تعهّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون في خطاب ألقاه في ختام أعمال المؤتمر العام للحزب الحاكم تعزيز الترسانة النووية للبلاد، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية، في 13 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وقال كيم وفقاً لوكالة الأنباء المركزية إنّه “في الوقت الذي نعزّز فيه قوّتنا في مجال الردع النووي، يجب علينا بذل كلّ ما في وسعنا من أجل بناء أقوى جيش”.
وخطاب كيم الذي يأتي قبل بضعة أيام من تولّي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مقاليد السلطة، يرمي في نظر محلّلين إلى جذب انتباه الإدارة الأميركية المقبلة في وقت تعاني فيه كوريا الشمالية من عزلة أكثر من أي وقت مضى بعدما أغلقت حدودها لحماية نفسها من جائحة كوفيد-19.
وكيم الذي أعلن خلال المؤتمر أنّ الولايات المتّحدة هي “العدوّ الأكبر” لبلاده، خاض مع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب حرباً كلامية وتبادلا التهديدات قبل انفراج دبلوماسي تجلّى بلقاءات تاريخية بينهما.
وتوقفت المحادثات بشأن الترسانة النووية لكوريا الشمالية عندما انهارت قمة هانوي بين ترامب وكيم في شباط/فبراير 2019 على خلفية التفاوض بشأن مدى استعداد كوريا الشمالية للتخلي عن ترسانتها في مقابل تخفيف العقوبات.
ويمثل تغيير الإدارة في واشنطن تحدّياً لبيونغ يانغ التي وصفت سابقا بايدن بأنه “كلب مسعور” ينبغي “ضربه حتى الموت”، بينما وصف الرئيس الأميركي المنتخب الزعيم الكوري الشمالي بأنه “بلطجي”.
ومن المتوقّع أن تعود واشنطن إلى نهج دبلوماسي أكثر تشدّداً في ظلّ إدارة بايدن، يتمحور حول الإصرار على تحقيق تقدم كبير في محادثات على مستوى فرق العمل قبل التطلع إلى عقد لقاءات قمة.
وخصّصت بيونغ يانغ موارد هائلة لتطوير أسلحتها النووية وصواريخها البالستية التي تعتبرها ضرورية للدفاع عن نفسها في مواجهة غزو أميركي محتمل.
وحقّقت تلك البرامج تقدماً سريعاً في ظلّ قيادة كيم، ومن بينها تنفيذ أكبر تفجير نووي لها على الإطلاق حتى الآن، وصواريخ قادرة على الوصول إلى كافة أنحاء البر الأميركي، في مقابل عقوبات دولية كانت تزداد صرامة.
وخلال عرض عسكري في تشرين الأول/أكتوبر جرى عرض صاروخ ضخم جديد، رأى محللون أنه أكبر صاروخ متحرك بالوقود السائل على الإطلاق، ومن المرجح جدا أنه قادر على حمل عدة رؤوس نووية.
وأكّد كيم خلال المؤتمر أنّ بلاده أكملت خططها لبناء غواصة تعمل بالدفع النووي – في خطوة من شأنها أن تشكّل تغييراً استراتيجياً لقواعد اللعبة – وأنّها وضعت نصب عينيها تطوير قائمة طويلة من الأسلحة تشمل صواريخ مزوّدة برؤوس حربية تفوق سرعتها سرعة الصوت، وأقماراً اصطناعية للاستطلاع العسكري، وصواريخ عابرة للقارة تعمل بالوقود الصلب.
من ناحيتها، وجّهت شقيقة كيم انتقاداً لاذعاً لسلطات كوريا الجنوبية على خلفية تقارير تحدّثت فيها سيول عن رصد مؤشرات لاستعراض عسكري محتمل في بيونغ يانغ.
ونقلت وكالة الأنباء الشمالية الرسمية عن كيم يو-جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي التي تتمتّع بنفوذ كبير في البلاد، قولها إنّ “الجنوبيين مجموعة غريبة حقاً يصعب فهمها”.
وأضافت “إنّهم أغبياء وفي صدارة القائمة العالمية لسوء السلوك”.
وأكّد الجيش الكوري الجنوبي رصد مؤشّرات على أنّ استعراضاً عسكرياً نظّم مساء الأحد. لكن الجيش لم يحسم ما إذا كان الحدث الذي تم رصده هو “الاستعراض بحدّ ذاته أم تمرين عليه”.