تخطط ألمانيا لشراء منظومة الصواريخ بعيدة المدى “تايفون” أميركية الصنع والقادرة على ضرب أهداف على بعد 2000 كيلومتر. وتعد هذه الخطوة بمثابة خطوة مهمة لتعزيز القدرات العسكرية لألمانيا وسط تزايد المخاوف الأمنية في أوروبا.
وصرح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس عقب اجتماعه مع وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الإثنين، في واشنطن: ”ستمكّن هذه الأنظمة ألمانيا من زيادة قدراتها الدفاعية والردعية بشكل كبير جداً، بالإضافة إلى تعزيز قدرات أوروبا“. ورحب هيغسيث باهتمام ألمانيا بشراء هذه المنظومة، مما يشير إلى دعمه لتوثيق التعاون الدفاعي مع برلين.
ورغم أن الصفقة لم تُبرم بعد، فقد عبرت ألمانيا رسميا عن اهتمامها بالحصول على النظام. وتقوم الولايات المتحدة حاليا بمراجعة الطلب، وقال بيستوريوس إن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أبدى رد فعل إيجابيا خلال لقائهما. وأشار الوزير الألماني إلى أن العامل الأساسي في الاهتمام بالنظام هو أن مدى هذه الصواريخ أكبر بكثير من الأنظمة المتوفرة حاليا في أوروبا.
وأضاف أن الصواريخ يمكنها من حيث المبدأ أن تصل إلى أهداف داخل روسيا، لكنه شدد على أن استخدام هذا النظام سيكون لأغراض الردع فقط، ولتعزيز قدرات الدفاع الألمانية والأوروبية.
من المتوقع أن تسهم منظومة “تايفون” في سدّ الثغرات في قدرات الجيش الألماني والقوات المسلحة الأوروبية الأخرى. ويُنظر إلى الاستحواذ المُحتمل في المقام الأول على أنه رادع لروسيا، إذ سيضع حتى العاصمة موسكو في مرمى أنظمة الأسلحة البرية الألمانية.
وكانت الولايات المتحدة وألمانيا قد قالتا في وقت سابق إنهما ستبدآن بنشر أسلحة بعيدة المدى في ألمانيا في 2026، لإظهار التزامهما تجاه الدفاع عن حلف شمال الأطلسي وأوروبا، وأكدتا أن ذلك يأتي في إطار تعزيز الردع العسكري من جانب الولايات المتحدة لحماية الدول الأوروبية الشريكة في الحلف.
منظومة الصواريخ بعيدة المدى “تايفون”
يتكون نظام “تايفون”، الذي طورته شركة لوكهيد مارتن الأميركية، من مركز عمليات ومنصات إطلاق متعددة، تحمل كل منها أربعة صواريخ. تُركّب هذه الأنظمة على شاحنات، مما يتيح مرونة عالية في الحركة.
يمكن إطلاق نوعين من الأسلحة باستخدام نظام “تايفون”: صواريخ SM-6، التي يمكن استخدامها ضد الطائرات والسفن، وصواريخ “توماهوك” كروز. يصل مدى هذه الصواريخ إلى 2000 كيلومتر، بينما يمكن لصاروخ SM-6 التحليق لمسافة تصل إلى 500 كيلومتر تقريبًا. في المستقبل، سيكون النظام قادرًا على التزود بسلاح أمريكي فرط صوتي، على الرغم من أن هذا السلاح لا يزال قيد التطوير حاليًا.