وجدت الولايات المتحدة الأميركية بقعة استراتيجية جديدة ستحاول من خلالها الحد من الاعتماد على مضيق هرمز القريب من إيران والذي يقع فعليا تحت سيطرتها بعد فشل الدول العربية الحليفة لأميركا من فرض وجودها في تلك المنطقة ومواجهة إيران.
وكانت الخطوة الأميركية الأولى من خلال توقيع اتفاقية استراتيجية للموانئ مع سلطنة عمان والتي أعلنت عنها السفارة الأميركية في مسقط من خلال بيانها أن الاتفاقية تضمن للولايات المتحدة الاستفادة من المنشآت والموانئ في الدقم وصلالة، كما وأكدت التزام البلدين بتعزيز الأهداف الأمنية المشتركة.
وبحسب خبراء أميركيين فإن الخطوة الأميركية تعد مهمة واستراتيجية للمنطقة وللدول العربية المجاورة حيث سيمنح المشروع الجيش الأمريكي تسهيلات أكبر في منطقة الخليج، كما ستحد من الحاجة لإرسال السفن عبر مضيق هرمز قبالة ساحل إيران.
كما أشار خبراء في الإستراتيجية أن المشروع الأميركي الجديد في المنطقة قد تحسن الوصول إلى موانئ تتصل بالمنطقة عبر شبكة من الطرق ما يمنح الجيش الأميركي قدرة كبيرة على الصمود في وقت الأزمات أو الحروب، بالإضافة إلى المقدرة على دعم قواتها العسكرية وحلفائها في أي حرب قادمة في المنطقة.
ومن ناحية، تحاول سلطنة عمان الاستفادة اقتصاديا واستراتيجيا من المشروع، حيث تراهن على تطوير ميناء الدقم وكل ما يحتويه من خلال الاستثمارات الأمريكية والصينية المتصارعة على المشروع، لكن تتخوف مسقط من ناحية أخرى الانزلاق في الصراع الإقليمي وستحاول قدر الإمكان المحافظة على سياسة الحياد في المنطقة والعلاقات الجيدة مع إيران والدول الخليجية المجاورة.
أما إيران فهي تحاول استعراض قدراتها العسكرية في مضيق هرمز من خلال تدريبات عسكرية بحرية في الخليج، بالإضافة إلى حصول حوادث بحرية عسكرية مع سفن أميركية وخليجية.
بهذا الصدد أشار مسؤول أميركي أن الاتفاقية ستزيد من الخيارات العسكرية الأميركية في المنطقة في مواجهة أي أزمة، وميناء الدقم مثالي للسفن الكبيرة لدرجة أنه يتسع لاستدارة حاملة طائرات.
وتقع مدينة الدقم على بحر العرب، وتبعد 6 ساعاتٍ بالسيارة عن مسقط، وتبعد مسيرة يوم كامل لأية ناقلة نفط عن مضيق هرمز، الممر الضيق الذي تمر منه ثلث تجارة النفط البحرية، يُعتبر المضيق بوابة الخليج، وبتهديد إيران المتكرر بإغلاقه، فإن الميناء العماني هو موقع مثالي ليكون محوراً بديلا للشحن.