لأسابيع كانت طهران في انتظار رسالة محددة من واشنطن مع ترقب دخول الرئيس الجديد جو بايدن وإدارته البيت الأبيض. لم تتأخر الرسالة المرتقبة كثيرا، لكنها جاءت عكس المطلوب أو المرغوب، فقاذفات أميركية من طراز بي 52 طارت إلى الخليج العربي.
وصول القاذفات يمثل رابع انتشار عسكري أميركي في المنطقة خلال الشهرين الماضيين، فيما أوضح سلاح الجو الأميركي في بيان لم يترك حيزا للتأويل أو التكهن، أن إرسال القاذفات يأتي لإظهار التزام الولايات المتحدة المستمر بالأمن الإقليمي وردع أي عدوان.
وحسب البيان، حلقت الطائرات لمدة 36 ساعة متواصلة من قاعدة في داكوتا الشمالية إلى الخليج قبل العودة.
أما الهدف فهو رسالة ردع لإظهار القدرة على نشر قوة قتالية ساحقة في وقت قصير، كما ذكر البيان.
رسالة القاذفات تأتي بعد أيام من تولي جو بايدن الرئاسة، وهو التغير الذي كانت تراهن عليه إيران، لإعادة الحياة للاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب 2015.
من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن، الأربعاء، أن الولايات المتحدة لن تعود إلى الاتفاق حول النووي الإيراني إلا إذا عادت طهران إلى الوفاء بالتزاماتها التي تراجعت عنها، “الأمر الذي سيستغرق بعض الوقت”.
وقال بلينكن في أول مؤتمر صحفي له: “لم تعد إيران تحترم التزاماتها على جبهات عدة. إذا اتخذت هذا القرار بالعودة إلى التزاماتها فسيستغرق الأمر بعض الوقت، وثمة حاجة أيضا إلى وقت لنتمكن من تقييم احترامها لالتزاماتها. نحن بعيدون من ذلك، هذا أقل ما يمكن قوله”.
وسبق أن استغلت طهران فترة الانتخابات الأميركية، وما تلاها من عملية نقل السلطة، وما شابها من أحداث في تكثيف رسائلها إلى واشنطن والعالم.
أجرت طهران خلال تلك الفترة سلسلة من المناورات الحربية لمختلف أفرع قواتها وأسلحتها، وأعلنت عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المائة وأعادت تشغيل بعض منشأتها النووية.
هدف الرسائل الإيرانية ممارسة الضغط على الإدارة الأميركية الجديدة لتحقيق مكاسب في ملفها النووي، أما رد إدارة بايدن، فيعطي مؤشرات على أنه لا تغيير جذريا متوقع فيما يخص العلاقة مع طهران عما كان عليه الحال في عهد ترامب، وأن الخطوط الأميركية الحمراء فيما يتعلق بمصالحها، واعتبارات الأمن الإقليمي والدولي “لن تتغير” عما كانت عليه.