أعلنت فرنسا وإندونيسيا عن نيتهما تعزيز شراكتهما الدفاعية الاستراتيجية، خلال مؤتمر صحفي عُقد في جاكرتا الأربعاء الماضي، خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون الرسمية إلى إندونيسيا. وأعلن الرئيس الفرنسي أن المناقشات المتقدمة قد تُفضي إلى طلب جديد لشراء طائرات رافال مقاتلة لجاكرتا، بالإضافة إلى العقد الأولي الموقّع عام 2022. ويأتي هذا التطور في الوقت الذي يحتفل فيه البلدان بالذكرى الخامسة والسبعين لعلاقاتهما الدبلوماسية، مما يُبرز تنامي التعاون العسكري.
سيشمل الطلب المُحتمل حوالي اثنتي عشرة طائرة رافال إضافية، ومن المتوقع أن يتراوح العدد النهائي بين 8 و16 وحدة، حسب مخصصات ميزانية الدفاع الإندونيسية. وفي حال إتمامه، ستُكمّل هذه الدفعة الجديدة برنامج اقتناء قائم مع شركة داسو للطيران، يشمل 42 طائرة رافال مقسمة على ثلاث دفعات تعاقدية. نُفِّذت الاتفاقيات على مراحل: ست طائرات في فبراير 2022، و18 طائرة في أغسطس 2023، و18 طائرة في يناير 2024.
حتى الآن، لم تُسلَّم أي طائرة رافال إلى إندونيسيا. ومن المتوقع وصول الوحدات الأولى في أوائل عام 2026. في غضون ذلك، يتطور التعاون العملياتي بين القوات الجوية للبلدين، بما في ذلك المشاركة المنتظمة للطائرات الفرنسية في مهام استعراض القوة “بيغاس” في المنطقة. تُسهم هذه الانتشارات في تعريف القوات الإندونيسية بالبيئة التكتيكية وقدرات رافال، مع تعزيز التنسيق الثنائي على المستويين العقائدي واللوجستي.
من المتوقع أن تشمل الطائرات التي سيتم تسليمها إلى إندونيسيا طرازي رافال سي (بمقعد واحد) ورافال بي (بمقعدين)، ومن المرجح أن تكون بمواصفات قياسية F3R أو F4. تدعم هذه الإصدارات مجموعة واسعة من الذخائر، بما في ذلك صواريخ جو-جو من طرازي ميكا وميتيور، وصواريخ كروز سكالب، وصواريخ إكسوسيت المضادة للسفن، وقنابل AASM الموجهة، ومدفع داخلي عيار 30 ملم. ستوفر هذه القدرة التسليحة لإندونيسيا قوة هجومية متعددة الاستخدامات وذات مصداقية، مصممة خصيصًا لمجموعة متنوعة من السيناريوهات الإقليمية.
على الصعيد البحري، قد تُمضي جاكرتا قدمًا في تفعيل عقد لشراء غواصتين من طراز سكوربين من مجموعة نافال، تم اختيارهما في أبريل 2024. تُوفر هذه الغواصات التقليدية استقلالية مُوسّعة، وستُعزز أسطول الغواصات الإندونيسي الحالي، والذي يتكون من ثلاث وحدات من فئة 209. وقد سلّط فقدان غواصة KRI Nanggala-402 في عام 2021 الضوء على الحاجة إلى تحديث الأسطول. تُقدّم سكوربين تقنيات أحدث مع أنظمة مُحسّنة للتخفي والقدرة على التحمّل والاستشعار.
بالتوازي مع برامجها الجوية والبحرية، تُفكّر جاكرتا في شراء جديد لمدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز Caesar من شركة KNDS الفرنسية. وقد أثبت هذا النظام المدفعي، الموجود بالفعل في الخدمة لدى الجيش الإندونيسي، فعاليته، ومن شأن طلب جديد أن يُعزّز القوة النارية البرية لإندونيسيا، لا سيما في البيئات العملياتية المُعقّدة مثل المناطق الجبلية أو الجزرية حيث تُعدّ القدرة على الحركة والدقة أمرًا بالغ الأهمية.
تُواجه البيئة الأمنية في إندونيسيا تحدياتٍ متعددة، تشمل التوترات المستمرة في بحر الصين الجنوبي، والقرصنة في مضيقي ملقا وماكاسار، والمخاطر الداخلية المرتبطة بعدم الاستقرار والإرهاب. إن توسيع أسطولها من طائرات رافال، مع تحديث أنظمتها البحرية والمدفعية، سيُمكّن إندونيسيا من حماية مجالها الجوي وأراضيها البحرية بشكل أفضل، مع تعزيز استقلاليتها الاستراتيجية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ سريعة التطور.
