أثار طلب أوكرانيا رسمياً من الحكومة الألمانية تسليمها صواريخ كروز من طراز “توروس”، تساؤلات بشأن مدى استجابة برلين لطلب كييف، وما تمثله تلك الصواريخ من إضافة لقدرات القوات الأوكرانية في خضم الهجوم المضاد ضد الجيش الروسي في الوقت الراهن.
بحيث رفضت ألمانيا مؤخراً الانضمام إلى المملكة المتحدة في شحن صواريخ جو-أرض بعيدة المدى إلى أوكرانيا.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن ألمانيا لا تخطط لتزويد أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز Taurus ولكن “قد تعيد النظر في موقفها” بشأن توفير طائرات مقاتلة غربية حديثة.
وقال بيستوريوس: “لن تسلم ألمانيا صواريخ كروز طويلة المدى إلى أوكرانيا في الوقت الحالي”.
تعتبر صواريخ “توروس” الألمانية السويدية المجنحة “جو-أرض” مخصصة لتوجيه ضربات إلى الخطوط الخلفية وضرب أهداف على مسافات بعيدة. بدأ تصميمه عام 1994. ودخل الخدمة في الجيوش الألماني والإسباني والكوري الجنوبي بعد عام 2004.
يُذكر أن سرعة تحليق الصاروخ تتراوح بين 0.6 و0.95 ماخ، أي ما يقارب على 1000 كلم/ساعة.
ويمكن لـTAURUS أن يحلق على ارتفاع منخفض (30 – 50 مترا) ويقوم بمناورات. وقد تم تصنيعه باستخدام تكنولوجيا ستلز للتخفي عن الرادارات. وتم تزويد الصاروخ بنظام الملاحة الاستمراري المستقل الذي يتم تعديل مواصفاته دائما بواسطة نظام الملاحة الفضائية “جي بي إس”.
تحمل الصاروخ طائرات Tornado IDS, McDonnell Douglas F/A-18 Hornet, Saab JAS 39 Gripen . أما كوريا الجنوبية فقامت بتكييفه مع مقاتلة “إف – 15” الأمريكية.
ويبلغ سعر الصاروخ نحو مليون دولار، ما يعادل سعر الصاروخ البريطاني تقريبا.
واعتبر الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية محمد حسن، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن صواريخ توروس الألمانية الجوالة، في حال تمت الموافقة على إرسالها ستمثل إضافة كبيرة لقدرات الضرب للقوات الأوكرانية، واستهداف عمق مناطق السيطرة الروسية ولاسيما المطلة على بحر آزوف ومناطق الربط البري بين شبه جزيرة القرم والبر الروسي، أي استهداف خلف الخطوط الروسية.
وحدد حسن قدرات هذا الطراز من الصواريخ في عدد من النقاط، تشمل:
الصواريخ الألمانية الجوالة طراز “توروس” يصل مداها لأكثر من 500 كلم.
يمكن تنصيبها على متن قاذفات السوخوي 24 الأوكرانية.
مزوده برأس حربي مزدوج يصل وزنه لألف رطل، ما يمنحه قدره تدميرية مؤثرة ضد مختلف التحصينات القوية والمنشآت العسكرية والمطارات ومراكز القيادة والسيطرة.
يمكن تنصيب الصواريخ الألمانية الجوالة على متن مقاتلات إف-16 في حل تسليمها لأوكرانيا.
الصاروخ قادر على ضرب العاصمة الروسية موسكو.
زادت الحكومة الألمانية بشكل ملحوظ من إمداداتها العسكرية إلى كييف في الأشهر الأخيرة، لكنها لاتزال متحفظة حيال تزويدها بصواريخ كروز أو دعم سلاح الجو الأوكراني والمساعدة في تسليم مقاتلات “إف-16” على سبيل المثال.
وإذا وافقت ألمانيا على طلب أوكرانيا، فإنها ستسير على خطى بريطانيا، التي أصبحت في وقت سابق من شهر مايو/ ايار أول دولة تزود كييف علناً بصواريخ كروز بعيدة المدى.
وامتنعت الولايات المتحدة حتى الآن عن تزويد أوكرانيا بصواريخ منظومة الصواريخ التكتيكية التي يبلغ مداها 297 كيلومترا، وسط مخاوف من أن تستخدمها أوكرانيا لضرب الداخل الروسي.
إن فاعلية تلك الصواريخ ستتضح بصورة أكبر في حال تحول الجيش الأوكراني إلى مرحلة الهجوم المتقدم بدلًا من الدفاع الهجومي السائد منذ الهجوم المضاد أواخر أغسطس الماضي.