برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، وبالتعاون مع شركة “سيغما” نظّم مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش مؤتمر أمن الحدود والمنشآت الحيوية – Border and Vital Installations Security على مدى يومين في فندق المتروبوليتان – سن الفيل، حيث جرى خلاله دراسة احتياجات لبنان والتداول في الوسائل المتعلقة بحماية المنشآت النفطية.
افتُتح المؤتمر بحضور عدد من الوزراء والسفراء والنواب وشخصيات أمنية واقتصادية وأكاديمية مستقطباً جميع الأفرقاء المحليين والعالميين لمناقشة آفاق وتحديات أمن المنشآت النفطية في البحر والتدريب اللازم لحماية وتأمين هذه المنشآت.
وألقى العماد جوزاف عون كلمة أكد فيها أهمية الخطوات المنجزة في ملف الثروة النفطية اللبنانية، مشدداً على أن المؤسسة العسكرية تضع كل جهودها وقدراتها وإمكاناتها وجهوزيتها بتصرف هذا القطاع للوصول إلى النتائج المرجوة التي يعوّل عليها جميع اللبنانيين.
وأضاف: “في ظلّ التحدّيات الراهنة الناجمة عن التعقيدات السياسية والاجتماعية والمالية، لا بدّ من مواكبة هذا الاستحقاق وتوفير كل مقوّمات النجاح له وبخاصة الأمنية منها، خصوصاً وأن الجيش هو الجهة الوحيدة والرئيسية المكلّفة مراقبة المياه البحرية اللبنانية وحمايتها. كما تضع المؤسسة العسكرية كلّ إمكاناتها وجهودها في خدمة إنجاح هذا الاستحقاق بالتعاون مع الوزارات المعنية”.
وختم بالقول “نأمل لهذا المؤتمر التوصل إلى وضع تصور لخطة وطنية موحدة تهدف إلى مواكبة هذا الاستحقاق وتوفير كل الدعم له وبخاصة الأمني، ما يسمح للجهات المعنية والشركات المنقبة بالعمل ضمن جو أمني مستقر، ويساهم بتعزيز الثقة بنا كجهة قادرة على حماية هذا القطاع الوطني الحيوي ودعمه”.
كذلك ألقى كل من العميد الركن منصور زغيب مسيّر أعمال مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية، ورئيس مجلس إدارة شركة “سيغما” السيد رياض قهوجي كلمة ترحيبية بالمناسبة قائلاً: “إن المؤتمر يهدف إلى معالجة الجوانب الأساسية المتعلقة بسلامة وأمن منشآت النفط والغاز البحرية ، مع التركيز بشكل خاص على أفضل السبل التي يمكن للبنان أن يستعد بها لمساعي التنقيب والحفر المستقبلية. إنها منصة مناسبة للخبراء والمهنيين لمشاركة رؤاهم واستراتيجياتهم فيما يتعلق بحماية هذه المنشآت الحيوية، حيث يمكننا بشكل جماعي تعزيز تبادل المعرفة والحلول المبتكرة”.
وأضاف متمنياً أن يكون هذا المؤتمر منصة للتعاون المثمر والمناقشات الهادفة والاستراتيجيات القابلة للتنفيذ التي من شأنها حماية مستقبل قطاع النفط والغاز في لبنان. معًا، دعونا نشق طريقًا نحو مستقبل آمن ومزدهر.
ضم المؤتمر متحدثين بارزين من الجيش اللبناني والمكاتب الحكومية ذات الصلة، إلى جانب كبار المسؤولين التنفيذيين من صناعة الأمن والدفاع، وكذلك صناعات النفط والغاز.
تناول المؤتمر خمس جلسات، مع عقد مناقشات على الهامش، تتمحور حول المنشآت البحرية المرتبطة بأعمال التنقيب عن النفط والغاز والحفر التي ستجري في لبنان ومنطقته الاقتصادية، وغطت جلسات المؤتمر استعدادات ومتطلبات الجيش اللبناني والحلول التكنولوجية ومفاهيم العمليات للتعامل مع مخاطر السلامة والأمن. ويشمل ذلك تنفيذ التشريعات والتعاون اللازم لتسهيل عمل الأجهزة العسكرية والحكومية، وأمن منشآت النفط والغاز والموظفين، والمتطلبات المحتملة لشركات التأمين.
استعرض المؤتمر كل ما هو مطلوب لأمن وحماية هذه المنشآت بداية من تدريب الطواقم إلى الاتفاق على الإجراءات الخاصة بالأمن والحماية وتحديد المسؤوليات عبر الإطلاع على خبرات جهات لديها تجارب في حماية هذه المنشآت وأيضا الاطلاع على ما يجري التحضير له في هذا الخصوص.
اختُتم المؤتمر بكلمة للعميد الركن منصور زغيب مسيّر أعمال المركز، حيث أشار فيها إلى أن المؤتمر شكل فرصةً لتبادل الآراء والخبرات حول ثروة لبنان النفطية وأمن المنشآت. كما وتمّ طرح لمجموعة من التوصيات والمقترحات التي من شأنها المساهمة في ضمان أمن المنشآت البحرية.