SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

أميركا وبريطانيا نفذتا ضربات ضد الحوثيين في اليمن

شنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات من الجو والبحر على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن ردا على الهجمات التي تشنها الجماعة على سفن في البحر الأحمر، في تطور يمثل توسعا دراماتيكيا للحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بحسب ما نقلت رويترز في 12 كانون الثاني/يناير 2023.

وأكد شهود في اليمن لرويترز وقوع انفجارات في أنحاء البلاد، وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان في وقت متأخر من يوم الخميس من أنه لن يتردد في اتخاذ مزيد من الإجراءات إذا اقتضى الأمر.

وقال بايدن “هذه الضربات المحددة رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يغضوا الطرف عن الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر”.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أن “الدلائل الأولية تشير إلى أن قدرة الحوثيين على تهديد الشحن التجاري قد تلقت ضربة قوية”.

ويقول الحوثيون المتحالفون مع إيران إن هجماتهم في البحر الأحمر تستهدف السفن ذات الصلة بإسرائيل بغرض دعم الفلسطينيين وحماس.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الموجود في المستشفى بسبب مضاعفات عملية جراحية، في بيان إن الضربات استهدفت قدرات الحوثيين بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والرادارات الساحلية والاستطلاع الجوي.

وأكد قيادي حوثي وقوع “غارات” على العاصمة صنعاء وكل من الحديدة وصعدة وذمار ضمن ما وصفه بأنه “عدوان أميركي صهيوني بريطاني”.

وقال شهود لرويترز إن الغارات استهدفت قاعدة عسكرية مجاورة لمطار صنعاء وموقعا عسكريا قرب مطار تعز وموقعا للقوات البحرية الحوثية في الحديدة ومواقع عسكرية في عبس بمحافظة حجة.

مخاوف التصعيد

قالت الولايات المتحدة إن أستراليا والبحرين وكندا وهولندا دعمت العملية، وسَعت إلى إظهار أن الضربات جزء من جهد دولي لاستعادة التدفق الحر للتجارة عبر ممر رئيسي بين أوروبا وآسيا يمثل حوالي 15 بالمئة من حركة الشحن العالمية.

إلا أن الضربات، وهي الأولى على الأراضي اليمنية منذ عام 2016، تمثل دليلا لا يمكن إنكاره على ما تجده واشنطن من صعوبات لاحتواء تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس في الشرق الأوسط منذ اندلاع شرارتها في أكتوبر تشرين الأول. وعلى الرغم من أن واشنطن قالت إنه لا توجد لديها نية لتصعيد التوترات فقد توعد الحوثيون بالرد على أي هجوم.

وقال آندرياس كريج من جامعة كينجز كوليدج في لندن “الخوف هو أن هذا قد يتصاعد”، محذرا من احتمال جر السعودية والإمارات أيضا إلى المواجهة.

ودعت السعودية، في بيان بعد الضربات، إلى “ضبط النفس وتجنب التصعيد”.

واتهمت الولايات المتحدة إيران بالتورط عملياتيا في هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وتوفير القدرات العسكرية والاستخباراتية لتنفيذها.

وقال مسؤول أميركي كبير للصحفيين “نعتقد أن إيران متورطة بالتأكيد في كل مرحلة” من هجمات الحوثيين.

وجرى تنفيذ الضربات عن طريق طائرات وسفن وغواصات. وقال مسؤول أميركي آخر إنه تم استهداف أكثر من عشرة مواقع وإن الضربات كانت تهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين ولم تكن رمزية فقط.

وقال مسؤول عسكري أميركي “كنا نستهدف قدرات محددة للغاية في مواقع محددة للغاية باستخدام ذخائر دقيقة”.

ورفض الحوثيون، الذين يسيطرون على مناطق واسعة باليمن، دعوات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية لوقف هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على مسارات الشحن في البحر الأحمر كما لم يكترثوا لتحذيرات الولايات المتحدة من أنهم سيتحملون عواقب رفضهم لذلك.

صواريخ باليستية مضادة للسفن

قبل ساعات من الضربات الأميركية والبريطانية في اليمن، قال الجيش الأميركي إن الحوثيين أطلقوا صاروخا باليستيا مضادا للسفن على ممرات الشحن الدولية في خليج عدن، بعد يومين من أكبر هجوم يشنه الحوثيون حتى الآن.

وفي التاسع من يناير كانون الثاني، أسقطت القوات البحرية الأمريكية والبريطانية 21 طائرة مسيرة وصاروخا أطلقها الحوثيون فيما وصفه الجيش الأمريكي بأنه هجوم معقد، وهي لغة تعيد للأذهان الطريقة التي كان يصف بها هجمات طالبان أو تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان والعراق.

وقال بايدن في بيانه إن هجوم الحوثيين في التاسع من يناير كانون الثاني استهدف السفن الأمريكية بشكل مباشر.

ورحب جمهوريون بارزون في الكونجرس بهذه الخطوة، بينما عبر البعض في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له بايدن عن القلق إزاء احتمال تورط الولايات المتحدة في حرب أخرى.

وقال السناتور الأميركي روجر ويكر العضو الجمهوري الأبرز بلجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في بيان “هذه الضربة جاءت متأخرة شهرين، لكنها خطوة أولى جيدة نحو استعادة الردع في البحر الأحمر”.

وجاءت الضربات في أعقاب خطوات دبلوماسية وعسكرية أخرى كان المسؤولون الأميركيون يأملون في أن توقف هجمات الحوثيين دون أن يذهب الأمر باتجاه إشعال صراع جديد.

وفي ديسمبر كانون الأول وافقت أكثر من 20 دولة على المشاركة في تحالف دفاعي بقيادة الولايات المتحدة أُطلق عليه اسم (عملية حارس الازدهار) لتأمين مرور السفن التجارية في البحر الأحمر. إلا أن الضربات الأميركية والبريطانية تجري خارج هذا التحالف.

وقال بايدن إن “رد المجتمع الدولي على هذه الهجمات المتهورة كان موحدا وحازما”.

شارك الخبر: