SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

تعزيز الأمن البحري وتوطين الصناعات الدفاعية في الإمارات والابتكار في تصميم السفن السطحية: مقابلة حصرية مع مدير مجموعة نافال في الإمارات “غيوم باتيو”

خاص – علي عمر

أجرى الأمن والدفاع العربي، تزامناً مع فعاليات “معرضي آيدكس ونافدكس 2025″ في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مقابلة خاصة مع السيد غيوم باتيو، مدير مجموعة نافال في الإمارات العربية المتحدة، لاستكشاف مبادرات الشركة لتعزيز الأمن البحري وجهودها في توطين الصناعات الدفاعية، وتطوير اليد العاملة المحلية.

يسلّط باتيو الضوء في هذا الحوار على الشراكة الاستراتيجية لنظام إدارة القتال مع الإمارات، ودور برامج التدريب لاستقطاب اليد العاملة وتطويرها بالشراكة مع مجلس التوازن. كما تطرّق إلى أهمية الأمن السيبراني وكيفية دمجه في السفن منذ بنائها، بالإضافة إلى التقنيات الأكثر ابتكاراً في أحدث تصميمات السفن السطحية. وفيما يلي نص المقابلة:

ما هي الحلول المتطورة والمنتجات التي تقوم مجموعة نافال بعرضها والتركيز عليها في “أيدكس 2025”؟


يعد معرض آيدكس فرصة كبيرة لخبرائنا لمشاركة أحدث ابتكاراتنا مع الجمهور في الشرق الأوسط ودمجهم في هوية مجموعة نافال الفريدة وعالمها. مجموعة نافال تزود بالأنظمة وتدمجها وتبني سفن وتزود بخدمات مختلفة مع قدرة مثبتة على تقديم برنامج واسع لنقل التكنولوجيا. وبالتالي، نحن من الشركات القليلة في العالم التي تمتلك القدرة على تسليم سفن حربية كاملة بأنظمتها القتالية وكل المعدات الحيوية اللازمة لمشاركة القوة البحرية في مسرح العمليات، مع التصدي للتهديدات التقليدية وغير التقليدية. تعكس المنتجات التي نعرضها في آيدكس تنوع هذه الحلول، بما في ذلك السفن السطحية، والمعدات عالية التقنية لجميع مجالات الحرب، على سبيل المثال، نظام الإطلاق المعياري متعدد الأغراض  (MPLS)، وهو أحد حلولنا ضد التهديدات غير المتماثلة، بالإضافة إلى خدماتنا لدورة حياة السفينة بالكامل. ولكننا أيضًا في آيدكس لأننا نريد تعزيز التزامنا الصناعي القوي في الإمارات العربية المتحدة، فمجموعة نافال ترغب في تعزيز تعاونها مع البحرية الإماراتية ونظام الدفاع لتعزيز سيادة الدولة البحرية والمساهمة في حماية مصالحها الاستراتيجية من خلال تقديم أفضل التقنيات المدفوعة بالابتكار والاستثمار في البحث والتطوير. نحن حريصون على تقديم أحدث التقنيات لضمان الاستقلالية الذاتية للبحرية الإماراتية.

هل يمكنك توضيح الشراكات أو التعاون الذي تقوم به مجموعة نافال مع الشركات المحلية في الإمارات العربية المتحدة لتطوير السفن والأنظمة السطحية؟


التوطين هو محرك رئيسي لاستراتيجية مجموعة نافال في الشرق الأوسط، ويتماشى تمامًا مع الرؤى الطموحة لهذه المنطقة لتحقيق الاستقلال الدفاعي والنمو الصناعي. نحن نعمل على تطوير شراكات طويلة الأمد تعزز الصناعات المحلية، وتساهم في خلق فرص العمل، وتسهيل نقل المعرفة والتكنولوجيا الحيوية. في الإمارات، تمكنا من المساهمة في التوطين من خلال العديد من المبادرات مثل برنامج “غويند” الذي شمل مشاركة محلية واسعة وأبرز قدرتنا على بناء شراكات تكنولوجية مع شركات مثل مجموعة إيدج.
لدينا خارطة طريق مستمرة وواعدة للقدرات الصناعية الاستراتيجية التي سيتم تنفيذها مع شركاء صناعيين مختلفين في أبوظبي، مع التركيز الطموح على نقل التكنولوجيا ذات القيمة المضافة العالية وبرامج البحث والتطوير المشتركة مع اللاعبين الرئيسيين في الإمارات.
يأتي الاتفاق على برنامج “NCMS” كجزء من التزام مجموعة نافال بدعم طموحات الإمارات لتعزيز صناعات الدفاع والأمن، ودعم النمو السريع لهذا القطاع، وتوفير حلول الدفاع الوطني القادرة على تلبية احتياجات المستقبل. ستقدم مجموعة نافال القدرة الكاملة للبحرية الإماراتية من خلال نقل التكنولوجيا والمعرفة في مجال أنظمة إدارة القتال. وبالتالي، ستكون البحرية الإماراتية قادرة على تشغيل نظام إدارة قتال وطني سيتم دمجه في أسطولها البحري، لكل من برامج بناء السفن الجديدة وتجديد السفن القديمة.
كما تعاونت مجموعة نافال مع جامعة خليفة، وهي الجامعة الرائدة في البلاد، للعمل على مجالات البحث المبتكرة لدعم صناعة السفن في الإمارات، وتم توقيع مذكرة تفاهم في فبراير 2023. ويجري الآن دراسة برنامجين للتعاون: أحدهما حول التصنيع الإضافي والآخر حول شبكة الطاقة.
كما تشارك مجموعة نافال في برامج التدريب التي ينفذها مجلس التوازن، والمعروفة باسم “برنامج التسريع العالمي الإماراتي – EGAP”. يتيح هذا البرنامج لخريجي الإمارات الشباب الحصول على فرص تدريب في الشركات الدفاعية الرائدة التابعة لمجموعة نافال مع تدريبهم من قبل خبراء الشركة. مجموعة نافال في المقدمة لتشجيع ظهور المواهب الشابة الإماراتية.

ما هي التقنيات الأكثر ابتكاراً المدمجة في أحدث تصميمات السفن السطحية؟ وكيف تكون قابلة للتكيف مع المهام المتعددة؟


سفن “غويند” المدمجة متعددة المهام وطرادات “FDI” هي تصميمات مرنة، مما يسمح لمجموعة نافال بالاستجابة لتوقعات البحرية بشكل محدد. بهذه الطريقة، يمكنها دمج أفضل القدرات في جميع مجالات القتال: مكافحة السفن، مكافحة الطائرات، مكافحة الغواصات.
تتمتع “FDI” بقدرات متطورة في مكافحة الغواصات، استناداً إلى مسرح الحرب المضادة للغواصات، وذلك بفضل مجموعة أجهزة السونار المتكاملة مع جهاز سونار “Thales Captas 4” للحرب المضادة للغواصات. كما تحتفظ “FDI”، كونها خليفة السفينة الفرنسية “FREMM”، بقدرات ممتازة في مكافحة الطائرات، بناءً على صاروخ “أستير” المضاد للطائرات، والذي أظهر قدراته القتالية في سلسلة من الحوادث في البحر الأحمر، حيث اعترضت الطرادات الفرنسية بنجاح طائرات مسيرة وصواريخ مضادة للسفن وصواريخ باليستية.
كما تحتوي السفينة على حل فريد لمكافحة الحرب غير المتماثلة  (AsyW)، وهو حل فريد للمراقبة البانورامية ومكافحة التهديدات غير المتماثلة والأنظمة غير المأهولة، مما يغطي كافة جوانب الأمن البحري (القرصنة، التهريب، الإرهاب، إلخ..)، بما في ذلك التهديدات الجوية والتهديدات من السفن غير المأهولة.
يقدم هذا النظام تصوّراً بانورامياً ليلاً ونهاراً للإنسان من خلال الواقع المعزز، لمراقبة بانورامية وتحديد دقيق لمسافات طويلة، وهو نظام قابل للتطوير، مما يعني أن لديه هيكلية مفتوحة لسهولة دمج المستشعرات والأجهزة لمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية. نظام الإطلاق متعدد الأغراض (MPLS) هو حل جديد آخر، منتج مبتكر يتعامل مع أي نوع من التهديدات غير التقليدية، مع تصميم خفي وقدرة تحميل عالية، وهو سهل إعادة التحميل والصيانة. ويمكن لـ “MPLS” مزج أنواع مختلفة من الذخائر (شراك خداعية، صواريخ، أو ذخائر طائرة) بفضل تقنيته المودولية.

مع تزايد خطر الخروقات السيبرانية، ما هي الحلول المبتكرة التي تنفذها مجموعة نافال لضمان الأمن السيبراني القوي للشركاء الإقليميين؟ وهل للذكاء الاصطناعي دور في ذلك؟


الأمن السيبراني هو قضية رئيسية لمجموعة نافال، ويشمل أي سفينة حربية خلال دورة حياتها بالكامل. الأولوية هي ضمان مرونة السفينة من خلال حمايتها ضد الاختراقات: بنية صامدة، تقوية المعدات والأنظمة. وتقوم مجموعة نافال بدمج القدرات السيبرانية على متن سفنها من البداية، مما يضمن صمودها في جميع مراحل دورة حياتها. الأنظمة الرقمية على سفن مجموعة نافال محمية بشكل أصلي (“أمن سيبراني من التصميم”)، ليس فقط بالنسبة للنظام القتالي ولكن أيضًا للمنصات، وأنظمة الملاحة والتحكم. يتم دمج الأمن السيبراني أيضًا في مراحل التطوير والإنتاج والمراقبة في الخدمة.
كما يتم دمج الأمن السيبراني في عملياتنا وإدارة سلسلة الإمداد. بصفتنا متكاملين، نعمل مع شركاء موثوقين لتوفير حلول مدمجة تمكّن من قدرات الدفاع السيبراني في الوقت الفعلي.
ينطبق هذا أيضًا على تصميم طائراتنا من دون طيار؛ حيث تتضمن متطلبات الأمن السيبراني منذ المراحل الأولى لضمان أعلى مستوى من الأداء. وتضمن العديد من الآليات على متن الطائرة بناءً على طرق التشفير المثبتة حماية المعلومات المرسلة أو المخزنة بواسطة الطائرة، حتى في حالة فقدانها أو اختطافها.
في حال حدوث هجوم إلكتروني، فإن أنظمة المراقبة على متن الطائرة تمكن النظام من الكشف عن الهجوم والرد وفقًا لحالته التشغيلية. جميع هذه التدابير تتناسب مع طبيعة المسيّرة (USV، UUV، وما إلى ذلك)، وحجمها ونطاق المهام التي قد يتم تكليفها بها.

كيف تساهم مجموعة نافال بالابتكار في الأنظمة غير المأهولة في الإمارات والمنطقة؟ وكيف تتوافق هذه المبادرات مع الأهداف والمعايير المحددة في رؤية الإمارات العربية المتحدة 2031 لقطاع الدفاع؟


مجموعة نافال ملتزمة بتطوير تقنيات الدفاع التي تدعم الأهداف الاستراتيجية لشركائنا الإقليميين. هذه الرؤية تتمثل في نظام مستقل يقدم مجموعة من القدرات في المراقبة، والعمليات، والسلامة، مع تقليل المخاطر.
نحن في مجموعة نافال حريصون على الشراكة والاستثمار في جهود البحث والتطوير التي يمكن أن توفر حلول تكنولوجية عالية القيمة تحسن القدرات الدفاعية السيادية لشركائنا وتلبية الأهداف البحرية طويلة الأمد. بالنسبة للأنظمة غير المأهولة، استثمرت مجموعة نافال بشكل كبير على مدى الخمسة عشر عامًا الماضية لتطوير استخدام المسيّرات الجوية والسطحية والمائية من قبل البحرية.
بالنسبة للمسيرات، لا تقوم مجموعة نافال ببناء مسيرات جوية، لكنها تقوم بدمجها في سفنها الحربية لتوفير حلول متكاملة وقابلة للتشغيل من السفن.
أما بالنسبة للسفن والغواصات غير المأهولة، فقد طورنا منتجات مصممة للاندماج الفيزيائي والوظيفي في السفن. لدينا الآن مجموعة من المنتجات المختبرة مسبقاً في البحر.

هل تسعى مجموعة نافال إلى اكتشاف المواهب الإماراتية ودعمها وتطويرها للعمل في المجال البحري كجزء من جهود التوطين، من خلال “كورفيت جويند” مثلاً؟


تولي مجموعة نافال أهمية كبيرة لتطوير المواهب المحلية في المنطقة وتعزيز الخبرات الوطنية في قطاع الدفاع.
تشارك مجموعة نافال بالكامل في استقبال طلاب الإمارات في مراكز الخبرة المختلفة لدينا. في السنوات الثلاث الأخيرة، تمكن طلاب الهندسة من المشاركة في تدريبات في مواقع مختلفة لمجموعة نافال بفضل برنامج “E-GAP” التابع لمجلس التوازن، والمعروف سابقًا باسم برنامج SEEDS.
يؤكد ذلك هدفنا في برنامج التدريب للمجموعة المختارة من المواهب الإماراتية التي بدأت في تولون في نهاية عام 2024. ستمكن هذه المبادرة الإماراتيين من اكتساب المهارات الضرورية في العمليات البحرية المتقدمة، والصيانة، وإدارة التكنولوجيا. من خلال تقديم التدريب العملي والتعرض لأنظمة التكنولوجيا المتطورة، يهدف البرنامج إلى إنشاء مسار مستدام للمواهب يتماشى مع الأهداف الوطنية ويساهم مباشرة في بناء قوة عمل قادرة وصامدة في المنطقة.

نشهد توسّعاً لبصمة ودور مجموعة نافال في الإمارات العربية المتحدة، ما هي التوجهات المستقبلية في منطقة الخليج والشرق الأوسط؟


تواجدت مجموعة نافال في منطقة الشرق الأوسط لأكثر من 30 عامًا. مجموعتنا لديها تاريخ طويل من التعاون ونقل التكنولوجيا مع القوات البحرية في المنطقة. على مر السنين، تحوّل تركيزنا من كوننا مجرد مزوّد إلى أن نصبح شريكاً استراتيجياً في تطوير أنظمة الدفاع المستدامة والسيادية.
يعد الشرق الأوسط سوقًا ديناميكيًا ذو خصائص مميزة تميزه عن المناطق الأخرى. وتدرك مجموعة نافال الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة نظرًا لموقعها المحوري، بما في ذلك المسارات البحرية الحيوية مثل مضيق هرمز وباب المندب. علاوة على ذلك، تواجه القوات البحرية في هذه المنطقة التهديدات التقليدية (القوات البحرية الأخرى، الصواريخ…) ولكن أيضًا عودة التهديدات غير المتماثلة (الطائرات المسيرة، حرب الألغام، القرصنة، التهديدات السيبرانية…) وهذا يتطلب تركيزًا قويًا على أمن البحر والبنية التحتية.
أنا واثق في قدرتنا على تقديم أفضل الخدمات للقوات البحرية. المجموعة هي أيضًا واحدة من الشركات النادرة في العالم التي توفر الأنظمة وكذلك تدمجها، وتبني السفن، وتقدّم الخدمات مع قدرة مثبتة على تقديم برنامج واسع لنقل التكنولوجيا.

شارك الخبر: