أعلنت القوات الجوية الأميركية بدء الاختبارات الأرضية لبرنامج الطائرات القتالية التعاونية (CCA)، وهو ما يمثل علامة فارقة في جهودها لدمج الأنظمة ذاتية القيادة في عملياتها المستقبلية.

وتشمل هذه المرحلة من الاختبارات إجراء تقييمات تفصيلية للطائرتين التجريبيتين YFQ-42A و YFQ-44A، اللتين طورتهما شركتا “جنرال أتوميكس” و”أندوريل” تباعاً.

تعتبر هذه الطائرات الأولى التي تتلقى تصنيف “F” للمقاتلات في تسمية القوات الجوية الأميركية، مع إضافة “Q” للدلالة على الطائرات بدون طيار، واستخدام حرف “Y” للإشارة إلى الطرازات التجريبية. وسيتخلى الطرازان YFQ-42A وYFQ-44A عن الحرف “Y” بعد دخولهما مرحلة الإنتاج.

ستركز التقييمات على أنظمة الدفع، وإلكترونيات الطيران، ودمج أنظمة القيادة الذاتية، وأنظمة التحكم الأرضي. تهدف هذه الاختبارات إلى التحقق من سلامة أداء النظام، وإجراء المزيد من التحسينات على التصميم، وإعداد المنصات لاختبارات الطيران في وقت لاحق من العام.

تعتبر الطائرات القتالية التعاونية (CCA) طائرات مسيرة قادرة على الطيران بشكل مستقل، ومن المتوقع أن تعمل جنبًا إلى جنب مع المقاتلات المأهولة مثل F-35 أو المقاتلة المستقبلية “الجيل القادم” التي تدرس القوات الجوية الأمريكية إدخالها. وتستثمر القوات الجوية بشكل كبير في هذه الطائرات التعاونية كوسيلة لتوسيع القوة الجوية، وتوفير قدرات هجومية، وإجراء مهام الاستطلاع، وعمليات الحرب الإلكترونية، أو حتى العمل كطُعم خداعي.

تشكل مبادرة الطائرات القتالية التعاونية جزءًا أساسيًا من تحول القوات الجوية نحو استخدام حزم القوات القابلة للتكيف والتنسيق بين الطائرات المأهولة وغير المأهولة. صُممت هذه الطائرات لتعمل جنبًا إلى جنب مع الطائرات التقليدية، وتهدف إلى تعزيز القدرات التشغيلية، وتحسين القدرة على البقاء، وتعزيز الفعالية القتالية في البيئات المتنازع عليها.

وقد حصلت كل من “أندوريل” و”جنرال أتوميكس” على عقود في أبريل 2024 لتطوير أول نسخة من طائرات CCA، مع وجود مزيد من التحسينات المخطط لها في المستقبل.

من المقرر اتخاذ قرار بشأن إنتاج الدفعة الأولى في عام 2026، على أن يبدأ تطوير الدفعة الثانية في العام نفسه لتوسيع نطاق استخدامها في المهام ودمج تقنيات جديدة.

وتُركز القوات الجوية الأميركية على إنشاء أسطول يضم ما لا يقل عن 1000 مقاتلة من طائرات “CCA”، باستخدام القدرات المستقلة للطيران بجانب مقاتلات مثل “F-35” أو عائلة أنظمة الهيمنة الجوية المستقبلية من الجيل التالي.

ويمكن أن يؤدي دمج الأنظمة المستقلة في الطائرات المقاتلة إلى تكتيكات واستراتيجيات ومبادئ جديدة.

وقد تصبح الطائرات القتالية التعاونية، التي تعتمد على برامج مثل “VENOM”، عنصراً أساسياً في القوات الجوية المستقبلية، حيث ستعمل جنباً إلى جنب مع الطائرات المأهولة لتحقيق أهداف المهمة.