أثارت انتقادات عادل الجبير، بشأن حظر تصدير الأسلحة الألمانية للسعودية اهتمام، المعلقين الألمان، فيما يبدو أن الرياض فقدت اهتمامها بالأسلحة الألمانية. وأدلى الجبير أيضا بتصريح مثير بشأن خيار السلاح النووي في مواجهة إيران، بحسب موقع DW الألماني.
في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) انتقد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير حظر برلين تصدير الأسلحة لبلاده ووصف القرار بأنه “خطأ” و “غير منطقي”. غير أنه أكد في الوقت ذاته أن بلاده ليست في حاجة للتزود بالسلاح من ألمانيا. واستغرب الجبير المنطق الذي احتكمت إليه الحكومة الألمانية في قرارها “فكرة وقف بيع الأسلحة للسعودية بسبب حرب اليمن، أعتقد أنها غير منطقية (..) نعتقد أن هذا خطأ لأننا نعتقد أن الحرب في اليمن حرب مشروعة. إنها حرب أجبرنا على خوضها”. وتأتي تصريحات الجبير في وقت عاد فيه الجدل بشأن هذا الموضوع لدى دوائر صنع القرار في برين. فتحت عنوان “السعودية تفقد الاهتمام بالأسلحة الألمانية” كتبت صحيفة “ميندنر تاغبلات” (15 نوفمبر 2020)، مُحيلة على ما قاله “قرار ألمانيا سيادي ونحن نحترمه”، مضيفة أن الرياض يمكنها شراء الأسلحة لدى دول أخرى.
وفي نفس الموضوع كتب موقع “تي.أونلاين” (15 نوفمبر 2020) “يضغط الحزب الاشتراكي الديمقراطي (الشريك في التحالف الحكومي الذي تقوده ميركل) من أجل تمديد الحظر على تصدير الأسلحة للسعودية على الأقل حتى نهاية الفترة التشريعية في خريف العام المقبل (…) ويمتد حظر التصدير إلى غاية 31 ديسمبر المقبل”. وتابع الموقع أنه يتعين على برلين أن تقرر قريبًا تمديد الحظر من عدمه الذي يشمل جميع الدول المشاركة “بشكل مباشر” في حرب اليمن. وبدأ تنفيذ قرار الحظر بشكل صارم اتجاه السعودية بعد نوفمبر 2018، إثر مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية العامة السعودية في اسطنبول.
ظلال حرب اليمن على العلاقات الألمانية السعودية
واجه التحالف الذي تقوده المستشارة أنغيلا ميركل تحديا كبيرا بشأن العلاقة مع السعودية، ليس فقط بسبب حرب اليمن ولكن أيضا بشأن سياسة الرياض الجديدة في المنطقة بشكل عام. قرار حظر بيع الأسلحة إلى الدول المشاركة في حرب اليمن، أثار في حينه جدلا سياسيا وإعلاميا، خصوصا وأن الرياض كنت من الزبائن الرئيسيين للأسلحة الألمانية.
ووفقًا لآخر تقرير لمعهد “سيبري” لأبحاث السلام، تعد المملكة أكبر مستورد للأسلحة في العالم، إذ اشترت بين عامي 2015 و2019، 12٪ من مجموع واردات الأسلحة في العالم. واستفادت صناعة الأسلحة الأمريكية بشكل خاص من السوق السعودية بنسبة 73 في المائة من مشتريات المملكة. الجبير أضاف مؤكدا “يمكننا شراء أسلحة من عدد من الدول، ونحن نفعل ذلك. القول بأننا لن نبيع أسلحة للسعودية، لا يحدث فرقًا بالنسبة لنا”. وأكد أيضا أن المملكة تعتبر أكبر مستورد للأسلحة في العالم. وأضاف “أنا فقط أقول إن الناس بحاجة للنظر إلى هذا من منظور متوازن”.