر مؤسف”. وأعقب ذلك بتغريدة كتب فيها “افكارنا وصلواتنا مع البحارة الاميركيين على متن يو اس اس جون اس ماكين حيث تجري جهود البحث والانقاذ”.
وقال الخبير البحري لدى “جينز-اي اتش اس ماركيت” رضوان رحمت ان المؤشرات الأولية تدل على ان المدمرة الاميركية ربما لم تمتثل للقواعد التي تفصل الملاحة التجارية في مضيق سنغافورة.
ويثير هذا الحادث الذي يأتي بعد “عملية حرية الابحار” التساؤلات “حول ما اذا كانت الطواقم تعاني من الارهاق، وما اذا كانت وتيرة عمليات البحرية الاميركية في هذه المنطقة تجري بسرعة كبيرة”، بحسب رحمت.
وأضاف “هل يعملون الشيء الكثير عن هذه المنطقة مع كوريا الشمالية واليابان والان في بحر الصين الجنوبي؟”.وتشارك سفن وطائرات من سنغافورة وماليزيا والولايات المتحدة في عمليات البحث عن البحارة المفقودين. والسفينة التجارية التي اصطدمت بالمدمرة، ناقلة نفط ومواد كيميائية يتجاوز وزنها 30 الف طن، بحسب موقع “مارين ترافيك” المختص بالنقل البحري.
وتعرضت الناقلة لبعض الاضرار لكن أحدا من افراد طاقمها لم يصب بأذى، بحسب سلطة المرافئ والملاحة في سنغافورة. ولم ترد تقارير عن تلوث نفطي ولم تتأثر حركة الملاحة في مياه سنغافورة، بحسب الموقع. وفي حادث حزيران/يونيو حصل تصادم في قناة حيوية على مسافة غير بعيدة من يوكوسوكا، الممر البحري الى مرافئ الحاويات في طوكيو ويوكوهاما المجاورة في اليابان.
وعثر غطاسون على جثث البحارة الذين قضوا وتراوح اعمارهم بين 19 و37 عاما، في مهاجع للنوم عائمة بعد يوم على الحادث الذي تسبب بشق كبير في جنب فيتزجيرالد.
وأعلن ادميرال كبير الاسبوع الماضي ان قائد المدمرة وعددا من الضباط اوقفوا عن العمل في اعقاب الحادث. والمدمرتان الأميركيتان جون اس ماكين وفيتزجيرالد جزء من الاسطول السابع الأميركي وقاعدته يوكوسوكا.