تسعى القوات البحرية والجوية الأميركية، للمرة الأولى، علناً للحصول على تمويل لدعم الإنتاج والمشتريات من صواريخ جو-جو AIM 260 المخصصة لتجهيز طائرات مقاتلة من الجيل الخامس، والجيل “الرابع+” في الخطوط الأمامية للقوات المسلحة.
وبموجب طلب التمويل، المقدم من القوات الجوية الأميركية للسنة المالية 2026، تسعى القوات الجوية إلى الحصول على 368.6 مليون دولار لإنتاج صواريخ AIM 260، بينما تسعى البحرية للحصول على 301.8 مليون دولار.
وازدادت الحاجة إلى الصاروخ AIM 260 إلحاحاً مع استفادة وحدات المقاتلات الصينية في الخطوط الأمامية من قدرات صواريخها جو-جو، بعد طرح نسخ متطورة من صاروخ PL-15 منذ عام 2014، بينما وفر صاروخ PL-16 الجديد تحسينات كبيرة في قدراته.
وكان صاروخ PL-15 من أوائل الصواريخ جو-جو التي استخدمت رادار AESA للتوجيه، ما وفر مقاومة أكبر للتشويش وقدرة فائقة على الاستهداف ضد الأهداف منخفضة الرصد، مثل المقاتلات الشبحية F-35، مع مدى يُقدر بأكثر من 200 كيلومتر.
ويعتقد المحللون على نطاق واسع أن الصاروخ الصيني PL-15 لا يُضاهى بأي فئة صواريخ في المخزون الأميركي.
الصاروخ AIM 260
وبدأ تطوير الصاروخ AIM 260 في عام 2017 على وجه التحديد كرد فعل على دخول الصاروخ الصيني PL-15 الخدمة.
ويُعتقد أن القرار الأميركي بتطوير لصواريخ AIM 260، تأثر باستلام القوات الجوية الصينية لأول مقاتلات J-20 من الجيل الخامس في أواخر عام 2016، ودخول J-20 في الخدمة فبراير عام 2017، والذي عند إقرانه مع PL-15 سيؤدي إلى عدم تكافؤ في القوة مع القوات الجوية الأميركية.
وازدادت المخاوف بشأن مكانة القوة الجوية الأميركية مقارنة بالصين بشكل كبير منذ ذلك الحين، مع عوامل تشمل معدل تحديث J-20 وحجم مشترياتها الذي لا مثيل له تماماً بواسطة القوات الجوية الصينية، وتطوير بكين وشراء مجموعة واسعة من الأصول الداعمة المتقدمة مثل أنظمة الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً KJ-500A (AEW&Cs).
مقاتلات صينية
وتفاقمت هذه المخاوف بشكل كبير بعدما كشفت الصين، في ديسمبر الماضي، عن طائرتين مقاتلتين جديدتين من الجيل السادس في مراحل النموذج الأولي للطيران.
وكان من المقرر في البداية أن يدخل صاروخ AIM 260 الخدمة حوالي عام 2022، ويُعتقد أن التأخيرات المتعددة قد دفعت هذا الموعد إلى الوراء لمدة 4 إلى 5 سنوات على الأقل حتى عام 2026-2027.
وعلى الرغم من أن التقدم نحو التطوير ظل غير مؤكد، فإن طلبات التمويل للإنتاج التسلسلي والمشتريات تشير إلى أن البرنامج قد اقترب بالفعل من نهاية اختبار التطوير أو وصل إليه.
ولا يزال الكثير بشأن عملية الاختبار غير معروفة، على الرغم من التأكيد في أواخر عام 2021، إلا أن القوات الجوية الأميركية قد بدأت في استخدام احتياطياتها الكبيرة من مقاتلات F-16 المتقاعدة كأهداف جوية لهذا الغرض.
منطقة المحيط الهادئ
وقالت مجلة Military Watch، إن الصاروخ الأميركي الموجه بشكل أساسي لمواجهة المقاتلات الشبحية الصينية، لا يُعرف الكثير عن قدراته.
وجرى التكهن على نطاق واسع بأن صاروخ AIM 260 سيكون مكلفاً للغاية بحيث لا يحل محل صاروخ AIM 120 في الخدمة بالكامل، وأن إنتاج صاروخ AIM 120C للتصدير، وصاروخ AIM 120D للاستخدام المحلي سيستمر بالتوازي مع إنتاج AIM 260.
ومن المتوقع أن تُمنح صواريخ AIM 260 أولوية كبيرة للانتشار في المحيط الهادئ، حيث تتركز وحدات الطيران القتالي الصينية بشكل حصري تقريباً.
وفي القوات الجوية الأميركية، يتوقع أن يُمنح الصاروخ أيضاً الأولوية لتجهيز مقاتلة الجيل السادس F-47 التي من المرجح أن تدخل الخدمة منتصف العقد المقبل.
وقد يؤدي عدم اليقين المتزايد بشأن برنامج مقاتلة الجيل السادس F/A-XX، التابع للبحرية الأميركية، إلى زيادة تمويل مشتريات AIM 260 لتجهيز مقاتلاتها القديمة من الجيل الخامس F-35C.
المصدر: الشرق