SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

تعزيز الشراكات في الإمارات ومستقبل الذكاء الاصطناعي في قطاع الطيران والدفاع: حوار حصري مع المدير الإقليمي الأول لشركة بوينج في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا “كيرك شولتز”

خاص – علي عمر

تزامناً مع فعاليات “معرضي آيدكس ونافدكس 2025″ في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أجرى الأمن والدفاع العربي مقابلة خاصة مع السيد كيرك شولتز، المدير الإقليمي الأول لتطوير الأعمال الدولية في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى شركة بوينج للدفاع والفضاء والأمن. وتحدث عن الشراكات التي تقوم بها بوينج مع الشركات المحلية في الإمارات موضحاً كيفية مواجهة بوينج للتحديات في صناعات الطيران والدفاع لا سيما الخروقات السيبرانية واستخدام الذكاء الاصطناعي في ذلك، فضلاً عن مساهمة بوينج في تدريب الفرق العسكرية والجوية على تشغيل وصيانة الأنظمة الدفاعية التي تقدمها. وفيما يلي نص المقابلة:

  • هل يمكنكم توضيح الشراكات أو التعاونات التي تقوم بها بوينج مع الشركات المحلية في الإمارات لتطوير أنظمة دفاعية متقدمة والطائرات؟

تمتد شراكات بوينج في الإمارات إلى ما هو أبعد من قطاع الدفاع، حيث نلتزم بدعم الدولة في بناء منظومة مستدامة لقطاعي الطيران والدفاع، تعود بالنفع على الدولة والصناعة. وشكلت شراكتنا طويلة الأمد مع القوات المسلحة الإماراتية و”مجلس التوازن” عاملًا أساسيًا في تحقيق هذا الهدف، ونحن نركز بنفس القدر على تعزيز علاقاتنا مع الشركاء المحليين في القطاع لدفع عجلة النمو على المدى الطويل، بدلاً من الاكتفاء بمشاريع قصيرة الأجل أو معاملات فردية.

ومن خلال برنامج “التوازن الاقتصادي”، عملنا بشكل استراتيجي على تطوير قدرات متقدمة في الإمارات. فعلى سبيل المثال، ساهم تعاوننا مع “إيدج بريسيجن إندستري” في تأسيس أول منشأة لمعالجة المعادن في قطاع الطيران بالمنطقة، مما يدعم عمليات التجميع المتقدمة ليس فقط لصالح بوينج، بل أيضًا لمصنّعي الطيران العالميين الآخرين. وبالمثل، بدأ تعاوننا مع “ستراتا” بتصنيع هياكل دعم الأجنحة لطائراتنا التجارية عريضة البدن، ثم توسع بدعم من “توازن” ليشمل إنتاج الزعنفة العمودية لطائرة 787 في مدينة العين.

وبالإضافة إلى قطاع التصنيع، نعمل على تعزيز الابتكار وريادة الأعمال في الإمارات. ويعد مشروع “السديم”، الذي تم تطويره بالتعاون مع “توازن”، مثالًا بارزًا على كيفية تقديم الإرشاد والدعم للشركات الناشئة الصغيرة، وجذب الاستثمارات، ومساعدتها في ترسيخ وجودها في الدولة. وأطلقنا في نوفمبر الماضي مركز التميز للطائرات بدون طيار (UAS) بالتعاون مع “إنسيتو” وبدعم من “توازن”، بهدف تعزيز قدرات الصيانة والإصلاح والعَمّرة (MRO) محليًا، مما يعكس كيف يمكن للشراكات المرنة والإبداعية أن تحقق قيمة اقتصادية وتشغيلية في آن واحد.

كما تستثمر بوينج في تنمية المواهب من خلال برامج التدريب الصيفي للطلاب الإماراتيين، فضلاً عن الشراكات مع الجامعات المحلية والمنظمات غير الربحية لدعم التعليم في مجالات الطيران، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، والاستدامة. فمنذ عام 2007، استثمرنا 3 ملايين دولار في برامج تنمية المجتمع في الإمارات، مما يعكس التزامنا طويل الأمد بتطوير الدولة.

وفي نهاية المطاف، تهدف شراكات بوينج في الإمارات إلى تعزيز القدرات الدفاعية، وتطوير قطاع الطيران التجاري، ودعم الابتكار والنمو الصناعي، بما يضمن إقامة علاقة طويلة الأمد تحقق المنفعة المتبادلة وتتوافق مع الطموحات الوطنية للدولة.

  • كيف تواجه بوينج التحديات المتزايدة في صناعات الطيران والدفاع، لا سيما فيما يتعلق بالسلامة والتقنيات الحديثة؟

نحن نركز على تعزيز ثقافة السلامة من خلال مبادئ الشفافية والمساءلة، حيث نشجع كل فرد على الشعور بالأمان والتمكين للتحدث عندما يكون لديه مخاوف تتعلق بالسلامة أو الجودة. وانطلاقًا من هذا الالتزام، نضع السلامة والجودة في صدارة أولوياتنا، ونعمل على ضمان الاستقرار والقدرة على التنبؤ في جميع مراحل عملياتنا، مما يمكننا من الوفاء بالتزاماتنا تجاه عملائنا بشكل موثوق.

كما نستمر في الاستثمار في تطوير القدرات التي ستكون ضرورية لمنتجاتنا من الجيل القادم. يشارك فريقنا في تطوير تقنيات متقدمة وإنشاء منتجات جديدة عبر مجموعة واسعة من الفرص، حيث نضع الابتكار في صميم استراتيجياتنا لضمان استمرارية التميز في قطاعات الطيران والدفاع.

  • مع تزايد مخاطر الهجمات السيبرانية، ما الحلول المبتكرة التي تطبقها بوينج لضمان أمن إلكتروني قوي لأنظمة الطائرات والدفاع؟ وهل يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا في ذلك؟

تعمل بوينج باستمرار على تعزيز استراتيجياتها وأساليبها في مجال الأمن السيبراني، لتوسيع نطاق وعمق برامج الحماية التي نعتمدها. حيث قمنا ببناء شبكة قوية من الأنظمة المتطورة والاحتياطية القادرة على الصمود في وجه الهجمات السيبرانية. كما أن لدينا التزامًا قويًا على مستوى القيادة التنفيذية للاستثمار في تطوير قدرات أمنية متقدمة وتنفيذ مشاريع رئيسية تهدف إلى التصدي بشكل استباقي للتهديدات المتزايدة.

كما نركز على تعزيز مفهوم “الدفاع المتعمق” من خلال قدرات متطورة تشمل اكتشاف الأحداث والوعي الظرفي، بالإضافة إلى تطوير حلول تقنية متقدمة، مثل الحوسبة السحابية والأنظمة المحمولة من الجيل التالي. كما نطبق برامج متقدمة لإدارة التهديدات، ونستفيد من التحليلات المتقدمة في تحسين استراتيجيات الأمن السيبراني لدينا.

  • كيف تنظر بوينج إلى مستقبل التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار في قطاع الدفاع؟

تعمل بوينج على دمج تقنيات الاستقلالية والذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) في منصاتها الدفاعية الحالية والمستقبلية، حيث توفر هذه التقنيات ميزة حاسمة في تنفيذ المهام واتخاذ القرارات لصالح عملائنا. نقوم بتطوير وتوفير قدرات تمكن الطائرات من التحليق ذاتيًا، وإدارة أنظمة المهام، وإنشاء أدوات تحليلية تدعم اتخاذ القرارات للقوات العسكرية.

تضمن حلولنا المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تقديم مزايا تشغيلية واضحة بطريقة آمنة وموثوقة. نحن نختبر أنظمتنا لضمان أنها توفر أداءً متوقعًا ومتسقًا وقابلًا للتكرار، دون نقاط فشل غير متوقعة. كما نحرص على تزويد المستخدمين بالتدريب اللازم والمعلومات الواضحة حول قيمة هذه الأنظمة وإمكاناتها وحدودها وتأثيراتها المحتملة.

بالإضافة إلى تطوير سلوكيات الاستقلالية عبر جميع العمليات العسكرية، تمتد جهود بوينج في الذكاء الاصطناعي إلى مجالات مثل الصيانة التنبؤية، والتخطيط الذكي للمهام القتالية، وتصنيف البيانات لتوجيه المعلومات المهمة إلى متخذي القرار.

نحن نولي أولوية قصوى لسلامة العسكريين، ونعمل على تزويدهم بقدرات الذكاء الاصطناعي التي تمكنهم من التفوق على الخصوم ومواجهة التهديدات المتطورة، خاصة مع قِصر الزمن المتاح لاتخاذ القرارات في بيئات العمليات الحديثة. جميع حلول الذكاء الاصطناعي التي نقدمها تلتزم بالمعايير القانونية والتنظيمية ذات الصلة، لا سيما فيما يتعلق بالسلامة، والخصوصية، والأمن، والأداء.

أنظمة التطوير: تعتمد بوينج أيضًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والنماذج اللغوية الكبيرة (LLM) لدعم عمليات تطوير وتصميم الأنظمة، مما يضمن أن منصاتنا توفر أفضل القدرات في فئتها. هذه الأدوات تتطور بسرعة، وتسهم في تحسين عمليات التطوير بشكل مستمر. كما أنها تدمج الإشراف البشري، مما يضمن إمكانية التدخل أو تعديل سلوك الأنظمة عند الحاجة.

يُظهر تسريع عمليات اتخاذ القرار باستخدام الذكاء الاصطناعي توافقًا كبيرًا مع تقنيات أخرى، مثل التشغيل المشترك بين الطائرات المأهولة والطائرات بدون طيار (MUM-T)، حيث أثبتت بوينج نجاحها في هذا المجال:

  • أجرت بوينج اختبارات ومحاكاة لمهام التشغيل المشترك بين الطائرات المأهولة والطائرات بدون طيار باستخدام منصاتها المختلفة، بما في ذلك F-15EX، F/A-18 Super Hornet، MQ-25، MQ-28.
  • في العام الماضي، استعرضت بوينج بشكل افتراضي سيناريو نفّذ فيه طيار مقاتلة F/A-18 عملية قيادة لطائرة MQ-25 بدون طيار، حيث أطلقت الأخيرة خرطوم التزود بالوقود وقامت بتزويد الـ Super Hornet بالوقود، باستخدام وصلات الاتصال الحالية بين المنصتين.
  • كما قمنا بتشغيل نظام التشغيل المشترك بين الطائرات المأهولة والطائرات بدون طيار على مروحية AH-64 Apache منذ أكثر من عقد، وأثبتنا أيضًا إمكانية استخدام واجهة قيادة للتحكم في الطائرات المسيرة التي تُطلق من الآباتشي.
  • كيف تساهم بوينج في تدريب الفرق العسكرية والجوية على تشغيل وصيانة الأنظمة المتقدمة التي توفرها؟ وهل تقدم بوينج حلولًا مبتكرة لتسهيل الصيانة والدعم الفني للطائرات والأنظمة الدفاعية؟

نقدم حلول تدريب متكاملة وعالية الجودة تلبي احتياجات الأفراد في جميع مراحل مسيرتهم التدريبية، وندعم المشغلين ومقدمي التدريب في مختلف أنحاء العالم. كما  نمتلك أوسع حزمة رقمية من الحلول في القطاع، و نوفر برمجيات وخدمات تساعد في تحسين الأداء والموثوقية عبر جميع مراحل الطيران، سواء في الطائرات التجارية أو العسكرية، بالإضافة إلى الطائرات الخاصة والعامة.

تمكن مجموعتنا المتكاملة من البرمجيات والتحليلات التنبؤية العملاء من دمج بيانات عملياتهم التشغيلية للحصول على رؤية شاملة وتحسين كفاءتهم التشغيلية. كما تساعد هذه الحلول في تحديث العمليات التشغيلية واتخاذ قرارات دقيقة في الوقت الفعلي، مما ينعكس إيجابيًا على الأداء العام.

تشمل حلولنا الرقمية المتقدمة أنظمة القيادة والملاحة الجوية، وعمليات الطيران والصيانة، حيث نوفر للعملاء أدوات تساعدهم على إدارة رحلاتهم بكفاءة أكبر، وتقليل استهلاك الوقود، وتحسين تخطيط وجدولة الرحلات والطاقم، بالإضافة إلى تقليل تأثير الاضطرابات التشغيلية على عملياتهم.

شارك الخبر: