حوّلت الطائرات بدون طيار أو المسيّرات مهام بعض الجنود في الحرب إلى ألعاب فيديو بكل ما في الكلمة من معنى، وحرب أوكرانيا ليست استثناءً.
وينطبق هذا الأمر على وحدة في الجيش الأوكراني تعرف بـ”الملائكة الحارسة” التي تدير المسيّرات في الخطوط الأمامية.
وسلطت عليها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية الضوء في تقرير من الخطوط الأمامي مع القوات الروسية.
والمسيرات أصبحت جزءا رئيسيا في حرب أوكرانيا، فكييف تستخدمها في ضرب القوات الروسية داخل أراضيها، وحتى داخل العمق الروسي، وموسكو في المقابل تضرب أهداف أوكرانية باستخدام مسيّرات بعضها من صنع إيراني مثل “شاهد”.
أدوات بسيطة
وقالت “ديلي ميل” إن “طياري الطائرات المسيّرة (تقصد الذين يديرونها عن بعد) هم ملوك ساحات المعارك في القرن الحادي والعشرين”.
وأضافت أنهم ينتمون إلى سلاح المشاة بالجيش الأوكراني.
ويرمي هؤلاء بـ”الموت” من السماء إلى الأرض، عبر الطائرات المسيّرة المزودة بالمتفجرات، ويحوّلون أرض المعركة إلى لعبة فيديو وحشية.
ولا يحتاج العسكري الأوكراني إلا لحاسوب محمول (لاب توب) لتحريك المسيّرة.
وكان طاقم الصحيفة يغطي الأمر في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا، حيث تحتدم المعارك مع القوات الروسية.
وقالت “ديلي ميل” إن قائد هذه الوحدة العسكرية هو العريف دينيس شمردك الذي كان مزارعا قبل الحرب.
ويشير شمردك وهو يحمل حاسوبا لوحيا (آيباد) إلى أحد مواقع القوات الروسية على الخريطة، ويقول إن قواته تمكنت من رصد الموقع، عبر المسيّرات.
والموقع يعود لمشغّل طائرات روسية مسيّرة لا يبتعد عن القوات الأوكرانية سوى كيلومترات معدودة، وقال العسكري الأوكراني إنه إذا توفرت مدفعية يصل مداها إلى الموقع فلن تردد قواته في قصفها.
قنابل صغيرة
وتعتمد هذه الوحدة على طائرات مسيرة صغيرة الحجم، وبالتالي تكون قدرتها على حمل المتفجرات محدودة، فبعضها يحمل قنبلة يدوية مثل المسيّرة “Mavic 3″، التي تباع منها نسخ في الأسواق.
ولا تعمل مسيّرات هذه الوحدة في مهمة الهجوم فحسب، فبعضها يعمل في المراقبة، ويحمي الوحدات الأرضية تحسبا لأي هجوم مباغت عبر تزويد القيادة العسكرية بالمعلومات أولا بأول، لذلك يطلق عليها اسم “الملائكة الحارسة”.
ومنذ اندلاع حرب أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، تم نشر مئات إن لم يكن آلاف المقاطع المصوّرة من الطرفين صوّرتها طائرات مسيّرة تظهر قوات الطرف الآخر وتدمرها.
وبرزت المسيّرات في هذه الحرب، بوصفها سلاحا رخيص الثمن وقادرا على إيقاع خسائر كبيرة في الطرف الآخر دون وقوع إصابات بين العسكريين المهاجمين.