أغنس الحلو
بيروت- إثر اختراق معلومات شركة تاليس الفرنسية ونشرها في الانترنت المظلم، علمت الأمن والدفاع العربي من مصادر مطّلعة أن المعلومات التي تم نشرها ليست مرتبطة بمشاريع الأمن والدفاع، حتى الساعة. وبالتالي فإن كل المشاريع الدفاعية التي تعمل عليها الشركة عالميا لا زالت حتى تاريخها سالمة من الاختراق والنشر.
وكانت تاليس وهي إحدى أضخم شركات التسليح العالمية الخمسة عشر الكبرى قد أعلنت عن اختراق جزء من بياناتها ونشرها في الإنترنت المظلم، من قبل مجموعة متسللين يتحدثون الروسية – تطلق على نفسها LockBit 3.0، على منصة نشر تابعة لها، بتاريخ 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وقالت الشركة في بيانها، “في هذه المرحلة، تستطيع تاليس تأكيد عدم وجود أي اختراق لأنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها.”
وأكّدت تاليس أن خبراء الأمن لديها حدّدوا أحد المصدرين المحتملين للسرقة ، “والذي تم تأكيده من خلال حساب المستخدم لشريك على بوابة تعاون مخصصة. وقد أدى ذلك إلى الكشف عن كمية محدودة من المعلومات، في حين يتم التحقيق للوصول إلى المصدر الأخر للسرقة.”
توظّف مجموعة تاليس 81 ألف شخص في القارات الخمس، وهي متخصصة بالمستشعرات والإلكترونيات الحساسة والدقيقة التي تدخل في أهم الصناعات الدفاعية منها الأقمار الاصطناعية، وصناعة مقاتلة الفرنسية الرافال، وإلكترونيات الطيران، وأنظمة أمن المطارات، والأمن السيبراني، والرادارات، ومكافحة المسيرات والألغام البحرية وغيرها.
وشدّدت المجموعة أنه وحتى الساعة، ليس هناك أي تأثير على عملياتها وأعمالها في كافة أنحاء العالم. “وتعمل تاليس بشكل وثيق مع شركائها وتوفر كل الدعم الفني والموارد اللازمة لتقليل أي تأثير محتمل على العملاء وأصحاب المصلحة المعنيين،” بحسب بيان الشركة.
وستبقى المجموعة “يقظة تجاه أي سرقة للبيانات ، حيث نعمل بشكل منهجي على تعبئة فرق خبراء الأمن لدينا ، حيث أن أمن البيانات لأي من أصحاب المصلحة لدينا هو أولويتنا القصوى.”
واعتبرت الشركة في بيانها أن انخفاض سعر أسهمها ليس مرتبطا بشبكة الاختراق Lockbit ، وكانت أسهم الشركة قد انخفضت بنسبة 8.5٪.
تاليس المتخصصة بالأمن السيبراني والتي تركّز على البحث ةالتطوير في مجالات عديدة منها الأمن الإلكتروني، تضم عددا لا يستهان به من خبراء المعلوماتية الذين يعملون على حل الأزمة في أسرع وقت ممكن.
وبالتالي، وبما أن المعلومات الدفاعية والأمنية لا زالت بمأمن عن وصول المخترقين، فهذا لن يعرّض أي من عملاء تاليس أو المتعاقدين معها وهم كثر جدا ومن كافة أقطار، لاختراق معلومات عن أنظمتهم الدفاعية. وعليه، وحتى الساعة، سلمت كل المشاريع المتعلّقة بمقاتلات الرافال، والاقمار الاصطناعية واليوروفايتر تايفون والرادارات المتطورة البحرية منها والجوية وغيرها الكثير من الأنظمة.
ويعتبر هذا الخرق من بين الكثير من الخروقات السيبرانية الأخرى، هو جزء من حرب العصر الجديد، القائمة على المعلومات أكثر منها على الأسلحة الكمية. وبالتالي الأمن السيبراني يؤكّد مجددا أهميته في أي حرب محتملة خاصة وأن المجموعة التي قامت بالاختراق هي مجموعة روسية، ومع كل ما يجري في العالم وخاصة بين روسيا وأوكرانيا، تظهر أهمية أمن المعلوماتية والأمن السيبراني في أهم عصورها: عصر السرعة القائم على المعلومات وحمايتها.