بعد تعاقد السعودية مع شركة رايثيون الأميركية، على أنظمة الرادارات AN / TPY-2 الخاصة بالدفاع الصاروخي THAAD، يطرح سؤال نفسه: لماذا هذا الرادار تحديدا؟ وبماذا يتميّز حتى يستطيع أن يحمي أجواء المملكة من أي تهديدات جوية؟
يتميّز رادار AN / TPY-2 بأنه يزوّد بتقنية GaN أو Gallium Nitride وهي من أحدث المواد وأكثرها تطورا والتي تقوم شركة رايثيون بإدخالها إلى صواريخ الباتريوت وأنظمة الرادارات التابعة لها.
تستخدم تقنية نايترايد الغاليوم في الرادارات لتطوير قدراتها في البحث مما يمنحها رؤية أبعد وأوضح. وبالتالي تعطي تقنية GaN مدى أبعد. وتطوّر شركة رايثيون هذه التقنية وهي من أبرز مطوّري هذه مادة GaN للاستخدامات العسكرية، بعد خضوعها لعشر سنوات من الاختبارات المكثّفة في الشركة الأميركية.
فمنذ عام 1999، رصدت شركة رايثيون أكثر من 300 مليون دولار أميركي في للأبحاث ولتطوير تقنية GaN بحيث أنشآت الشركة منشأة لتطوير هذه المادة التي تستخدم بالأنظمة العسكرية بكلفة متدنية ومخاطر أقل.
ويذكر أن العقد الذي وقّعت عليه المملكة العربية السعودية بلغ 2.27 مليار دولار، وبموجبه ستقدم “رايثيون” للسعودية 7 محطات رادار ومكوناتها، بالإضافة إلى خدمات أخرى. ومن المخطط إتمام تنفيذ العقد بحلول 31 آب/ أغسطس عام 2027.
قال برايان روسيلي ، نائب رئيس قسم الدفاع الصاروخي الاستراتيجي في شركة Raytheon Missiles & Defense إن رادارات X-band ذات القدرة العالية هذه تشكل العيون الثاقبة في نظام الدفاع الصاروخي العالمي . وإن إضافة تقنية GaN المتقدمة يسمح بتحديد وتعقّب الأهداف وتطوير قدرة الرادارات.”
ويذكر أن واشنطن والرياض وقعتا في عام 2017 صفقة كبرى لتوريد أسلحة ومعدات عسكرية أميركية للمملكة بقيمة 350 مليار دولار خلال 10 سنوات. وتشمل الصفقة مبيعات الدبابات والسفن الحربية وأنظمة الدفاع الصاروخي ومحطات الرادار وتقنيات للاتصال والأمن السيبراني.
هذا يستخدم رادار الدفاع الصاروخي AN / TPY-2 المحمول لرؤية التهديدات الصاروخية البالستية بوضوح. يعمل نظام الرادار في وضعين: الوضع المستند إلى الأمام – الذي يكتشف الصواريخ البالستية ويحدد أي أجسام قاتلة أثناء ارتفاعها بعد الإطلاق – ووضع المحطة الطرفية كجزء من نظام THAAD ، الذي يوجه المعترضات نحو الرأس الحربي للصاروخ الهابط.
والجدير بالذكر أن تقنية GaN هي من أحدث التقنيات التي أدخلتها شركة Raytheon العالمية لأنظمة الصواريخ، وقد زوّدت أنظمة Gem-T الصاروخية بها. ومن الممكن أن تتعاقد المملكة العربية السعودية لاحقا على صواريخ Gem-T لمنظومة الباتريوت المزوّدة بتقنية GaN ممل سيحول قدراتها في الدفاع الصاروخي نوعيا إلى الأحدث والأقوى.
وتقوم هذه التقنية بزيادة العمر المصادق عليه للصاروخ إلى 45 سنة تشغيلية، وهذا ما يعتبر نقلة نوعية في أعمار الصواريخ التي تبلغ 20 سنة على الحد الأقصى قبل إعادة إختبارها والتصديق عليها.
وتستخدم صواريخ Gem-T ضمن منظومة صواريخ الدفاع الجوي Patriot المستخدمة في 16 دولة في العالم بينها دول عربية. وقامت معظم الدول التي تشغّل باتريوت باقتناء صواريخ Gem-T، والبعض الذي لم يقتنيها سيقوم بتحديث الصواريخ التي يتمتلكها إلى Gem-T.
ولكن كيف يعمل صاروخ Gem-T الذي يضم مواد غاليوم نايترايد وماذا يمّيزه عن باقي الأنظمة الصاروخية؟
يتميّز صاروخ Gem-T بعنصرين بالغي الأهمية. أولاً، إن صاروخ Gem-T بالغ السرعة وهو أسرع بكثير من صواريخ الدفاع الجوي الأخرى، وهذا مهم جدا لضرب الأهداف غير-المرئية. وبالتالي للسرعة أهمية بالغة في ضرب الأهداف. وثانياً، صاروخ Gem-T يعمل بطريقة مختلفة عن صاروخ Pac-3 التي تعتمد على الطاقة الحركية. فهذا الصاروخ ينفجر إلى شظايا ويتحوّل إلى “منطقة قتل مجزأة” Fragmentary kill zone تستطيع ضرب الهدف في أكثر من منطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن الصواريخ التقليدية تمتلك رأساً صاروخياً واحداً يضرب مكانا محدداً في الهدف. أما Gem-T يخلق نوعاً من غيمة شظايا لا تفوّت هدفاً. وترتفع الحاجة إلى هذا النوع من الصواريخ مع إرتفاع التهديدات خاصة غير المرئية من مكان إطلاق الصاروخ.
وعلى الرغم من عدم وجود صاروخ واحد لضرب كل الأهداف، إلا أن التنوّع الصاروخي الذي تنتجه شركة Raytheon يدعم قدرات الدفاع الجوي لمستخدمي هذه الصواريخ.
هذا وحصلت الدول التي تشغّل منظومة صواريخ الباتريوت على صواريخ Gem-T، وبعضها يقوم بتعديل صواريخ ATM الموجودة لديه لتصبح Gem-T.
والجدير بالذكر أن Gallium Nitride، هي مادة موجودة في عدد كبير من الأدوات المستخدمة مثل المصابيح الكهربائية، والهواتف الذكية والليزر وحتى الأقراص المدمجة. ولكن شركة Raytheon للأنظمة الصاروخية أنفقت أكثر من 300 مليون دولار لتطوير هذه التقنية في القطاع العسكرية والدفاعي.
وتم إجراء أول تجربة إطلاق نيران لصاروخ Gem-T على هدف في بيئة معقّدة في نيومكسيكو. ويتم توجيه Gem-T عبر الرادار لمسافة محددة ثم يتم تشغيل نظام البحث المدمج لتعقّب الهدف والإشتباك.
والجدير بالذكر أن Gallium Nitride، هي مادة موجودة في عدد كبير من الأدوات المستخدمة مثل المصابيح الكهربائية، والهواتف الذكية والليزر وحتى الأقراص المدمجة. ولكن شركة Raytheon للأنظمة الصاروخية أنفقت أكثر من 300 مليون دولار لتطوير هذه التقنية في القطاع العسكرية والدفاعي.