شحنت الولايات المتحدة سرًا قبل أيام نظام “أتاكمز” الصاروخي بعيد المدى إلى أوكرانيا، وسط تساؤلات بشأن قدرتها على إحداث تغيير في الحرب الراهنة، بالنظر لقدرتها على استهداف مناطق داخل روسيا، وتحفظت الإدارة الأميركية في وقت سابق على إمداد كييف بها بحسب ما نقلت سكاي نيوز عربية.
ويعتقد محللون عسكريون في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن التحول الأميركي بإمداد أوكرانيا بصواريخ “أتاكمز” قد يغير من قواعد اللعبة في الحرب بين موسكو وكييف، إذ يساهم في الوصول إلى أهداف ذات جدوى في الداخل الروسي، موضحين أن الدفاعات الروسية المضادة للصواريخ ستكون أمام اختبار جديد لإسقاط الصواريخ الأميركية الجديدة.
صواريخ بطلب بايدن “المباشر”
كشف مسؤول أميركي كبير لصحيفة “نيويورك تايمز”، أنه في تحول كبير، وافق الرئيس جو بايدن سراً على قرار إرسال أكثر من 100 صاروخ طويل المدى من طراز “أتاكمز” في منتصف فبراير، بالإضافة إلى المزيد من الذحائر العنقودية.
كما قال المتحدث باسم البنتاغون اللفتنانت كولونيل غارون غارن، قوله: إنه “تم بعد ذلك إدراج “صواريخ أتاكمز” بهدوء في حزمة المساعدات البالغة 300 مليون دولار التي تم الإعلان عنها في 12 مارس وتم تسليمها في نهاية المطاف إلى أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر”.
واستخدمت القوات الأوكرانية الأسلحة على الفور لمهاجمة مطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم الأربعاء الماضي، والقوات الروسية في جنوب شرق البلاد ليل الثلاثاء الماضي، وفقًا لما ذكره المسؤول الأميركي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، إن هذه الشحنة أُرسلت “بناء على طلب مباشر” من الرئيس جو بايدن، ومع ذلك، أشار المتحدث باسم البنتاغون إلى أنه “لم يُعلن أننا نزود أوكرانيا بهذه القدرة الجديدة في ذلك الوقت من أجل الحفاظ على الأمن التشغيلي لأوكرانيا بناءً على طلبهم”.
قدرات خاصة
“أتاكمز” صاروخ بالستي تكتيكي، دخل الخدمة في أوائل التسعينيات، ويعمل في 4 دول على رأسها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
صاروخ باليستي “أرض أرض” بعيد المدى يمكن إطلاقه من منصات متحركة مثل راجمات الصواريخ “إم 270”.
يستخدم للوصول إلى الأهداف الأرضية التي لا يمكن لوحدات المدفعية التقليدية الوصول إليها.
يبلغ نطاق الصاروخ 300 كيلومتر، وجرى استخدامه في عدد من المناطق منها الحرب في أفغانستان وحرب العراق.
ماذا تستفيد أوكرانيا بـ”أتاكمز”؟
الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان قالت لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن أوكرانيا تعتقد أن صواريخ “أتاكمز” يمكن أن تكون ضرورية في إعادة هيمنة كييف في ساحة المعركة وإجبار روسيا على تكبد خسائر جمّة.
وأوضحت “تسوكرمان” أن أنظمة الدفاع الصاروخي بعيدة المدى سوف تساعد أوكرانيا على استهداف البنية التحتية الاقتصادية الحيوية على غرار مصافي النفط، فضلا عن البنية التحتية والمواقع العسكرية الأساسية، بما في ذلك الجسور وأنظمة الدفاع الصاروخي، وتعطيل أو استباق العمليات العسكرية من قبل روسيا.
وأضافت أنه “يمكن أن يكون استخدام أتاكمز بمثابة تغيير في قواعد اللعبة بالنسبة لأوكرانيا التي كانت تعتمد على ترسانة الأسلحة القديمة الحالية، وبالتالي من المرجح أن تستخدم الصواريخ الجديدة بكفاءة لإحداث أقصى قدر من الضرر للأهداف العسكرية الروسية المهمة”.
مزايا تكتيكية.. واختبار لروسيا
ويقول الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، محمد حسن، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هذه الصواريخ ستحقق ميزة تكتيكية لطالما افتقدتها أوكرانيا، وهي القدرة على ضرب لوجيستيات القوات الروسية فيما وراء خطوط الدفاع الثلاثة في “زابوريجيا” خصيصا، ما يعنى استهداف الموانئ وسفن البحرية الروسية المتمركزة حول شبه جزيرة القرم، ومخازن الذخيرة وخطوط المواصلات ومخازن الوقود والمطارات ومراكز القيادة ونقاط التحشيد العسكري.
وأوضح حسن أن الدفاعات الروسية المضادة للصواريخ ستكون أمام اختبار جديد، وكذلك منظومات الحرب الإلكترونية والتشويش التي تلعب دورا كبيرا في حرف موجات القصف الصاروخي عن أهدافها.
وحدد الباحث في السياسات الدفاعية، أسباب تحول الموقف الأميركي نحو إمداد أوكرانيا بصواريخ “أتاكمز”، في عدد من النقاط، قائلًا إنه:
بات من الواضح أن أوكرانيا تخسر الحرب لصالح تقدم ميداني للقوات الروسية بطول خط المواجهة من دونباس إلى غرب زابوريجيا، فيما ترى الولايات المتحدة والدول الغربية ذلك وعلى إثره نرى التحول النوعي في نوعية السلاح الذي ترسله تلك الدول لأوكرانيا.
التحول ظهر في محاولة بناء منظومة للدفاع الجوي متعدد الطبقات في ميدان المواجهة وحول المدن الأوكرانية الرئيسية أو مدن الغرب التى تعتبر أهم نقاط تلقى الدعم اللوجيستي من الغرب عبر بولندا.
تزويد أوكرانيا بقدرة نارية لمدفعيتها الصاروخية لمجاراة التفوق الناري الساحق للمدفعية الروسية في هذه الحرب.