يبدو أن متاعب شركة “بوينغ” الأميركية لصناعة الطائرات مستمرة لوقت أطول من المتوقع، فبعد فضيحتي طائرتي “بي 737 ماكس 8” و”بي 787 ديريم لاينر”، كشفت صحيفة “لوبوان” الفرنسية، في 23 نيسان/ أبريل، عن أزمة جديدة، لكن في طائرة عسكرية هذه المرة.
وبحسب المصدر، فإن عيوبا تصنيعية جرى رصدها في طائرة النقل العسكري والتزويد بالوقود “KC-46A”، وأضافت أن الجيش الأميركي نفسه أكد رفضه لها بشكل صريح واتخذ إجراءات مشددة بشأنها.
ويجري تصنيع وتركيب الطائرة العسكرية في مدينة سياتل غربي الولايات المتحدة، وتعد من فروع طائرة “بوينغ 767-200” التي دخلت الخدمة في سنة 1982.
وتم تزويد الطائرة العسكرية بقمرة القيادة الحديثة المعتمدة في طائرة “دريملاينر بي 787″، لكن في فبراير الماضي توقف الجيش الأميركي عن تسلم طائرة “KC-46A”.
ورصدت المؤسسة العسكرية في الولايات المتحدة ما قيل إنها “أجسام غريبة” في بعض أجزاء الطائرة، لكن تصميم المركبة لم يكن هو السبب، وإنما عاملا التصنيع ومراقبة الجودة، بحسب “لوبوان”.
وفي وقت لاحق، تراجع الجيش الأميركي عن قرار الحظر، لكنه أعلن المنع مجددا في 23 من مارس الماضي، وحينها أكد نائب رئيس القوات الجوية الأميركية ويل روبر، ضرورة أن تقوم “بوينغ” بتسليم خزانات الطائرات وفق المواصفات المطلوبة، وبعد التحقيق من عدم “نسيان” أي عنصر داخل الطائرة خلال عملية التركيب.
ورأى خبراء أن الأجزاء المعدنية التي جرى العثور عليها داخل صندوق في الطائرة كان بوسعه أن يسبب مشاكل كبرى خلال الطيران.
وأوضح المسؤول أن الطلبيات التي سيجري استلامها من “بوينغ”، ستخضع لتفتيش أكثر دقة قياسا بما جرى العمل به في وقت سابق.
ومضت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بعيدا في تهديداتها، ولوحت بخصم 28 مليون دولار من ثمن كل طائرة إذا كشفت عمليات الفحص أنها تخل بالشروط المتفق عليها في العقود.
وعلى صعيد متصل، كشفت تحقيقات أجريت مؤخرا، عن “ثقافة مريبة” أخذت تسود في المصنع الحديث لطائرات “بوينغ”، التي تقوم وتستند إلى “السرعة في الإنتاج على حساب الجودة”.
ومن جملة النتائج التي توصل إليها التحقيق، أنه لتعويض التأخير في الإنتاج في ذلك المصنع، دفعت “بوينغ” عمالها لتسريع عمليات إنتاج طائرات دريملاينر، وفي الوقت نفسه تغاضت عن قضايا ومشكلات أثارها العمال في المصنع.