أعلن الجيش الأميركي سحبا مؤقتا لجنود له يتمركزون في ليبيا لم يكشف عن عددهم، وذلك بسبب المعارك العنيفة الدائرة بين القوات الحكومية والقوات الموالية للمشير خليفة حفتر قرب العاصمة طرابلس.
وقالت القيادة الأميركية لإفريقيا ومقرها شتوتغارت (ألمانيا) في بيان في 7 نيسان/ أبريل إنه “بسبب عودة الاضطرابات في ليبيا تم القيام بنقل مؤقت لكتيبة من القوات الأميركية الى خارج البلاد بسبب الوضع الأمني على الأرض”. ولم يوضح البيان عدد الجنود الأميركيين المعنيين بهذا الانسحاب.
واكتفى البيان بالتذكير أن القوة الأميركية في ليبيا تقدم “دعما عسكريا للبعثات الدبلوماسية وأنشطة مكافحة الإرهاب وترسيخ الشراكات والأمن في كل المنطقة”. وقال قائد القيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا الجنرال توماس فالدهاوسر في البيان “ستواصل القيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا متابعة تطور الوضع على الأرض وستدرس إمكانية عودة الوجود العسكري الأميركي عندما يصبح الوضع مناسبا من جديد”، مشددا على “أن الواقع الأمني على الأرض يزداد تعقيدا وهو مفتوح على كل الاحتمالات”.
وفي سياق متصل أعلنت القوات التابعة للمشير الليبي خليفة حفتر الأحد أنّها نفذّت للمرة الأولى ضربة جوية في إحدى ضواحي طرابلس، فيما أكدت قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني إنّها أطلقت “هجوماً مضاداً” دفاعاً عن العاصمة.
كما أعلنت الحكومة الهندية في 7 نيسان/ أبريل أنها أجلت كل قواتها لحفظ السلام التي كانت منتشرة في العاصمة الليبية طرابلس على خلفية “التفاقم غير المتوقع” للأوضاع في المدينة.
وقالت وزيرة الخارجية الهندية، سوشما سواراج، في تغريدة نشرتها على حسابها الرسمي في موقع “تويتر”: “الأوضاع في ليبيا تفاقمت بشكل غير متوقع. وهناك قتال يدور في طرابلس. وفي هذا السياق قامت السفارة الهندية لدى تونس بإجلاء كل الوحدة المتكونة من 15 عنصرا في الاحتياط المركزي لقوات الشرطة من المدينة أمس”.
وأضافت سواراج: “أشيد بالعمل الممتاز الذي قامت به السفارة الهندية لدى تونس”.
وأوضحت سواراج أن “السفير الهندي لدى تونس يتحمل أيضا المسؤولية عن ليبيا، ووحدة الاحتياط المركزي لقوات الشرطة التي كانت تنتشر في طرابلس كقوة لحفظ السلام”.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة منذ الإطاحة بنظام الزعيم الراحل للبلاد، معمر القذافي، عام 2011، ويتنازع على السلطة حاليا طرفان أساسيان، هما حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بقيادة فايز السراج، الذي يتولى منصب رئيس المجلس الرئاسي، والثاني الحكومة الموازية العاملة في شرق ليبيا والتي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق و”الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر.
وفي تصعيد خطير للتوتر بين الطرفين، أعلن حفتر، الخميس الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” عاصمة ليبيا طرابلس من “قبضة الميليشيات والجماعات المسلحة”، بينما أوعز السراج بالتعامل بقوة لصد زحف قوات “الجيش الوطني”.