تدرس دولة الإمارات العربية المتحدة شراء الطائرة المقاتلة “كيه إف-21” متعددة المهام من كوريا الجنوبية بعد عرض جوي مثير للاهتمام أقيم مؤخراً في قاعدة “ساتشيون” الجوية، على بعد 291 كيلومتراً جنوب العاصمة الكورية سيئول.
ووفقًا لمعلومات نشرتها القوات الجوية لجمهورية كوريا الجنوبية، شارك وكيل وزارة الدفاع الإماراتية الفريق إبراهيم ناصر محمد العلوي في ”رحلة صداقة“ جوية رفيعة المستوى برفقة رئيس أركان القوات الجوية الكورية الجنوبية الجنرال لي يونغ سو لاستعراض أداء طائرة “كيه إف-21”. قاد الجنرال لي طائرة مقاتلة خفيفة من طراز “إف أيه-50″، بينما جلس العلوي في المقعد الخلفي لطائرة “كيه إف-21” لتقييم أدائها وأجهزة الطيران وتصميم قمرة القيادة.

ويأتي هذا العرض بعد توقيع خطاب نوايا في ابريل الماضي بين البلدين للتعاون الشامل في برنامج طائرات “كيه اف-21” محلية الصنع، حيث ان بموجب الاتفاق الاولي ستتمكن القوات الجوية الاماراتية من مراقبة التدريبات الجوية التي تشمل ذات المقاتلة وزياره الوحدات الكورية الجنوبية التي تشغل الطائرة المقاتلة، ويحدد الخطاب جدولاً زمنياً لعقد اجتماعات دفاعية نصف سنوية لاستكشاف فرص التطوير المشترك.

برنامج تطوير طائرة “كيه إف-21”
أطلقت كوريا الجنوبية بالتعاون مع إندونيسيا برنامج تطوير طائرة “كيه إف-21” في عام 2015 للحصول على مقاتلة محلية الصنع أسرع من الصوت لتحل محل أسطولها من الطائرات القديمة.
يتم تطوير الطائرة من قبل شركة كوريا للصناعات الجوية والفضائية (KAI)، وهي مقاتلة متعددة المهام من الجيل 4.5 مزودة بمحركين وإلكترونيات طيران متطورة، بما في ذلك رادار AESA، ورادار البحث والتعقب بالأشعة تحت الحمراء (IRST)، وأنظمة الحرب الإلكترونية، وهي مجهزة كذلك بأحدث الأسلحة. وتعمل الطائرة بمحركين من طراز F414-400K من جنرال إلكتريك، وتصل سرعتها القصوى إلى 1.8 ماخ، ويبلغ مداها العملياتي حوالي 1500 ميل بحري، وتصل حمولتها القصوى إلى 7700 كيلوغرام.

وقد بدأ الإنتاج الضخم لما يسمى بالجيل “4.5” من المقاتلة في يوليو من العام الماضي بعد سنوات من التطوير واختبار النماذج الأولية. ومن المقرر تسليم أول نموذج إلى القوات الجوية الكورية الجنوبية في النصف الثاني من عام 2026.

الإمارات تعزّز اهتمامها ببرنامج المقاتلة الكورية
ومن المحتمل أن تحل الإمارات العربية المتحدة محل إندونيسيا كشريك في البرنامج في حال تراجع مشاركة جاكرتا بسبب مشاكل التمويل. بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، توفر هذه الطائرة مسارًا بديلًا لمشترياتها الدفاعية خارج نطاق الموردين التقليديين في الولايات المتحدة وأوروبا، مما قد يتيح لها تجنب شروط التصدير التقييدية. يشمل البرنامج أيضًا خيارات نقل التكنولوجيا والتجميع المحلي، مما قد يدعم القدرات المحلية في مجال الطيران.
تشغل الإمارات حاليًا مقاتلات “إف-16 إي/إف بلوك 60” و “رافال إف4”. ومن شأن شراء طائرات “كيه إف-21” أن يضفي التنوع على أسطولها الجوي، مع تعزيز التعاون الدفاعي القائم مع كوريا الجنوبية، والذي يشمل بالفعل نظام الدفاع الجوي KM-SAM Block II.

سيشكل إبرام هذه الصفقة دخولًا مهمًا لكوريا الجنوبية إلى سوق المقاتلات المتطورة في منطقة الخليج، الذي يهيمن عليه تقليديًا الموردون الأمريكيون والأوروبيون والروس. ويشير المحللون إلى أن ذلك قد يؤثر أيضًا على دول الخليج الأخرى لدفعها إلى استكشاف شراكات دفاعية غير تقليدية.
وعلى الرغم من عدم توقيع أي عقد رسمي حتى الآن، فإن العرض الجوي يشير إلى توطد العلاقات العسكرية والصناعية بين أبوظبي وسيئول.
