دعت إيران المجتمع الدولي إلى الاستعداد لانسحاب محتمل للولايات المتحدة من الإتفاق النووي التاريخي الموقع في 2015، بحسب ما قلت وكالة فرانس برس للأنباء في 8 كانون الثاني/ يناير.
وقال نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي إن “على المجتمع الدولي أن يستعد لانسحاب أميركي محتمل من الاتفاق النووي مع إيران”. وكانت إيران وقعت في 2015 الاتفاق التاريخي مع الدول الست الكبرى، والذي وافقت فيه على كبح برنامجها النووي مقابل رفع عدد من العقوبات الدولية المفروضة عليها.
والرئيس الأميركي دونالد ترامب من أشد معارضي الاتفاق النووي، الذي تعتبره الإدارة الأميركية السابقة برئاسة باراك اوباما انجازا لسياستها الخارجية. وكان ترامب أعلن في تشرين الأول/ أكتوبر رفضه الاقرار بالتزام إيران الاتفاق النووي الموقع في 2015. إلا أن ترامب لم يعد تفعيل العقوبات كما لم يلغ الاتفاق مفضلا إحالة الملف الى الكونغرس لمعالجة “العديد من نقاط الضعف العميقة في الاتفاق”. وتنهي مهلة الابقاء على رفع العقوبات عن ايران يوم الجمعة المقبل.
ويفرض القانون الأميركي على الرئيس أن يبلغ الكونغرس كل 90 يوما ما إذا كانت ايران تحترم الاتفاق وما اذا كان هذا النص متوافقا مع المصلحة الوطنية للولايات المتحدة. وقال عراقجي في مؤتمر الأمن في طهران “يسعى الرئيس الأميركي منذ اكثر من عام بكل جهده للقضاء على الاتفاق النووي”. وأضاف المتحدث “نحن في إيران مستعدون لكافة الاحتمالات. سيكون المجتمع الدولي الخاسر الأكبر وكذلك منطقتنا، جراء خسارة تجربة ناجحة على الساحة الدولية”. وأضاف عراقجي ان “منطقتنا لن تكون اكثر امنا بدون الاتفاق النووي”.
ومن جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن انسحاب الولايات المتحدة سيستدعي “ردا مناسبا وقويا”. وأضاف قاسمي في حديث للتلفزيون الرسمي الايراني “الادارة الاميركية ستندم بالتأكيد على ذلك”. ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نهاية الاسبوع لاجراء محادثات حول الاتفاق مع نظرائه البريطاني والفرنسي والالماني كما ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.
ونفى ظريف تقارير تفيد بان المحادثات ستركز على التظاهرات الاخيرة في ايران والتي ادت الى مقتل 21 شخصا معتبرا ان ادعاءات كتلك “لا اساس لها”.
ونقل التلفزيون الرسمي الايراني عن ظريف قوله انه “بالنظر الى الاهمية التي اكتسبها الاتفاق النووي في الايام الاخيرة، وبخاصة بالنظر الى السياسات الاميركية المدمرة، وبناء على محادثات اجريناها، اتفقنا على عقد اجتماع تشاوري بين ايران والدول الثلاث الاعضاء في الاتحاد الاوروبي”.