أعلنت شركة “بايكار” التركية للصناعات الدفاعية، اجتياز المقاتلة المسيّرة “بيرقدار قزل إلما”، بنجاح اختبارات السير أوتوماتيكياً على المدرج، معلنة أنها بذلك باتت أقرب للتحليق في الأجواء.
وأضافت الشركة في بيان لها، في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أن المقاتلة المسيرة خضعت لاختبارات السير أوتوماتيكياً على المدرج، في مركزها للتدريب والاختبارات في ولاية تكيرداغ، شمال غربي البلاد.
وأوضحت أن “بيرقدار قزل إلما” قطعت باجتيازها هذه الاختبارات، شوطاً كبيراً في طريق تحليقها في الأجواء، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول للأنباء.
وأشارت إلى أن رئيس مجلس إدارة الشركة، سلجوق بيرقدار، أشرف على عمليات الاختبار المذكورة.
وأكدت بأن “بيرقدار قزل إلما” قطعت خطوة إضافية إلى التحليق في الأجواء.
وكانت شركة “بايكار” قد كشفت مطلع مارس/ آذار الماضي، عن المقاتلة المسيرة المحلية “بيرقدار قزل إلما”.
وعلى عكس الطائرات المسيرة، فإن “بيرقدار قزل إلما” تستطيع إجراء مناورات خاطفة، وتنفيذ مهام قتالية جو-جو مثلها مثل المقاتلات التقليدية، بحيث تمكن تركيا من تغيير الموازين الحربية الجوية.
ومن المخطط أن تؤدي “بيرقدار قزل إلما” المهام الأكثر صعوبة بفضل ميزة التخفي عن شاشات الرادارات بشكل أكبر، وأن يصل وزنها إلى 6 أطنان، وتكون قادرة على حمل 1500 كيلوغرام من الصواريخ والذخائر.
خصائص الطائرة
ووفقا لتقارير تركية وتصريحات سلجوق بيرقدار، فإن طائرة “بيرقدار قزل إلما” تتميز بأنها:
ـ ستطير بسرعة أقل من سرعة الصوت، لكنها ستتجاوز في المستقبل هذه السرعة.
ـ ستتمكن من الإقلاع بحمولة زنتها 1.5 طن من الذخيرة داخل جسمها وعلى جناحيها
ـ التحليق بسرعة 900 كيلومتر/ساعة لمدة 5 ساعات متواصلة، وعلى ارتفاع يبلغ 12 كيلومترا.
ـ القدرة على التخفي من الرادارات.
الجانب الأكثر أهمية الذي يميزها عن النماذج التي طورتها دول أخرى هو قدرتها على الهبوط والإقلاع من سفن هجوم من طراز “تي سي جي أناضول” (TCG Anadolu) المحلية.
تمتلك ذيولا أمامية أفقية وخلفية عمودية، الأمر الذي سيمتعها بقدرات قوية على المناورة باستقلالية.
ستتمكن “بيرقدار قزل إلما” من القتال ضد الطائرات الحربية ذات السعة الأعلى، فضلا عن أنها ستفتح آفاقا جديدة في القتال الجوي عبر ما تملكه من مزايا القتال غير المأهول، والاستقلالية التي يوفرها لها الذكاء الاصطناعي.
وفي تصريحات سابقة، من جهته، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى ورانك في تصريح صحفي إن العالم سيبدي اهتماما بطائرة “بيرقدار قزل إلما” التركية لا بمقاتلات “إف-35 الأميركية عندما تعرض في السوق.
أسطورة “التفاحة الحمراء”
يعرف هذا المصطلح بأنه رمز للأهداف البعيدة التي توحد القبائل والدول التركية تاريخيا، ويشير إلى السعي للوصول إلى الأرض التي يتم اختيارها لغزوها والسيطرة عليها، وبعد دخول الشعوب التركية في الإسلام تغير مفهومه ليصبح الهدف منه فتح الأراضي والبلدان وإعلاء كلمة الله وتحرير الشعوب من الظلم والعبودية، فبعد فتح مدينة إسطنبول على يد السلطان محمد الفاتح عام 1453 كان مصطلح “قزل إلما” يرمز إلى السيطرة على كنيسة سان بيترو في روما، أما في عهد السلطان سليمان القانوني فرمز إلى السيطرة على فيينا ثم روما.
ويذكر قاموس مصطلحات التاريخ العثماني لمحمد زكي أن “التفاحة الحمراء” مصطلح أطلقه الأتراك العثمانيون على مدينة روما أولا، إلا أن القصد الحقيقي والعام منه كان يعني أن أهل الإسلام سيواصلون فتوحاتهم حتى النصر.
أما الرحالة العثماني الشهير أوليا جلبي (1611-1683) فيذكر في الجزء السادس من رحلته معلومات متعددة عن “التفاحة الحمراء”، ومنها أن “قزل إلما” هو غاية انتصارات الأتراك العثمانيين في بلاد المجر، ورويدا رويدا بدأ التعبير يشيع بين الجنود الانكشاريين، وبدأ يستخدم في اللغة العثمانية ليشير إلى أقصى حد وأبعد نقطة جغرافية وصلت إليها الفتوحات العثمانية.
وأثناء عملية “غصن الزيتون” العسكرية التي أعلنت عنها القوات المسلحة التركية ضد ما سمتها “التنظيمات الإرهابية” خلال العام 2018 في مدينة عفرين (شمالي سوريا) انتشر مقطع مصور في وسائل التواصل الاجتماعي لمراسل إحدى القنوات التركية يسأل أحد الجنود الأتراك: إلى أين مقصدكم؟ فأجابه: إلى “قزل إلما”.