قامت شركة تاليس بترقية بود الاستهداف “تاليوس” بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما سيُمكّن مقاتلة رافال من اكتشاف الأهداف بسرعة تفوق النظام الحالي المعتمد على التدخل البشري بـ100 مرة، وذلك من خلال أتمتة تحليل الصور.
منذ دخوله الخدمة في عام 2018، شهد بود “تاليوس” للاستطلاع والاستهداف إضافة وظائف جديدة بشكل مستمر لتعزيز قدراته العملياتية. واعتبارًا من عام 2026 مع اعتماد معيار رافال F4.3، ستكون خوارزميات التعلم العميق قادرة على البحث عن الأهداف في منطقة معينة بسرعة تفوق النظام الحالي بمئة مرة، والذي يتطلب إرسال الصور الملتقطة إلى مركز القيادة الأرضي لتحليلها قبل تزويد الطيار بمعلومات الهدف.
التشغيل الميداني بحلول 2026
قدمت تاليس لأول مرة إمكانيات الذكاء الاصطناعي للقوات المسلحة الفرنسية في عام 2018، وتم توقيع عقد لتطوير هذه التقنية في ديسمبر 2023. ومن المتوقع أن تدخل هذه الوظيفة الجديدة الخدمة في عام 2026 مع وصول معيار رافال F4.3، لتكون بذلك أول ميزة على متن رافال تستفيد من تقنيات التعلم العميق بشكل مكثف.
ويُعد هذا الابتكار من بين أهم التطورات التي حققها مركز cortAIx التابع لشركة تاليس، وهو مُسرّع مخصص للذكاء الاصطناعي أُنشئ للاستفادة من الخبرات الواسعة للمجموعة في هذا المجال وتطوير حلول رائدة للقوات المسلحة، ومصنّعي الطائرات، ومشغلي الأنظمة الحساسة الأخرى، وفقًا لبيان صادر عن تاليس.
تحليل الصور على متن الطائرة في الوقت الفعلي
تقوم تقنية الذكاء الاصطناعي المدمجة في البود بمسح منطقة القتال وتحليل الصور الملتقطة تلقائيًا، مع إعلام الطيار بما تم اكتشافه. من خلال تحديد الأهداف المحتملة مسبقًا، تُقلل هذه التقنية العبء المعرفي عن الطيار، لكن يبقى القرار النهائي بالاشتباك مع الهدف مسؤولية الطيار بالكامل.
والأهم من ذلك، أن وجود الذكاء الاصطناعي داخل البود نفسه – رغم التحديات الفيزيائية مثل الحرارة والاهتزاز واستهلاك الطاقة – يُتيح توفير المعلومات في الوقت الفعلي أثناء سير المهمة.
هذا التطوير يتغلب على الحاجة إلى رابط بيانات لإرسال الصور إلى محطة أرضية، حيث تتم جميع العمليات على متن الطائرة. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع هذا الذكاء الاصطناعي بقدرة على اكتشاف الأجسام الصغيرة في الصور، مما يُمكّن الطيار من البقاء على مسافة آمنة بعيدًا عن أي تهديدات محتملة. وكل ذلك يُسرّع وتيرة العمليات لأن الطيار يظل على اطلاع فوري بالوضع التكتيكي أثناء المهمة.
تصميم مشترك مع الأطقم العملياتية
يعتمد الذكاء الاصطناعي المُطور لبود “تاليوس” على عدة سنوات من البحث والتطوير، وقد تم تدريبه على عدد هائل من الأمثلة المستخلصة من قواعد بيانات الصور السيادية التي جمعتها شركة تاليس خلال رحلات الاختبار أو التي قدمتها القوات المسلحة الفرنسية. بالإضافة إلى ذلك، وبفضل مختبر الابتكار الداخلي Image’Inn، تم وضع الأطقم العملياتية في سيناريوهات واقعية لاختبار مختلف الحالات وضبط واجهة المستخدم. وبفضل هذا النهج المشترك مع المستخدمين النهائيين، تم تطوير الوظيفة الجديدة قبل وقت طويل من تاريخ نشرها العملياتي.
نحو القتال التعاوني
سيظهر الأثر البعيد المدى للذكاء الاصطناعي المُدمج في البود بشكل أكبر في عصر القتال التعاوني، الذي سيعتمد على تبادل البيانات بين الأصول المختلفة المنتشرة في ميدان القتال كجزء من مشروع الجيل السادس من المقاتلات. ونظرًا للحجم الهائل من البيانات التي تُنتجها جميع المستشعرات، سيلعب الذكاء الاصطناعي دورًا أساسيًا من خلال استخراج ونقل المعلومات ذات الصلة فقط، متغلبًا بذلك على خطر تشبّع أنظمة الاتصالات.