SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

كيف يغير كورونا موازين قوى العالم؟ وما هي فرص خصوم أميركا في هذه الأزمة؟

عندما لاحقت الطائرة الروسية “سو 35” نظيرتها الأميركية “بي 8 أيه”، لمدة 42 دقيقة،في 15 نيسان/ أبريل الجاري ، لم يكن الأمر “مناورة” اعتيادية من العدو الروسي، لكنها مثلت لقطة مصغرة لمشكلة حقيقية يواجهها الجيش الأميركي، بحسب ما نقلت سكاي نيوز عربية في 16 نيسان/ أبريل الجاري.

لكن يبدو أن المشهد مثل استهدافا مكررا من الخصوم، الذين يحاولون استغلال الأزمة التي تمر بها القوات الأميركية بسبب تفشي فيروس كورونا.

وسجلت القوات الأميركية أكثر من 2486 حالة إصابة بفيروس كورونا بصفوفه، بينما تواجه القوات الأميركية تحديات أخرى من الخارج.

وبعد ساعات من مناورات الطائرة الروسية “الخطيرة” بجانب الطائرة الأميركية، الأربعاء، ذكرت قيادة الفضاء الأميركية أن الجيش الروسي اختبر صاروخا قادرا على تدمير الأقمار الاصطناعية الأميركية، في مدار أرضي منخفض.

وبعدها بوقت قصير، قال بيان للجيش الأميركي إن 11 زورقا تابعا للحرس الثوري الإيراني نفذت عمليات “اقتراب ومضايقة خطيرة” لسفن للبحرية الأميركية في الخليج العربي.

وبينما تنشغل واشنطن بحربها الخاصة ضد تفشي فيروس “كوفيد 19” في البلاد، حيث تشهد الولايات المتحدة الوضع الأسوأ عالميا بمعدل الحالات المصابة والوفيات، تزيد التحديات على القوات الأميركية، ويتم اختبار “زعامتها” العالمية بشكل حقيقي.

وتأتي المناوشات العالمية المتسارعة من روسيا وإيران، بينما تفرض واشنطن توقفا على تحركات القوات الأميركية بكل قطاعاتها، خوفا من انتشار فيروس كورونا، حسبما أشارت مجلة “تايم” الأميركية.

وقال تشاك هاغل وزير الدفاع الأمريكي السابق والسيناتور الجمهوري من نبراسكا: “عندما يكون العالم وأميركا غير متوازنين، فإن ذلك يمثل فرصة لخصومنا”.

“سيواصلون بذل قصارى جهدهم لتأكيد أنفسهم في هذا الوقت. لا أعتقد أننا مستعدون بشكل ملائم لأحداث مثل ما نعيشه الآن، خاصة جائحة صحية عالمية”.

وتسعى إستراتيجية الجيش الأميركي الموحدة لردع القوات العدوة منذ الحرب العالمية الثانية، بإبراز القوة من خلال نشر الآلاف من القوات على الفور، أو التحليق في قاذفات قادرة على حمل الأسلحة النووية، أو إرسال مجموعات قتالية لحاملات الطائرات إلى مناطق صعبة.

هذه الإستراتيجية اكتسبت أهمية متزايدة في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب، الذي يحتمي بأجهزة عسكرية دفعت لها ميزانية إدارة وزارة الدفاع (بنتاغون) التي تبلغ قيمتها 700 مليار دولار.

لكن إستراتيجية فرض الهيمنة العالمية تواجه توقفا غريبا الآن، بينما تستمر القوات المعادية بفرض التحديات المستفزة للأميركيين، في تحد واضح لسيطرة واشنطن العسكرية العالمية.

وتقول “تايم” إنه “وسط جائحة كورونا، فإن خيارات إبراز القوة محدودة جدا”.

واستجاب البنتاغون حتى الآن لسلسلة التهديدات بالخطابات، وحذر مرارا وتكرارا “الأعداء” علنا من اعتبار الوقت الحالي للأزمة الوطنية “نقطة ضعف”.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، للصحفيين يوم الثلاثاء في البنتاغون: “سنواصل تنفيذ مهامنا حول العالم في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، وما إلى ذلك. استعدادنا لا يزال مرتفعا. استعدادنا لا يزال قويا. نحن قادرون على ردع وهزيمة أي تحديات قد تسعى إلى الاستفادة من هذه الفرص في هذه المرحلة من الأزمة”.

ويأتي الهدوء العسكري الأميركي بمواجهة تحركات “جريئة” ومعادية من خصوم الولايات المتحدة العالميين، مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية، حليفة الصين.

شارك الخبر: