أعلن الجيش السويسري، في 29 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أن المجال الجوي للبلاد سيصبح اعتبارا من 31 كانون الأول/ ديسمبر محميا على مدار الساعة، وذلك بعد مرور 7 سنوات على تعذّر إطلاق مقاتلات، في إطار التعامل مع عملية خطف طائرة “وقعت خارج ساعات العمل”.
واعتبارا من آخر أيام العام سيضع الجيش السويسري “مقاتلتي اف-18” في الخدمة على مدار الساعة، لحماية المجال الجوي للبلاد الصغيرة المساحة، التي لا تمتلك أي منفذ بحري، وفق ما نقلت “فرانس برس” عن بيان للجيش.
وجاء في البيان انه “اعتبارا من الآن، ستكون شرطة الجو على السمع 24 ساعة يوميا لضمان أمن المجال الجوي السويسري وسيادته”.
وكان اقتراح لزيادة مراقبة المجال الجوي السويسري قُدّم عام 2009، واكتسب دفعا أكبر إثر عملية وقعت بعد 5 سنوات، سلّطت الضوء على عدم وجود حماية أمنية على مدار الساعة.
ففي فبراير 2014 أقدم مساعد طيار طائرة تابعة للخطوط الإثيوبية على خطف الطائرة التي كان يعاون قائدها، والتي كانت تقل مئتين وشخصين بين ركاب وطاقم، والمتّجهة من أديس أبابا إلى روما، وأجبرها على الهبوط في جنيف.
وحين أغلق مساعد الطيار هايلميديهين أبيرا تاغيغن قمرة القيادة بعد توجّه الطيار إلى غرفة المراحيض، أطلقت إيطاليا وفرنسا مقاتلات لمواكبة الطائرة في مجاليهما الجويين.
ولكن، ورغم إسراع مساعد الطيار إلى إعلان نيّته الهبوط بالطائرة في سويسرا حيث كشف لاحقا أنه كان يعتزم طلب اللجوء، لم تطلق سويسرا أسطولها من مقاتلات إف-18 وإف-5 تايغر لمواكبة الطائرة.
وأوضح سلاح الجو السويسري حينها أن عدم إطلاق المقاتلات مردّه أنها “متوفّرة فقط خلال ساعات العمل”، بحسب “فرانس برس”.
وبعد الحادثة المحرجة أعد البرلمان السويسري مشروعا لتعزيز حماية المجال الجوي السويسري، بهدف ضمان توفر مقاتلتين على مدار الساعة، قادرتين على التحرك في غضون 15 دقيقة من الإشعار بذلك.
وأوضح بيان الثلاثاء أن المشروع “أُنجز بنجاح ضمن المهلة المتوقعة”.
ولإنجاز المشروع تم خلق نحو 100 وظيفة في سلاح الجو والقطاع اللوجستي ومراكز القيادة، بينما تقدّر تكلفة النظام الجديد سنويا بـ30 مليون فرنك سويسري (34 مليون دولار).