في زمن كورونا، يجب على الجيش الاتحادي الألماني الاتحادي التمتع بالمرونة أيضا. تقوم قواته بتغيير عاداتها لحماية جنودها، ولكن في نفس الوقت عليها مساعدة ورعاية المدنيين بشكل متزايد حتى خارج ألمانيا.
وضع حد للاختلاط، وجعل مسافة بينك وبين الآخرين والعمل من المنزل، لم تعد هذه مصطلحات غريبة حتى لدى القوات المسلحة الألمانية، فقد أصبحت الآن أمرا بديهياً.
من يمكنه أيضا القيام بعمله على جهاز كمبيوتر محمول (لاب توب) سيعمل من المنزل حتى إشعار آخر. ولم يعد الصباح في الثكنات العسكرية يبدأ بالوقوف كتفًا إلى كتف، ولكن على مسافة مترين. وأفراد طواقم الدبابات، التي تجلس عادة ملتصقة ببعضها البعض تقريبا، يتم تقليص أعدادها في حال تحرك الدبابات، وكلمة “تخفيف” هي المستعملة الآن بهذا الشأن في الجيش الاتحادي.
الإصابات بفيروس كورونا في زيادة متواصلة في ألمانيا حيث سًجلتِ أكثر من 4000 إصابة جديدة في يوم واحد، فيما يعمل الجيش الألماني لمساعدة إيطاليا بنقل المصابين للعلاج في ألمانيا. (29.03.2020)
كل شيء يسير بدقة وفقًا للمبادئ التوجيهية لمعهد روبرت كوخ، الذي يشارك الجيش الاتحادي الألماني أيضًا في مؤتمراته اليومية عبر الهاتف. والنتائج: تم مؤقتا تخفيض عدد القوة العاملة في أفغانستان، وجرى إلغاء مناورة كبيرة، وكذلك جميع الدورات التدريبية التي لا تجري من أجل مهام في الخارج. ومع تخفيف كل شيء يتم بالطبع الحرص على ضمان الوفاء بالالتزامات تجاه التحالف الأطلسي وضمان بقاء استعداد القوات للعمليات في هذا الإطار.
تجهيز الخدمات الطبية على قدم وساق
وفقا لوزارة الدفاع، حتى 26 مارس/ آذار، أصيب 160 من الجنود الألمان بفيروس كورونا المستجد. اثنان منهم فقط في المستشفى، في حين أن الغالبية تعاني من أعراض خفيفة وتتعافى في المنزل. وهناك نحو 700 حالة مشتبه بها في الحجر الصحي. ويعمل حوالي 20 ألف جندي في الخدمات الطبية بالجيش الألماني. وتواجه هؤلاء الآن بشكل خاص تحديات، لأنهم يقومون بتجهيز المستشفيات الخمسة الخاصة بالجيش من أجل “الحفاظ على الاستدامة”، أي الاستعداد لأسوأ حالة، كما يقولون هنا.
ليس الجيش الألماني من الجيوش المجهزة بالمعدات بشكل جيد، غير أن أزمة كورونا قد تكون فرص لتجاوز هذه المشكلة
وزيرة الدفاع الألمانية كرامب-كارنباورمع جنود الفوج 26 مظلات خلال التدريب على عمليات إسعاف المصابين
ويوجد في تلك المستشفيات 105 أسرة للعناية المركزة مع أجهزة تنفس صناعي، وهو ما يكفي في الظروف العادية. ولكن ليس عندما تسوء الأمور حقًا. ولذلك ، يجب الآن زيادة العدد بشكل كبير. لأن الأمر لا يتعلق فقط بعلاج الجنود. وإنما يتم أيضا منذ عام 1970 علاج المدنيين في المستشفيات العسكرية.
“نساعد أينما نستطيع”
المكتب الصحفي لوزارة الدفاع الألمانية متفائل بأن الجيش الاتحادي يمكنه مساعدة السكان المدنيين إذا تفاقمت أزمة كورونا، وصرح لـ DW: “لقد أعددنا أنفسنا جيدًا، ونحن نساعد حيث يمكننا!” المساعدة.
إضافة إلى ذلك فإن مكتب مشتريات القوات المسلحة، الذي يشتري عادة الأسلحة والمعدات للقوات، يقوم الآن بشراء معدات طبية بقيمة 241 مليون يورو من السوق العالمية. وستقوم وزارة الصحة الاتحادية بعد ذلك بتوزيع البضائع المطلوبة الآن في المستشفيات والعيادات الطبية في جميع أنحاء ألمانيا.
كما أن الجيش الألماني قد بدأ بالفعل، كجزء من المساعدة الإدارية واللوجستية، في تزويد المتضررين من أزمة كورونا بالطعام وبأسرة ميدانية ومرافق طبية متنقلة. وقبل بضعة أسابيع، تمت إعادة 125 مدنياً ألمانياً إلى وطنهم من مقاطعة ووهان الصينية بواسطة طائرات سلاح الجو.
جنود الاحتياط يريدون المساعدة في الأزمة
كانت هناك مفاجأة سارة للجيش الاتحادي، إذ استجاب 6000 جندي احتياطي طوعا لنداء للمساعدة في الأزمة. وقد التحق بالخدمة فعلا 240 من المساعدين الطبيين والأطباء والصيادلة والممرضات، ولا تزال الإجراءات الأخرى مستمرة. وقد تفاجأ باتريك زينسبيرغ، رئيس جمعية الاحتياط وعضو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في البرلمان الألماني/ البوندستاغ بالأمر وطالب بإدخال الخدمة الإلزامية عموما في الجيش.
وقال زينسبيرغ لصحيفة “فيلت أم زونتاغ” اليومية: “إننا نكتشف الآن في الأزمة مدى قيمة التضامن والمهن ذات الصلة والتي يجري ذكرها كثيرا. وهذه القيم بالتحديد وهذه المجموعات المهنية بالضبط هي التي ستستفيد من خدمة المجتمع”. لكن الطريق طويل لتحقيق ذلك، وفي الوقت الحالي، يتعلق الأمر فقط بقيام الجيش بعمل ما هو ممكن للمساعدة في الأزمة.
وقد يتجاوز هذا الدعم ألمانيا أيضًا: فوفقًا لمجلة “دير شبيغل”، طلبت الحكومة الفرنسية من القوات المسلحة الألمانية توفير طائرات هليكوبتر لنقل مرضى كورونا من المناطق المتأثرة بشكل خاص إلى أجزاء أخرى من البلاد. بالإضافة إلى ذلك يفترض أن يساعد الجيش الألماني في رعاية المرضى في فرنسا.