أغنس الحلو
قبل أن ينتهي عام 2022، استقبلت القوات البحرية الملكية السعودية، سفينة “جلالة الملك الدرعية” لدى وصولها قاعدة الملك فيصل البحرية في الأسطول الغربي قادمة من مقر التصنيع في إسبانيا، في 29 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وفي حين يعتبر هذا التسليم خطوة مهمة لتعزيز الأسطول السعودي إلا أن أهميته أكبر من ذلك بكثير فالمملكة العربية السعودية في هذا العقد لم تشتر الكورفيتات فقط بل تعاقدت على نقل التكنولوجيا مع إسبانيا والتصنيع المحلي السعودي لأجزاء مهمة من هذه السفن.
ويضم العقد تصنيع وبناء خمس قطع بحرية بقدرات نوعية للتعامل مع مختلف المهمات القتالية بقدرة وكفاءة عالية.
وفي 25 آب/ أغسطس 2022، وصلت أول كورفيت من طراز أفانتي 2200 ، أطلق عليها اسم الجبيل ، إلى قاعدة الملك فيصل البحرية في جدة.
ويأتي برنامج السروات ، لأول مرة بنظام إدارة قتالية سعودي الصنع يُعرف باسم حزم. الإنتاج هو مشروع مشترك بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) وشركة بناء السفن الإسبانية Navantia.
وستسهم في رفع مستوى الجاهزية للقوات البحرية، وتعزيز الأمن البحري في المنطقة، وحماية المصالح الإستراتيجية الحيوية للسعودية.
قال الخبير الاستراتيجي والباحث السياسي البحريني عبد الله الجنيد إن الكورفيت ، التي تم شراؤها بموجب اتفاقية عام 2018 ، قادرة على القيام بمهام متعددة وتأتي مجهزة بأنظمة دفاع جوي وقدرات مكحافحة الغواصات وقدرات حرب السطح.
ويبلغ طول كل من السفن الخمس 104 م وقادرة على نقل حوالي 100 شخص ، ومن المقرر تسليم تلك السفينة النهائية في شباط/ فبراير 2024.
وقال كورادو كوك، الخبير العسكري والباحث في مركز الدراسات Gulf State Analytics، “كجزء من برنامج التوسع البحري السعودي متعدد السنوات (SNEP-II) ، تقوم المملكة العربية السعودية بتعزيز أساطيلها من خلال الأصول البحرية الصغيرة ، مثل الطرادات والقوارب السريعة و OPVs. هذه الأصول البحرية تعزز قدرة المملكة العربية السعودية على مراقبة بحارها وسواحلها وتسيير دوريات فيها من الهجمات غير المتكافئة المحتملة التي يشنها وكلاء إيرانيون ، أو ربما إيران نفسها ، ضد المملكة.”
وأضاف أن الكورفيت الذي وصل حديثًا هو مثال على ذلك. هذه السفينة الحربية مصممة لعمليات المراقبة والسيطرة مع القدرة على استضافة طائرة هليكوبتر تصل إلى عشرة أطنان. علاوة على ذلك ، قامت Navantia بتطويرها مع البحرية الملكية السعودية من خلال تثبيت أنظمة قتالية إضافية ، وتعزيز قدرتها على البقاء في البحر وجعلها مقاومة لدرجات الحرارة القصوى “.
من المقرر أن تنضم الطرادات إلى الأسطول الغربي السعودي ، ما يعني أن السفن لن يتم نشرها في الخليج العربي المحاذي لإيران، ولكن بدلاً من ذلك لحماية ما يقرب من 1800 كيلومتر من ساحل البحر الأحمر السعودي وحماية الملاحة في خليج عدن ، بجوار اليمن مباشرة.
وقال الجنيد إن هذه السفن ستلعب دورا رئيسيا في مكافحة الإرهاب والقرصنة وتأمين الملاحة في المياه السعودية والدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
توطين الصناعة العسكرية
لكن صفقة الكورفيت لا ترتبط فقط بتأمين المياه الإقليمية السعودية. كما هو الحال مع جميع الصفقات الدفاعية ، تهتم المملكة بنقل التكنولوجيا المنضوية ضم جهود رؤية السعودية 2030 .
وتطبيقا لنقل التكنولوجيا ضمن العقد لمشروع Sami Navantia، أدى المشروع المشترك إلى إنشاء أول نظام إدارة معارك تابع للبحرية السعودية ، يُعرف باسم “الحزم” ، والذي تم دمجه على الكورفيت. يشتمل الحزم على نظام إدارة المعارك ، نظام اتصالات متكامل، ونظام إدارة منصات متكامل ، نظام تحكم في الحرائق ونظام تدريب – الصناعي لذكاء لسفينة العصر الحديث.
بالطبع ، برنامج السروات ليس سوى جزء واحد من جهود التحديث وتوطين الصناعات العسكرية. في عام 2018 ، تم توقيع عقد مع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية لأربع مهام سطحية Combatant (MMSC) ، بناءً على سفينة Littoral Combat Ship التابعة للبحرية الأمريكية ؛ تم إجراء القطع الأول من الفولاذ لـ MMSC 1 في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 بينما حدث قطع MMSC 2 في 28 كانون الثاني/ يناير 2021. ومن المتوقع أن تدخل ههذ السفن الخدمة في الأسطول السعودي الشرقي.
وفي عام 2019 ، وقعت المملكة العربية السعودية اتفاقية مع مجموعة نافال غروب الفرنسية لبناء سفن حربية وفرقاطات في المملكة ، من خلال مشروع مشترك تمتلك فيه الشركة السعودية للصناعات العسكرية حصة 51٪ بينما تمتلك Naval Group النسبة المتبقية البالغة 49٪.
نظام إدارة المعارك الحزم
وقوم شركة الصناعات العسكرية السعودية SAMI بدور رئيسي في تنفيذ رؤية المملكة 2030 الرامية لتوطين 50 في المئة من الإنفاق الدفاعي للجيش السعودي.
تم تصميم نظام الحزم لإدارة القتال البحري ضمن مشروع يجمع أنظمة الاتصالات المتكاملة ونظام التحكم في إطلاق النار، إضافة إلى نظام إدارة المنصات المتكاملة.
ويرجع تاريخ الكشف عن نظام القتال البحري السعودي “حزم” إلى عام 2019 خلال الملتقى البحري السعودي الدولي، الذي أقيم في مدينة الرياض.
كما تم تطوير نظام الحزم لتلبية متطلبات القوات البحرية السعودية والقوات الحليفة، وتصميم هذا النظام كان نتيجية التعاون ونقل تقنية التصنيع من شركة “نافانتيا” الإسبانية.