أعلنت كوريا الجنوبية رسميًا في 29 نوفمبر 2024، عن استكمال نظام صواريخ أرض-جو بعيدة المدى (L-SAM)، وفقًا لوكالة يونهاب للأنباء. يمثل هذا الإنجاز خطوة كبيرة في تعزيز الدفاع الوطني للبلاد ضد التهديدات النووية والصاروخية الباليستية لكوريا الشمالية. تم الإعلان عن ذلك خلال حفل أقيم في وكالة تطوير الدفاع في دايجون، على بعد حوالي 140 كيلومترًا جنوب شرق سيول.
تم تصميم نظام L-SAM لاعتراض الأهداف على ارتفاعات تزيد عن 40 كيلومترًا، مع مدى تشغيلي يقدر بين 50 و 60 كيلومترًا. وهو يشتمل على تقنيات متقدمة، بما في ذلك الرادار المتطور للكشف المبكر والتتبع، وقاذفة متحركة للنشر المرن، وصواريخ اعتراضية عالية الدقة قادرة على تحييد التهديدات في منتصف المسار أو مراحل الطيران النهائية. سيعزز نشره بشكل كبير قدرة كوريا الجنوبية على حماية أراضيها وسكانها من التهديدات الباليستية الناشئة. يتكامل النظام بسلاسة مع بنية الدفاع الجوي متعددة الطبقات في البلاد، جنبًا إلى جنب مع الأنظمة الحالية مثل Patriot Advanced Capability-3 وM-SAM II، مع تعزيز إطار الدفاع الجوي والصاروخي الكوري (KAMD).
أبرز وزير الدفاع كيم يونج هيون الأهمية الاستراتيجية لـ L-SAM خلال الحدث، مشيرًا إلى أنه يعزز قدرة كوريا الجنوبية على الصمود ضد الاستفزازات الباليستية المحتملة من كوريا الشمالية. وقال كيم: “حتى لو حاولت كوريا الشمالية استفزازًا صاروخيًا، فلن تتمكن من اختراق نظام الدفاع القوي لجيشنا”، محذرًا من أن أي عدوان من شأنه أن يؤدي إلى تكلفة عالية، مما قد يؤدي إلى “نهاية نظامها”. يعكس هذا التطور التزام كوريا الجنوبية بتطوير تقنيات الدفاع المحلية، والحد من الاعتماد على الأنظمة الأجنبية، وتعزيز المرونة التشغيلية لجيشها.
من المتوقع أن يدخل L-SAM الإنتاج العام المقبل، مع التخطيط لنشره للجيش الكوري الجنوبي بحلول منتصف إلى أواخر عشرينيات القرن الحادي والعشرين. بمجرد تشغيله، سيلعب دورًا محوريًا في درع الدفاع الصاروخي لكوريا الجنوبية، والمعروف باسم KAMD. إن هذا النظام يشكل ركيزة أساسية لاستراتيجية الردع ذات المحاور الثلاثة للبلاد، والتي تشمل أيضًا منصة الضربة الاستباقية Kill Chain ونظام العقوبة والانتقام الشامل لكوريا (KMPR). وفي حين تركز Kill Chain وKMPR على القدرات الهجومية، فإن KAMD مصمم لتعزيز التدابير الدفاعية، وخاصة ضد التهديدات الصاروخية عالية الارتفاع.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل كوريا الجنوبية على تطوير نسخة Block-II من L-SAM، المصممة لاعتراض الأهداف على ارتفاعات أعلى، مما يعزز قدراتها الدفاعية الجوية. ويعكس هذا الترقية جهدًا مستمرًا للبقاء في صدارة تكنولوجيا الصواريخ المتقدمة في كوريا الشمالية وضمان أمن المجال الجوي لكوريا الجنوبية. ومن خلال دمج التقنيات المحلية المتقدمة في بنيتها التحتية الدفاعية، تتخذ كوريا الجنوبية خطوات حاسمة لتعزيز ردعها ضد التهديدات الإقليمية المتزايدة.
بدأ تطوير نظام L-SAM في عام 2015 كجزء من برنامج كوريا الجنوبية الطموح لتعزيز قدرات الدفاع الجوي باستخدام التكنولوجيا المحلية بالكامل. في عام 2019، وصل المشروع إلى معلم رئيسي مع تطوير النماذج الأولية للاختبار الأولي، تلا ذلك في عام 2020 تجارب اعتراض ناجحة. وبحلول عام 2022، تكثفت اختبارات الأداء، مما يدل على فعالية النظام في اعتراض الأهداف على ارتفاعات عالية. وبعد جولات متعددة من الاختبار والتحسينات الفنية، وصل المشروع إلى مرحلته النهائية في نوفمبر 2024، مما مهد الطريق للإنتاج الضخم في عام 2025 والنشر التشغيلي المتوقع بحلول أواخر عشرينيات القرن الحادي والعشرين.
يعد نظام L-SAM أمرًا بالغ الأهمية لكوريا الجنوبية بسبب التهديدات النووية والباليستية المستمرة والمتنامية من كوريا الشمالية. ومع تقدم كوريا الشمالية في تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية التي تطلقها الغواصات، يجب على كوريا الجنوبية تعزيز قدراتها الدفاعية. يضيف L-SAM طبقة اعتراض عالية الارتفاع، مما يملأ فجوة حرجة في نظام الدفاع الصاروخي متعدد الطبقات في البلاد. ومن خلال اعتراض التهديدات على ارتفاعات تتراوح بين 50 إلى 60 كيلومتراً، يعمل نظام L-SAM على تحسين قدرة كوريا الجنوبية على تحييد الصواريخ قبل أن تعرض المناطق المأهولة بالسكان أو البنية التحتية الحيوية للخطر.