أعلن رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 4 آذار/ مارس الجاري، الارتقاء بالعلاقات الإماراتية الإيطالية إلى الشراكة الاستراتيجية.
وكتب الشيخ محمد بن زايد على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”: “بحثت خلال لقائي جورجا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا.. تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.. وشهدنا إعلان عدد من مذكرات التفاهم بما يعزز عملنا المشترك في العمل المناخي والطاقة المستدامة والارتقاء بالعلاقات إلى شراكة إستراتيجية”.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات “وام” أن الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية جاء خلال استقبال الشيخ محمد بن زايد لرئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني في قصر الشاطئ في أبوظبي.
تفاصيل إعلان الشراكة
وجاء في نص الإعلان عن الارتقاء بالعلاقات إلى شراكة استراتيجية: “اتفق الجانبان على تعزيز الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين تجسيدا لعزمهما المشترك والقوي للتعاون على جميع المستويات”.
وستمكن هذه الشراكة الاستراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إيطاليا من تركيز جهودهما المشتركة نحو توسيع وتعميق آفاق التعاون في المجالات ذات الاهتمام الاستراتيجي المشترك، بحسب النص الذي نشرته وكالة “وام”.
وتشمل هذه المجالات وفقا لـ”وام): التعاون السياسي والدبلوماسي والدولي والاقتصادي والتجاري، إضافة إلى التعاون في مجال الاستثمار المباشر والشراكات بين القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتنمية المستدامة.
كما تشمل الأمن الغذائي والمائي، والتعاون في مجال الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والدفاع والتغير المناخي، والطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، وأمن وانتقال الطاقة والتعليم والثقافة والتبادلات الشعبية والرياضة وغيرها من المجالات الحيوية
وأضاف المصدر أن الجانبان أعلنا خلال الاجتماع “مشروع إعلان نوايا” بشأن تعزيز التعاون في إطار مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ “كوب 28” والعمل المناخي، إضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون بشأن مشروعات الانتقال في قطاع الطاقة ومبادرات الاستدامة بين “أدنوك” ومجموعة “إيني” الإيطالية للطاقة.
وتهدف المذكرة إلى التعاون في مجال الحد من الانبعاثات والطاقات الجديدة والحلول منخفضة الكربون، كما تسهم المذكرة في ترسيخ الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين الشركتين، وتعزيز أمن الطاقة وتسريع النمو الاقتصادي والصناعي منخفض الكربون.
وتشمل مجالات التعاون في هذا الإطار: الحد من انبعاثات الكربون، مع التركيز على تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه وتعزيز كفاءة الطاقة، والاستثمار المشترك في الهيدروجين الأخضر، والطاقة المتجددة والنظيفة.
بحث القضايا الإقليمية والدولية
كما استعرض الجانبان عددا من القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وفق “وام”.
وأكدا في هذا السياق أن الحوار وتغليب الحلول الدبلوماسية والتعاون هو السبيل لمعالجة مختلف الأزمات والملفات وتعزيز الاستقرار والأمن وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمستقبلية.
وأعربا عن تطلعهما إلى العمل المشترك لتسريع وتيرة التطور في العلاقات الثنائية والبناء على ما تحقق خلال السنوات الماضية.
كما تطرق اللقاء إلى أهمية مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ( كوب 28 ) الذي تستضيفه دولة الإمارات خلال هذا العام.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، أن العلاقات بين دولة الإمارات وإيطاليا عميقة وتجمع بينهما شراكات قوية ومهمة، مشيرا إلى حرص الإمارات على تطويرها وتنميتها بما يخدم مصالح البلدين.
وشدد على أن دولة الإمارات تدعم السلام والتعاون وتسوية الأزمات عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، مؤكدا استعدادها التام للتعاون مع إيطاليا في هذا المجال وفي كل ما يحقق الاستقرار والتنمية سواء في المنطقة أو في العالم.
مؤتمر “كوب 28”
وقال الشيخ محمد بن زايد: “إن الإمارات ستستضيف مؤتمر الأطراف حول المناخ “كوب 28″ نهاية العام الجاري، وأتطلع إلى مشاركة إيطالية فاعلة ومؤثرة خاصة أن لدى إيطاليا اهتماما كبيرا بقضية التغير المناخي وتسعى للوصول إلى الحياد المناخي في 2050، وهو التاريخ نفسه الذي حددته دولة الإمارات لتحقيق هذا الهدف”.
من جانبها، أكدت رئيسة وزراء إيطاليا حرص بلدها على تعزيز علاقات التعاون والعمل المشترك مع دولة الإمارات لما يخدم مصلحة البلدين ويسهم في ترسيخ ركائز الأمن والاستقرار في العالم أجمع.
وأشارت إلى توافق رؤى البلدين حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة في ما يتعلق بحل الأزمات والنزاعات بالطرق السلمية والحوار والتفاوض، وقالت إن الإمارات تعد شريكا مهما لإيطاليا على مختلف المستويات.