حققت شركة STM، وهي شركة دفاع تركية بارزة في مجال الأنظمة البحرية المتطورة، إنجازاً تاريخيًا آخر في مجال التصدير.
فازت الشركة بعقد مهم في إطار مناقصة لتطوير سفينة تزويد وقود ودعم لوجستي طرحتها البحرية البرتغالية، وهو ما يمثل أول عملية تصدير لسفن عسكرية تركية إلى دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
اختارت البحرية البرتغالية الحلول والتصاميم الهندسية التي قدمتها شركة STM، متفوقةً بذلك على منافسيها الآخرين في المناقصة. وبصفتها المقاول الرئيسي في المشروع، ستشرف شركة STM على تصميم وبناء سفينتين في حوض بناء سفن تركي خاص، ومن المقرر أن تبدأ أعمال البناء في عام 2025.
مراسم توقيع العقد في لشبونة
شهدت العاصمة البرتغالية لشبونة، أمس الثلاثاء، مراسم توقيع عقد مشروع سفينة الدعم اللوجستي، وذلك بحضور كبار المسؤولين من تركيا والبرتغال، بما في ذلك رئيس وكالة الصناعات الدفاعية في جمهورية تركيا، خلوق غورغون ورئيس أركان القوات البحرية البرتغالية، الأدميرال هنريك جوفيا إي ميلو، والمدير العام لشركة STM أوزغور غولريوز.
وأشار غورغون إلى أن هذا العقد ليس أول صفقة لتوريد معدات عسكرية بحرية بين تركيا والبرتغال فحسب، بل هو أيضاً شهادة على قدرات قطاع الصناعات الدفاعية في تركيا. وأضاف قائلاً: “تعكس هذه الاتفاقية مدى التعاون بين تركيا والبرتغال وتفتح الباب أمام المزيد من التعاون في مجالات مثل المركبات البحرية غير المأهولة ومشاريع التحديث البحرية”.
صفقة تصدير تاريخية إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي
أكد المدير العام لشركة STM، أوزغور غولريوز، على أهمية هذا الإنجاز، مشيراً إلى أن هذه اللحظة تعد مصدر فخر لشركة STM وقطاع الدفاع التركي، وأضاف :”نحن نعمل على تعزيز قدرات البحرية التركية من خلال منصاتنا المبتكرة بينما نواصل التوسع عالميًا بمشاريع في دول مثل أوكرانيا وماليزيا وباكستان. والآن، سنضم البرتغال إلى هذه القائمة كأول شريك لنا في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في مجال بناء السفن البحرية.”
كما سلط غولريوز الضوء على قدرات السفينة متعددة الأدوار قائلاً: “ستلعب هذه السفن دوراً استراتيجياً في العمليات البحرية للقوات البرتغالية، مع امتلاكها القدرة على أداء عمليات إعادة الإمداد في البحر والعمليات البرمائية والمهام الإنسانية. ويضمن تصميمها القياسي مرونة عالية في حين أن أنظمتها وهيكلها المتطور يلبي معايير الناتو”.
تصميم متعدد الأدوار للمهام الاستراتيجية
تتميّز تزويد الوقود والدعم اللوجستي الجديدة بخصائص متطورة لتلبية المتطلبات التشغيلية للبحرية البرتغالية. صُممت هذه السفن لتلبية المهام طويلة المدى والمهام الصعبة، حيث يبلغ مقدار إزاحتها للمياه حوالي 11 ألف طن، وتصل سرعتها القصوى إلى أكثر من 18 عقدة، بالإضافة إلى قدرتها على الإبحار المتواصل لمدة تصل إلى 90 يوماً في البحر.
تشمل قدراتها الرئيسية إعادة التزويد بالوقود في البحر، والقيادة والتحكم، والدعم اللوجستي، والإغاثة الطبية. كما تتسع كل سفينة لطاقم من 100 فرد، وتحتوي منصة لهبوط المروحيات والطائرات المسيرة.
يتيح تصميمها القياسي نقل المركبات المدرعة، ودعم العمليات البرمائية، والمشاركة في مهام الإغاثة الإنسانية ومهام الاستجابة للأزمات. وبفضل أجهزة الاستشعار وأنظمة الأسلحة المتطورة، ستكون هذه السفن مجهّزة بالكامل للتعامل مع المهام القتالية.
تعزيز التعاون الدفاعي بين تركيا والبرتغال
تعكس هذه الاتفاقية الشراكة المتنامية بين تركيا والبرتغال في مجال الدفاع. كما أنها تُبرز أيضاً اتساع الحضور العالمي لقطاع الدفاع التركي وقدرته على تقديم حلول بحرية عالية الجودة وفعالة من حيث التكلفة للدول الحليفة.