ظهرت في الفيديو الرسمي لاحتفالية “عيد قوات الدفاع الجوي المصري” إحدى أبرز الإشارات الحديثة على امتلاك مصر لمنظومة الدفاع الجوي الروسية بعيدة المدى S-300VM، وذلك من خلال ظهور غرفة التحكم الخاصة بالمنظومة، في تأكيد نادر على دخول هذا النظام المتقدم في خدمة الدفاع الجوي المصري.
تتميز المنظومة بمدى كشف راداري 500 كم ومدى اشتباك يصل إلى 350 كم.
وبحسب ما أفادت به وسائل الإعلام الروسية، فإن مصر كانت قد تعاقدت على ثلاث بطاريات من منظومة S-300VM، إلى جانب مركبة القيادة والتحكم، وذلك في إطار صفقة عسكرية سرية لم يُكشف عن تفاصيلها بالكامل. كما أشارت المصادر إلى وجود مفاوضات خاصة بين الجانبين لزيادة عدد البطاريات لاحقًا، دون أن تُعلن تفاصيل إضافية حول الكميات أو الجداول الزمنية.
وقد بدأت مراحل التسليم والتدريب على تشغيل المنظومة منذ نهاية عام 2014، وكان من المخطط أن تكتمل عملية التسليم بحلول نهاية عام 2016، وهو ما يعني أن المنظومة باتت في الخدمة الفعلية منذ عدة سنوات، رغم ندرة ظهورها أو الإشارة الرسمية إليها حتى الآن.
تُعد منظومة S-300VM، المعروفة أيضًا باسم “Antey-2500″، واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي فعالية وتنوعًا في المهام. وهي منظومة صاروخية مجنزرة ذاتية الحركة، صُممت لتأمين الحماية المستمرة للوحدات المدرعة ووحدات المشاة الميكانيكية على مستوى الفرق والجيوش الميدانية، خاصة في البيئات الصحراوية الصعبة، مع قدرتها أيضًا على حماية الأهداف الحيوية والاستراتيجية داخل عمق الدولة، مثل مراكز القيادة والسيطرة والمطارات العسكرية.
تتميز المنظومة بقدرتها العالية على التعامل مع مختلف أنواع التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة ذات القدرة العالية على المناورة، والطائرات الاستراتيجية مثل قاذفات القنابل وطائرات الإنذار المبكر “أواكس”، بالإضافة إلى الصواريخ الجوالة والباليستية بمختلف مدياتها. وتتمكن من تدمير الطائرات على مسافة تتجاوز 250 كيلومترًا وعلى ارتفاع يصل إلى 30 كيلومترًا، بينما يمكنها اعتراض الصواريخ الباليستية على مسافة 40 كيلومترًا وارتفاع 25 كيلومترًا.
تتيح الرادارات المرافقة للمنظومة تغطية جوية واسعة تصل إلى أكثر من 300 كيلومتر، مع قدرة على رصد الأهداف ذات البصمة الرادارية المنخفضة حتى 0.02 متر مربع، ما يجعلها قادرة على كشف الطائرات الشبحية. كما يمكن ربطها بمنظومات رادارية أكثر تخصصًا لتعزيز القدرة على التعامل مع التهديدات الجوية ذات البصمات الشبحية شديدة الانخفاض.
المنظومة قادرة على التصدي للصواريخ الباليستية المتوسطة المدى المطلقة من مسافة تصل إلى 2500 كيلومتر، وهو ما يفسر تسميتها “Antey-2500″، إضافة إلى قدرتها على التعامل مع الصواريخ الباليستية قصيرة المدى (300 إلى 1000 كلم)، والصواريخ الباليستية التكتيكية المُطلقة من مدى يصل إلى 300 كلم، بجانب الصواريخ الجوالة بجميع أنواعها.