الأمن والدفاع العربي- خاص
اختتم معرض الدفاع الدولي فعالياته في 25 شباط/ فبراير الجاري بصفقات بلغت حوالي 6 مليار دولار وبحضور كثيف للشركات العالمية من الدول الكبرى المنتجة للسلاح مثل الشركات الأميركية (لوكهيد مارتن، رايثيون، نورثروب غرومان) والأوروبية والصينية والروسية. كما كان لمجموعة EDGE الإماراتية الحصة الكبرى من الإعلانات والصفقات والكشف عن أحدث الأنظمة.
وتجدر الإشارة إلى أنه كان للمملكة العربية السعودية حصة كبيرة في المعرض، حيث كان جناحها من الأكبر في المعرض والجدير بالذكر وجود منصة عرض لمعرض الدفاع العالمي المزمع عقده في السعودية في آذار/ مارس 2021.
وشهدت هذه الدورة نجاحاً لافتاً باعتبارها أول حدث عالمي متخصص في القطاع الدفاعي يدشن مرحلة التعافي من (كوفيد – 19)، بحضور أكثر من 62 ألف زائر، واستقطابه 900 عارض من 59 دولة فيما ارتفع عدد الأجنحة الوطنية ليصل إلى 35 جناحاً، و5 دول تشارك لأول مرة في تاريخ المعرض وهي، إسرائيل، ومقدونيا الشمالية، ولوكسمبورغ، والبرتغال، وأذربيجان.
وقد بلغت قيمة الصفقات النهائية المبرمة مع الشركات الخارجية والمحلية على مدار الأيام الخمسة للمعرضين بقيمة 20.957 مليار درهم (نحو 5.7 مليار دولار) في حين بلغت قيمة صفقات اليوم الخامس والأخير 904.2 مليون درهم (نحو 246.2 مليون دولار) توزعت على 20 صفقة بواقع 15 صفقة محلية و5 صفقات عالمية
وأضاف معالي اللواء المزروعي أن دعم القيادة الرشيدة اللامحدود وثقتها بقدرة أبنائها على تنظيم واستضافة العالم هنا في أبوظبي، كانت من أسباب النجاح الذي شهدناه خلال الأيام الخمسة الماضية. وقال: “نبدأ اليوم فصلاً جديداً من فصول الريادة، فالعام 2021، يقربنا من الاحتفال باليوبيل الذهبي لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، هذا الاتحاد الذي تمكن من بناء منظومته الدفاعية والتكنولوجية وتوظيفها في نشر رسالة الأمن والأمان والسلام بالمنطقة.
وأوضح معاليه أن أبرز ما تحقق في هذه الدورة، هو حرص اللجنة العليا على تطبيق كافة التدابير والإجراءات الاحترازية التي من شأنها الحفاظ على سلامة وصحة كافة المشاركين والعارضين والزوار، ليشكل هذا الحدث منعطفاً جديداً ينبئ بعودة نشاط قطاع سياحة الأعمال في الدولة، ومواصلة دعم قطاع الصناعات الدفاعية الوطني، وتعزيز تنافسية الإمارات بمنتجات وطنية تغطي احتياجات الدولة من جهة، وتصل إلى أسواق جديدة.
ووفق استبيانات سعادة العملاء خلال الأيام الأربعة الأولى من المعرض أعرب 98% من المشاركين والزوار عن رضاهم على الإجراءات الوقائية والاحترازية للحفاظ على صحتهم وسلامتهم، فيما قال 99% من المشاركين أنهم يشعرون بالأمان في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وذلك لتطبيق حزمة من التدابير الاحترازية في المعرضين، وهو ما اعتبره الظاهري بمثابة تجربة نجاحة، وستسهم دروسها المستفادة في تحفيز قطاع صناعة المعارض والمؤتمرات المتخصصة على الصعيدين المحلي والدولي.
واستقطب المعرضان حتى نهاية اليوم الأخير ما يزيد عن 62,445 زائر من جميع أنحاء العالم، والأمر الذي يعكس الأهمية الكبرى التي يتمتع بها المعرضين على أجندة الفعاليات العالمية المتخصصة، وهو انجاز يتجسد في القدرة على الترحيب بالعالم مجدداً.
واستعرض معرضا “آيدكس” و”نافدكس” 2021 اللذان تنظمهما شركة أبوظبي الوطنية للمعارض “أدنيك”، بالتعاون مع وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة بدولة الإمارات، أحدث ما توصل إليه قطاع الصناعات الدفاعية من تكنولوجيا ومعدات متطورة ومبتكرة، إلى جانب تسليط الضوء على تطور قطاع الصناعات الدفاعية الوطنية في الدولة، وكذلك عقد شراكات استراتيجية بين مختلف الجهات المشاركة وكبرى الشركات العالمية المتخصصة في هذه القطاعات.
وتجدر الإشارة إلى أنه جرى تطبيق مجموعة واسعة من إجراءات الصحة والسلامة والوقاية لضمان أمن وسلامة الوفود والمشاركين والزوار في دورة العام 2021 من المعرضين والمؤتمر.
ومن بين أبرز الأنظمة التي تم الكشف عنها، نذكر، منظومة مكافحة الطائرات بدون طيار التي كشفت عنها شركة Halcon الإماراتية المنضوية ضمن مجموعة Edge بالتعاون مع شركة راينمتال الألمانية بحيث ستقوم الشركة الإماراتية بتزويد منظومة راينمتال بالصواريخ المخصصة لمكافحة التهديدات الصغيرة على أن تسوّق EDGE للمنظومة المتكاملة في الشرق الأوسط وتستلكم راينمتال هذه المهمة في الغرب.
كما كان تحويل شركة نمر لمدرعة عجبان رباعية الدفع إلى مدرعة مسيرة بالغ الأهمية لأنها فكرة غير تقليدية بحيث تسمح للجنود داخل الآلية الخروج منها والتحكم بها عن بعد في حال شعورهم بأي خطر. ويعد إطلاق أول مجموعة من عائلة الطائرات الممسيرة الهجومية من قبل Adasi خطوة كبيرة للصناعة الدفاعية الإماراتية بحيث أدخل الذكاء الاصطناعي عبر الخوارزميات المعقّدة إلى مجموعة عملها.
في الختام، على الرغم من الشكوك التي أحاطت بإمكانية إجراء المعرض في الوقت المحدد وإجراءات كورونا وتخفيض الحضور الرسمي لمجموعة من الدول، إلا أن المعرض وبكل المعايير نجح وأثبتت الإمارات أنها انتقلت إلى ما مرحلة بعد الجائحة، وهذا سيشجّع الكثير من منظمي المعارض العسكرية إلى إجرائها بوقتها!