ديانا علام
أجرى الأمن والدفاع العربي، تزامناً مع فعاليات “معرض الدفاع العالمي 2024″، مقابلة خاصة مع السيد Vincent Logsdon، نائب رئيس تطوير الأعمال العالمية والتسويق الاستراتيجي لشركة بوينج. وتحدث عن الأهمية الاستراتيجية للمنطقة موضحاً استثمارات بوينج الحالية والمستقبلية المصممة خصيصاً للشرق الأوسط وكيفية تماشي هذه الجهود مع تطلعات المنطقة. وفيما يلي نص المقابلة:
هل لك أن تكشف لنا آخر التحديثات لأعمال الدفاع والأمن الإقليمية لشركة بوينج؟
إن المنطقة هي ذات أهمية قصوى بالنسبة لنا. كما ويمكننا أن نشهد من خلال معرض الدفاع العالمي كم نمت منذ النسخة الأولى إلى الثانية. نحن ملتزمون بدعم الاحتياجات الدفاعية والأمنية لعملائنا في المملكة من خلال خدماتنا، تقنياتنا، وقدراتنا. ونتطلع إلى إجراء مناقشات حول منصات مثل F-15EX، T-7، KC-46، P-8، والأنظمة الذاتية. بالإضافة إلى ذلك، نحن نبحث عن طرق للمضي قدماً في تطوير قدرات الطيران والدفاع التي تقودها السعودية، ونحن ملتزمون بالاستثمار في شراكات الطيران هنا. ولذا فقد قطعنا التزاماً قويا في المعرض وفي جميع أنحاء المنطقة للتأكد من أن ما ننتجه يناسب احتياجاتها.
برأيك ما هي الفوائد التي تعود على بوينج من السوق السعودية الثورية؟
لقد كنا جزءاً من سوق الدفاع في المملكة العربية السعودية. نقدر علاقتنا الطويلة الأمد مع سلاح الجو الملكي السعودي منذ عام 1978 بشراء أسطول المملكة الأولي من طراز F-15C/D، والذي أصبح العمود الفقري لدفاعها الجوي. تبع ذلكE-3 و AH-64في عام 1980.
وما نتطلع إليه في المستقبل، هو العمل على طائرات F-15 الجديدة المحتملة. تتمتع طائرة F-15EX بقدرة أكبر باعتبارها الطائرة المقاتلة التكتيكية متعددة المهام القادمة للمملكة العربية السعودية. وهذا يجعلنا متحمسين للغاية. وليس ذلك فحسب، بل ترقية طائرات إف-15 السعودية الحالية إلى قدرة أفضل.
بالنظر في توقعات النمو لصناعة الطيران في الشرق الأوسط، ما هي الاستراتيجيات التي تستخدمها بوينج للاستفادة من هذه الفرص والبقاء في صدارة المنافسة؟
بالنظر إلى سوق الدفاع العالمي، نحن نقدم 2.8 تريليون دولار للسنوات ال 10 المقبلة. وخلال هذه السنوات، سيرتكز نمو بوينج من خارج الولايات المتحدة. تشكل أعمالنا العالمية حالياً 30٪ من أعمالنا الإجمالية، مع توقعات للنمو إلى 40٪ على مدى السنوات ال 10 القادمة. ونتيجة لذلك، فإننا نقوم باستثمارات محسوبة لزيادة وجودنا، والاستثمار في المواهب وتعزيز الشراكات، خاصة في المملكة العربية السعودية التي تعد واحدة من أهم أسواق بوينج.
متحمسون حقاً للتقنيات التي سنقدمها. لقد تحدثنا عن F15 EX، ولكن ما نتطلع إليه للبقاء في صدارة منافسينا هو ليس فقط طائرات تكتيكية أحدث، إنما أيضاً ترقيات لطائرة الإقلاع العامودي الخاصة بنا. على سبيل المثال، مروحيتنا الهجومية أباتشي، العمود الفقري لسنوات عديدة للعديد من البلدان في المنطقة، وكذلك طائرة شينوك الخاصة بنا، وهي طائرة الرفع الثقيل. أسميها “شينوك العظيمة” لأنها كانت موجودة منذ فترة طويلة. إنها تقوم بعمل رائع في العديد من البلدان، بما في ذلك في المنطقة أيضاً. كما ونقدم بعض تقنياتنا الأحدث إلى منطقة التدريب أيضاً. نحن نسلط الضوء على طائراتنا T-7 Red Hawk، والتي ستكون نظام التدريب الجديد للقوات الجوية في الولايات المتحدة، ونحن نأمل في تحقيق ذلك في المنطقة لزيادة قدراتنا التدريبية.
هل بإمكانك توضيح استثمارات بوينج الحالية والمستقبلية في البحث، التطوير، والابتكار المصمم خصيصاً للشرق الأوسط، وكيف تتماشى هذه الجهود مع تطلعات المنطقة؟
إن المنطقة ملهمة للغاية، نحن لا نقدم فقط القدرة بل نريد أن نكون جزءاً من التدريب والدعم والاستدامة. ونحرص على تأكيد بقاء قدراتنا القوية في المنطقة. لذلك نحن نتجه إلى المنطقة بهذا الفهم ونبني المنطقة من الداخل من خلال مساهمة دول مختلفة في ما نسميه التصنيع. من الممكن أن تشارك هذه الدول في بناء أجزاء من الطائرات، وربما نقل التكنولوجيا، لتشمل العمل والإرشاد من حيث تطوير هذه المنتجات.
على مدار نصف قرن تقريباً، عملت بوينج مع أكثر من 40 دولة حول العالم لإكمال برامج المشاركة الصناعية بنجاح والتي يبلغ مجموعها ما يقرب من 55 مليار دولار. وقد حققت هذه البرامج فوائد كبيرة لهذه الاقتصادات والمجتمعات من خلال إنشاء سلاسل التوريد والفضاء والدفاع والبنية التحتية للخدمات، وخلق فرص العمل وتمكين الرخاء.
ونحن نفعل ذلك في المملكة العربية السعودية وسنواصل البناء على الإرث الدائم الذي أنشأناه حتى الآن. تعتبر بوينج من الداعمين الأقوياء لتطوير قدرات الطيران والدفاع التي تقودها السعودية في المملكة، حيث تستثمر في شراكات مع أصحاب المصلحة الرئيسيين في النظام البيئي السعودي للطيران. استثمرت بوينج في شراكات مهمة حول تطوير القدرات والبحث والتطوير والابتكار والتصنيع. بالإضافة إلى ذلك، تدعم بوينج بنشاط القطاعات الصناعية في المملكة من خلال مبادرات توطين مختلفة تتماشى مع رؤية 2030. بوينج المملكة العربية السعودية هي شركة سعودية ذات قيادة سعودية وقاعدة أغلبية من الموظفين السعوديين. يعمل أكثر من 2000 شخص في العديد من كيانات بوينج والمشاريع المشتركة في المملكة.
تم استثمار أكثر من 15 مليون دولار في المجتمعات المحلية في مجالات العلوم والتكنولوجيا للشباب وتمكين المرأة. تؤدي شراكاتنا الأكاديمية مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية إلى البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، بينما يقوم طلاب الهندسة في جامعة الفيصل بإجراء البحوث وابتكار نماذج متقدمة تقنياً لمختلف الصناعات. لذا نحن فخورون جدا بذلك ومتحمسون. أعتقد أن هذه هي الطريقة التي نقود بها التعاون حقاً، والتعاون هو الأهم بالنسبة لنا.