رجح مدير مركز التحليل العالمي لتجارة السلاح، الخبير العسكري الروسي، إيغور كوروتشينكو، في 30 حزيران/ يونيو الجاري، بأن تركيا لن تقوم ببيع “إس – 400” للولايات المتحدة، لأن مسالة الأمن القومي لأنقرة أهم من المماحكات السياسية.
وقال كوروتشينكو لوكالة “سبوتنيك”: “هذا اقتراح غير واقعي تماما. تركيا تدافع عن سيادتها ولن تتخلى أبداً عن “إس- 400″ خصوصاً أن العقد الأول لتوريد هذه الأنظمة إلى أنقرة قد تم تنفيذه بنجاح، والثاني في المراحل النهائية من الاتفاق. وقد أعطى الجانب التركي إشارة واضحة حول زيادة مشتريات الدفاعات الجوية الروسية”.
وأشار الخبير إلى أن شراء الدولة العضو في الناتو لأنظمة الدفاع الجوي الروسية بدلا من أنظمة باتريوت الأمريكية يعد خسارة كبيرة لسمعة الولايات المتحدة و ” وصناعاتها الدفاعية”. ووفقاً لكوروتتشينكو، فإن تصميم الرئيس طيب أردوغان على إنجاز صفقة شراء “إس- 400” مرتبط بالدروس التي تعلمها الزعيم التركي بعد الانقلاب الفاشل في عام 2016.
وأضاف الخبير قائلا “يتذكر أردوغان أن المحرضين على الانقلاب في تركيا كانوا من أفراد الضباط والجنرالات التابعين للقوات الجوية التركية، وخلف هؤلاء الضباط والجنرالات المخابرات الأمريكية. ونجا الرئيس التركي بأعجوبة، حيث كان المتمردون يريدون القضاء عليه، لذا فإن سيطرته على المجال الجوي بمساعدة أنظمة الدفاع الجوي الروسية تشكل عاملاً جاداً في ضمان الأمن القومي”.
هذا وكان السيناتور الجمهوري، جون ثون، قد اقترح حل التناقضات بين الولايات المتحدة وتركيا حول منظومة الدفاع الصاروخي الروسية “إس – 400” من خلال شراء المنظومة من أنقرة ، ودعا السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في الوقت نفسه، لاتخاذ موقف أكثر صرامة وفرض عقوبات ضد أنقرة بسبب هذه الصفقة. وفقا لنص التعديل المقترح لميزانية الدفاع الأمريكية.
هذا وكان المبعوث الأمريكي الخاص بشؤون سوريا، جيمس جيفري، قد أكد في وقت سابق أن شراء تركيا منظومة “إس 400” من روسيا يشكل مصدر قلق للولايات المتحدة.
وتم توقيع اتفاقية توريد “إس-400” إلى تركيا، في كانون الأول/ ديسمبر 2017، بأنقرة. وتحصل تركيا بموجبها على قرض من روسيا لتمويل شراء “إس-400″، جزئياً.
وتسببت الصفقة بأزمة في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، وطالبت واشنطن بالتخلي عن الصفقة مقابل شراء منظومات باتريوت الأمريكية، مهددة بتأخير أو إلغاء بيع أحدث المقاتلات من طراز “إف-35” إلى تركيا. ومع ذلك، رفضت أنقرة تقديم تنازلات.