يخطط حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإطلاق أكبر مناورة عسكرية منذ الحرب الباردة، تحت مسمى “المٌدافع الصامد”، بهدف محاكاة صد عدوان روسي موجه ضد إحدى دول الحلف العسكري، والإثنين، قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إن الناتو يعتبر المناورات جزءا أساسيا من إظهار استعداده للحرب، كما من المخطط استخدام بيانات جغرافية حقيقية لإنشاء سيناريوهات أكثر واقعية للمناورات ومحاكاة المعارك مع روسيا بحسب ما نقلت سكاي نيوز عربية في 12 أيلول/سبتمبر 2023.
وجاء ذلك بالتزامن مع مناورات أميركية في أرمينيا، وبعد يومين، من بدء 14 دولة في حلف الناتو، يوم السبت، مناورات بحرية في بحر البلطيق.
ما تفاصيل المناورات الجديدة “المٌدافع الصامد”؟
وقالت “فايننشال تايمز”، فإن المناورات ستحاكي غزوا روسيا محتملا وتهدف إلى زيادة استعداد الكتلة لمثل هذا السيناريو، كما ستعقد في ألمانيا وبولندا ودول البلطيق، وتشمل:
أكبر تدريبات عسكرية منذ الحرب الباردة.
يشارك بها ما لا يقل عن 41 ألف جندي
أكثر من 50 سفينة وسيتم تنفيذ نحو 500-700 طلعة جوية
موعدها في فبراير ومارس 2024
ستشارك السويد أيضا في المناورات
مصممة لمحاكاة الصدام مع تحالف وهمي يسمى “أوكاسوس”.
تهدف إلى إظهار موسكو أن التحالف مستعد للقتال.
وتقدمت السويد بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي العام الماضي، لكن طلبها لا يزال في طي النسيان بسبب إحجام تركيا والمجر عن التصديق على طلبها بسبب عدد من المظالم في العلاقات الثنائية.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن التدريبات تعتبر جزءا من استراتيجية تدريب جديدة بموجبها سيعقد التحالف مناورتين حربيتين كبيرتين سنويًا بدلاً من واحدة، كما ستركز التدريبات أيضًا على جهود مكافحة الإرهاب خارج حدود كتلة حلف الناتو.
وفي يونيو 2022، في ضوء الصراع الأوكراني، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الكتلة ستنشر 300 ألف جندي، واصفًا هذا التطور بأنه “أكبر إصلاح شامل لدفاعنا الجماعي والردع منذ الحرب الباردة”.
مناكفة روسيا في أرمينيا وبحر البلطيق
واليوم الإثنين، ولمناكفة روسيا، بدأت الولايات المتحدة في أرمينيا، مناورات عسكرية مشتركة وستجري المناورات على أساس مركز تدريب لواء حفظ السلام التابع لوزارة الدفاع الأرمينية “زار”، والتي اعتبرها الكرملين تثير القلق، خاصة في الوضع الحالي، مؤكدا أن روسيا ستراقب الوضع.
والسبت، بدأت 14 دولة من الناتو بينها الولايات المتحدة، مناورات بحرية واسعة النطاق بقيادة ألمانيا في بحر البلطيق، بمشاركة أكثر من 3200 جندي، في عرض قوة في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتشارك في مناورات بحر البلطيق حوالي 30 سفينة وغواصة إضافة إلى حوالي 19 طائرة ووحدات برية مختلفة في تدريبات “نورذرن كوستس 23” السنوية، وفق بيان للبحرية الألمانية.
وتجري هذه العمليات التي تستمر حتى 23 سبتمبر الجاري، بصورة رئيسية قبالة سواحل إستونيا ولاتفيا، بما يشمل مجاليهما البري والجوي، وفي القسمين الشرقي والأوسط من بحر البلطيق.
وكان زعماء “الناتو” في قمة عُقدت بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس، في يوليو الماضي، اتفقوا على خطط دفاعية إقليمية جديدة، وإنشاء قوة متعددة الجنسيات قادرة على الرد بسرعة على التهديدات.
قلق دول البلطيق
ويقول الخبير العسكري البريطاني مايكل كلارك، لموقع “سكاي نيوز عربية” إن ” المناورات تبعث برسالة واضحة بأن الناتو مستعد للدفاع عن كل شبر من أراضي الحلفاء”، كما أن ” دول ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا وبعد حرب أوكرانيا ينتابهم القلق خشية انعزالها عن أوروبا وحصارها من الروس وحلفائها في بيلاروسيا، حيث تركّز الدول الثلاث على ما تفعله موسكو في بيلاروسيا المجاورة وما يعنيه ذلك لأمنها، حيث يوجد آلاف الجنود الروس على أراضي مينسك”.
وفق تعبيره: “روسيا كانت انتهازية ومستعدة لتحدي أوروبا والناتو وتهديد أمن الدول الثلاث، وإذا نجحت بالسيطرة على أوكرانيا، سيشجّعها ذلك على زيادة الضغط على دول البلطيق بالسنوات المقبلة، ما دفع تلك البلدان إلى الاختباء وراء القوة العسكرية للناتو”.
وتابع: “بسبب ذلك تسعى الدول الثلاث إلى زيادة الإنفاق الدفاعي وتطالب واشنطن بوجود عسكري دائم وتعزيزات أكبر لحلف الناتو بالمنطقة”.
استفزاز ومحاصرة روسيا
ومن جانبه اعتبر الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، في حديث لموقع ” سكاي نيوز عربية”، أن حلف الناتو يسعى إلى استفزاز روسيا بكل الطرق، ويشعل المنطقة في بحر البلطيق ومناطق أخرى بتلك المناورات مثل أرمينيا بهدف محاصرة روسيا واستنزافها وتشتيت انتباهها عن عمليتها العسكرية بأوكرانيا ومنع خروج أسطولها من خليج فنلندا.
خطط الحلف بتلك المناورات هي قطع الطريق أمام وصول الأسطول الروسي إلى البحار الشمالية وتحويل بحر البلطيق إلى بحر داخلي للناتو.
حلف الناتو يخطط لجر روسيا إلى حرب جديدة مع بولندا في ممر سوفالكي لأن إمداد هذه الدول يمر عبر الحدود الليتوانية البولندية بهذا الممر المائي.