SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

بعد سقوط صاروخ في بولندا… هل يفعّل الناتو المادة الرابعة؟

قوات الناتو في بولنداقوات الناتو في بولندا

أفادت وسائل إعلام غربية، بمقتل شخصين بعد أن أصابت “صواريخ روسية” قرية برزيودوف البولندية القريبة من حدود أوكرانيا، وهو الأمر الذي نفته روسيا، في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

تحدثت وسائل إعلام بولندية عن سقوط “صاروخين طائشين” في بلدة برزيودوف، يشتبه بأنهما أطلقا من قبل روسيا.
وقد أعلنت الحكومة البولندية، النظر فيما إذا كانت ستحتاج إلى تفعيل المادة 4 من ميثاق حلف شمال الأطلسي “ناتو”، والتي تدعو إلى إجراء مشاورات طارئة في حالة تهديد إحدى الدول الأعضاء، على خلفية سقوط صواريخ يعتقد أنها روسية داخل أراضيها.
وقال الأمين العام لحـلف الناتو، ينس ستولتنبرغ: “نقيم الموقف عن قرب في بولندا وننتظر وضوح البيانات والمـعطيات”.

ما هي المادة الرابعة للناتو؟

  • تتيح المادة 4 من معاهدة حلف الناتو، الحق لأي دولة عضوة بالحلف وتشعر بأنها مهددة من قبل دولة أخرى أو منظمة إرهابية، في تقديم طلب لبدء الدول الأعضاء الثلاثين مشاورات رسمية للبتّ فيما إذا كان التهديد موجوداً وكيفية مواجهته، مع التوصّل إلى قرارات بالإجماع.
  • بموجب هذه المادة، من المقرر أن تتشاور الأطراف معًا، بطلب أي من الدول الأعضاء، حول سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي أو أمن أي من الدول الحلفاء.
  • سبق أن تقدمت 4 دول هي “بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا” بعد ساعات من اندلاع الحرب الأوكرانية، بطلب لتفعيل المادة رقم 4 من اتفاق “الناتو”.
  • كما سبق أن جرى تفعيلها في العديد من المرات، من بينها عندما طلبت تركيا عام 2020، عقد اجتماع طارئ للناتو لبحث الهجمات ضد القوات التركية في إدلب.
  • تختلف تلك المادة عن المادة الخامسة من ميثاق الحلف العسكري، والتي المساعدة العسكرية من قبل الحلف بأكمله في حالة تعرض إحدى الدول الأعضاء للهجوم.
  • تنص المادة الخامسة على أن “أي هجوم، أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أطراف الناتو)، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً، وبناء عليه، فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتي عن أنفسهم، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردي أو جماعي، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم”.

الأحداث
ونقلت وكالة الأسوشيتد برس عن مسؤول استخباراتي أميركي قوله إن شخصين قتلا من جراء سقوط “صواريخ روسية” في بولندا.
استدعت الخارجية البولندية السفير الروسي في وارسو، مطالبة اياه بتقديم التوضيحات بشأن حادث سقوط صاروخ، اعتبر الجانب البولندي أنه “روسي الصنع”.
نفت وزارة الدفاع الروسية هذه التقارير، بالقول: “لم نشن أي ضربات على أهداف قريبة من الحدود الأوكرانية البولندية”. وقالت “مزاعم وسائل إعلام بولندية بشأن سقوط صواريخ روسية في بولندا هي استفزاز من أجل تصعيد الموقف”.
اعتبرت وزارة الدفاع الروسية تصريحات وسائل إعلام ومسؤولين بولنديين حول سقوط صواريخ روسية في بولندا بأنه “استفزاز متعمد”.
أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أنه “لا علاقة للحطام الذي نشرته وسائل الإعلام البولندية في تغطيتها من موقع قرية برزيودوف بالأسلحة الروسية”.
الرئيس البولندي قال إنه “لا يوجد دليل على هوية مطلق الصواريخ”، ولكنه قال إن “الصاروخ على الأرجح روسي الصنع”.
الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه “من غير المرجح” أن يكون الصاروخ الذي سقط في بولندا قد أُطلق من روسيا، متعهدا بتقديم كل الدعم للسلطات البولندية.
في باريس، دعت الرئاسة الفرنسية إلى توخي الحذر الشديد بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا ويقول إن “مخاطر التصعيد كبيرة”.
في واشنطن، صرحت وزارة الدفاع الأميركية، بأنه لا يوجد لديها معلومات مؤكدة بشأن أنباء سقوط صاروخين روسيين في الأراضي البولندية.
في موسكو قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، إنه لا يمتلك أي معلومات بشأن حادث سقوط الصاروخ على أراضي بولندا، وقال “للأسف ليست لدي أي معلومات بهذا الشأن”.
نفت كييف ما قالت إنه “نظرية مؤامرة” تفيد بأن صاروخا أوكرانيا سقط في بولندا.
يمكن أن يؤدي تحميل موسكو مسؤولية الانفجار إلى تفعيل مبدأ الدفاع الجماعي لحلف الأطلسي “الناتو”، المعروف باسم المادة 5.
بموجب المادة 5 يعتبر الهجوم على أحد أعضاء التحالف هجوما على الجميع، مما يؤدي إلى بدء المشاورات حول رد عسكري محتمل.
قالت بولندا إنها تتحقق مما إذا كانت بحاجة إلى طلب إجراء مشاورات بموجب المادة 4، والتي تسمح لأعضاء الناتو بطرح أي قضية مثيرة للقلق، خاصة فيما يتعلق بالأمن، للنقاش في مجلس حلف الناتو.
هل هو صاروخ أوكراني؟
نقلت روسيا اليوم عن صفحات إخبارية أوكرانية على “تلغرام” تداولها صورا لحطام أحد الصواريخ الذي سقط داخل الأراضي البولندية، مشيرة إلى أن الصور تظهر ما يشبه حطام صواريخ “أس 300” المضادة للأهداف الجوية والتابعة لعتاد الجيش الأوكراني.
الصفحات الإخبارية الأوكرانية أوضحت أن ما يظهر ربما يدلل على أن هذه الصواريخ أطلقتها منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية خلال تصديها للصواريخ الروسية التي استهدفت مقاطعة لفيف المحاذية لبولندا.
أسوشيتد برس نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن هناك “أدلة أولية” على أن الصاروخ الذي سقط في بولندا أطلقته قوات أوكرانية لاعتراض صاروخ روسي.

شارك الخبر: