SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

تشهد صفقات التسليح المصرية تطورات مهمة، من أبرزها اتفاق مع تركيا يشمل نقل التكنولوجيا، حيث سيتم التعاون مع شركة هافلسان التركية المتخصصة في الإلكترونيات الجوية. هذا التعاون يأتي في إطار الاستفادة من الخبرات التركية في دمج الذخائر المختلفة على مقاتلات F-16 دون الحاجة إلى الولوج إلى كمبيوتر المهام الخاص بالطائرة، وذلك باستخدام منصات متطورة. كما تم الإعلان رسميًا عن تعاون مع مصنع قادر المصري لإنتاج مركبات غير مأهولة مزودة بطائرات كاميكازي شبيهة بالدرون الأميركي Switchblade، والتي يمكن استخدامها في تنفيذ عمليات استهداف دقيقة مع ضمان سلامة الطواقم الميدانية.

التقارب العسكري بين مصر وتركيا في الفترة الأخيرة جاء بدافع الضرورة، إذ تجمع البلدين مصالح مشتركة، خاصة في ظل التطورات في سوريا، حيث تتمركز القوات التركية في الشمال بمواجهة النفوذ الإسرائيلي في الجنوب ودعمه للأكراد. التعاون العسكري بين الدول يرتكز على تحقيق المصالح وضمان الاستفادة المتبادلة، خصوصًا في مجالات نقل التكنولوجيا والتصنيع المحلي، حيث يكون الطرف الذي يمتلك خط الإنتاج والمعرفة التصنيعية هو المستفيد الأكبر.

بالتوازي مع ذلك، هناك صفقة أخرى مهمة مع كوريا الجنوبية، كشف عنها السفير المصري في سيول، حيث أكد اقتراب توقيعها رسميًا. تشمل الصفقة الحصول على مقاتلات FA-50، وهي النسخة المقاتلة الخفيفة من طائرة التدريب المتقدم T-50، لكنها تتميز بقدرات قتالية مماثلة لمقاتلات F-16، سواء من حيث التصميم أو منظومة الدعم الفني، مما يسهل عمليات التشغيل والصيانة. هذه الطائرة قادرة على تنفيذ المهام القتالية اليومية بتكاليف تشغيل منخفضة، مع إمكانية تسليحها بأنظمة متطورة، أبرزها صاروخ كروز مشتق من الصاروخ الألماني Taurus، إلى جانب مجموعة متنوعة من الذخائر جو-أرض الموجهة.

وتشمل الصفقة تصنيع عدد من الطائرات داخل مصر، مع تصاعد نسبة المكون المحلي تدريجيًا، حيث اطلع الجانب الكوري على الإمكانيات التصنيعية المصرية، خاصة بعد إدخال أجهزة ألمانية حديثة ساهمت في رفع قدرات الإنتاج المحلي. إلى جانب ذلك، تتضمن الصفقة صواريخ مضادة للدروع من طراز Taipers، والتي يمكن دمجها على الدبابات والمدرعات في حاويات جانبية لزيادة فاعليتها القتالية، كما يمكن تزويد مروحيات الجازيل بها، مما سيمنحها قدرات تفوق الصواريخ الفرنسية Hot-3 المستخدمة حاليًا.

وتشير التطورات في المنطقة والتحديثات التي يشهدها الجيش المصري إلى أن القاهرة تسعى لتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية في مواجهة التحديات المتزايدة، سواء عبر تحديث أسطولها الجوي والبحري، أو من خلال إدخال تقنيات جديدة تضمن لها التفوق في ميادين القتال الحديثة.

تبقى هذه التحركات العسكرية وصفقات التسليح مؤشرات واضحة على أن المنطقة تمر بمرحلة إعادة تشكيل كبرى، تفرض على كل دولة تعزيز قدراتها لمواكبة المتغيرات المتسارعة.

شارك الخبر: