بدأ سلاح الجو الأميركي في استطلاع الطراز الجديد من طائرات “إف- 15” في مارس الماضي، ولم يمض وقت طويل حتى انخرطت في المناورات الجوية الواسعة في ولاية ألاسكا. وذكر موقع “ناشونال إنترست” الأميركي أن هذه المناورات أقيمت في ألاسكا في أواخر أبريل الماضي وحتى مايو الجاري.
وأطلق على هذه المناورات اسم “الحافة الشمالية 21″، وشاركت فيها بالإضافة إلى النوع الجديد من مقاتلات “إف -15” مقاتلات من الطراز القديم، المقرر استبدالها وإحالتها على التقاعدة.
وكذلك شاركت مقاتلات من طراز “إف- 22″، و”إف- 35” الأكثر تطورا في العالم، وتعتبر هذه الطائرات من الجيل الخامس.
أما ما يميز مقاتلات “إف- 15 ” الجديدة عن النسخة السابقة بحمولتها الأكثر وتفوقها في مجال السرعة، وبوسعها حمل صواريخ فرط صوتية، وتعتبر من بين الأفضل في المعارك الجوية.
وقال قائد السرب 53 في سلاح الجو الأميركي، رايان ميسر: “إن مناورات الحافة الشمالية 21 حدث مهم بالنسبة إلى الاختبارات التشغيلية”.
وأضاف أنها واحدة من مناورات قليلة تجمع عددا كبيرا من المقاتلات من طرز مختلفة لأداء مهام متعددة.
ونجحت المقاتلات الجديدة في إسقاط الأهداف المعادية، لكنها تكبدت أيضا خسائر على مدار 33 طلعة جوية شاركت بها.
وكانت الغاية من التدريب معرفة قدرتها على فرض سيطرة في الأجواء لمواجهة خصم يتمتع بقدرات عالية مثل الصين.
وقال رايان ميسر: “إذا ذهبت إلى أي تمرين بقوة كبيرة وعدت مع جميع مقاتلاتك، فربما هناك خلل ما”.
وإطلاق مناورات جوية في ولاية ألاسكا له أهمية استراتيجية، إذ إنها تجعل الولايات المتحدة دولة قطبية في ظل تزايد الوجود الروسي هناك.
وخلال السنوات الماضية، توسعت روسيا في بناء قدرات عسكرية في القطب المتجمد الشمالية، في محاولة لتأمين مصالحها في المنطقة، خاصة مع انحسار الجليد البحري، مما قد يعني فتح فرصة اقتصادية تتمثل في ممرات شحن جديدة.
وثمة تقديرات بوجود صراع مستقبلي بين الولايات المتحدة وروسيا على استغلال الموارد الطبيعية في هذا القطب المتجمد.
وكذلك، تعتبر الولاية بماثة قاعدة مهمة للأمن القومي الأميركي، إذ بموقعها في أقصى شمال غرب قارة أميركا الشمالية، تمثل نافذة البلاد على روسيا، الخصم اللدود.
وتعد ألاسكا الأكبر الولايات الأميركية من ناحية المساحة مع 1.7 مليون كم مربع ، لكن عدد سكانها ضئيل إذ تتذيل قائمة الولايات من حيث عدد السكان بواقع أكثر من 700 ألف نسمة بقليل، حسب الأرقام الرسمية.
وفي عام 1867، اشترت الولايات المتحدة ألاسكا من روسيا لقاء 7.2 مليون دولار، وكان السعر، كما يقول الأميركيون حينها عادلا، بسبب مناخها القاسي وعدم تحقيق روسيا أي عوائد تذكر منها.
وتتميز الولاية بالجبال الوعرة والغابات والأنهار الجليدية الشهيرة، فمن بين أعلى 20 قمة في الولايات المتحدة توجد 17 منها في ألاسكا، وفيها العديد من الأنهار الجليدية.
ويعني اسم الولاية “الأرض العظيمة”، هي أغني الولايات الأميركية من ناحية الموارد الطبيعية مثل البترول والذهب والسمك، مع مساحات شاسعة لم يطأها إنسان من قبل. وكل ذلك يعزز من أهمية الولاية عسكريا، إذ يوجد فيها 9 قواعد عسكرية ضخمة على الأقل