أفادت تقارير بأن إيران أجرت لأول مرة اختبارًا تشغيليًا حيًا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية الصنع إس-400 “تريومف”، ما يُظهر للمرة الأولى قدرتها على نشر واحدة من أكثر منظومات الصواريخ أرض-جو تطورًا في العالم ضمن ظروف ميدانية واقعية.
وبحسب معلومات نشرتها مواقع إيرانية متخصصة في الشؤون الدفاعية، فقد جرى التقييم التشغيلي في 26 يوليو 2025 قرب مدينة أصفهان، التي تُعد ذات أهمية استراتيجية وتقع على بعد نحو 440 كيلومترًا جنوب طهران. وتمثل هذه التجربة أول نشر فعلي مؤكد لمنظومة إس-400 داخل الأراضي الإيرانية، وقد اعتبرها محللون في المنطقة رسالة واضحة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة بأن الأجواء الإيرانية لم تعد متاحة للاختراق دون تكلفة باهظة.
ويُعتقد أن المنظومة التي تم اختبارها كانت بطارية إس-400 مكتملة، شملت رادار الكشف بعيد المدى 91N6E المعروف باسم “Big Bird”، ورادار الاشتباك 92N6E المعروف باسم “Grave Stone”، ووحدة قيادة وتحكم مركزية، وعدة قواذف من طراز 5P85TE2. وتشير التقارير إلى أن الصواريخ المستخدمة في التمرين كانت من طراز 48N6E3 التي يبلغ مداها حتى 250 كيلومترًا، وربما صواريخ 40N6 الأبعد مدى، القادرة على تدمير أهداف جوية عالية القيمة من مسافات تصل إلى 380 كيلومترًا.
وتحمل هذه التجربة التشغيلية دلالات استراتيجية واسعة، إذ إن امتلاك إيران لصاروخ 40N6 يعني نظريًا قدرتها على استهداف طائرات ذات قيمة استراتيجية عالية مثل طائرات الإنذار المبكر E-2D، وطائرات القيادة والسيطرة JSTARS، وطائرات التزود بالوقود KC-135، وحتى المقاتلات الشبحية، من مسافات تتجاوز 350 كيلومترًا. وهذا من شأنه أن يمنح إيران مظلة دفاع جوي طبقية قادرة على فرض حرمان الوصول الجوي (A2/AD) على معظم أجوائها الغربية والجنوبية.
يأتي نشر منظومة إس-400، وفقًا للتقارير، في وقت تتصاعد فيه حالة الاستياء داخل طهران بسبب التأخير المستمر في تسليم مقاتلات سو-35 متعددة المهام، والتي كان يُفترض أن تسهم في تحديث سلاح الجو الإيراني، لكنها ما زالت عالقة نتيجة تغيّر أولويات التصدير الروسية في أعقاب الحرب في أوكرانيا.